السلطان الناصر صلاح، الذى أعاد القدس، من أيدى الغزاة، واستطاع أن يعيدها إلى محيطها العربى ولهوايتها الإسلامية، والتى تحل اليوم ذكرى رحيله الـ825، إذ رحل فى 4 مارس عام 1193، ودفن فى بداية الأمر فى قلعة دمشق، لكنه نقل بعد ذلك إلى مدفنه الحالى بدمشق أيضا، فى المكان المعروف بـ"ضريح صلاح الدين"، بجانب المدرسة العزيزية بجوار الجدار اليسارى من الجامع الأموى فى حى الكلاسة.
وبحسب الباحثة غفران الناشف، أن الأفضل بن صلاح الدين قام بشراء منزل أحد الصالحين فى حى الكلاسة قرب الجامع الأموى وبنى فيه قبة لتكون مدفناً لوالده صلاح الدين الذى توفى سنة 589هـ ودفن بقلعة دمشق أولا ثم نقل رفاته إلى تربته المذكورة وذلك فى سنة 592هـ.
هذا الضريح والذى يضم رفات أحد أعظم القادة المسلمين على مدار التاريخ الإسلامى، رقد فى مكانه الأخير، بعد رحلة بطولية كبيرة، استطاع البقاء على بيت المقدس (القدس) فى أيد المسلمين، ولكن وبعد وفاته بأكثر من 700 عام، جاء المشهد الذى ربما يُحزن "الناصر" فى قبره، فبعد الانتداب البريطانى فى فلسطين، ودخول القوات الفرنسية، دمشق، قام قائد القوات الفرنسية فى الحرب العالمية الأولى، الجنرال هنرى غورو، بالتوجه نحو ضريح صلاح الدين الايوبى بطل معركة (حطين) التى وضعت النهاية الحقيقية للحروب الصليبية، وذلك حسبما ذكر اللواء راشد الكيلاني فى مذكراته، وقال: «يا صلاح الدين انت قلت لنا ابان حروبك الصليبية: انكم خرجتم من الشرق ولن تعودوا اليه، وها نحن عدنا فانهض لترانا فى سورية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة