ثانية واحدة، ربما تحوله لـ "شهيد" أو تمنحه قبلة الحياة، هي لحظات قصيرة ودقيقة يتعامل معها رجال المفرقعات والاطفاء بالحماية المدنية بوزارة الداخلية، الذين يواجهون الموت بشجاعة وبسالة، فداءً لأرواح ملايين من المواطنين.
مشهد تطاير جثمان الشهيد المقدم ضياء فتوح ضابط المفرقعات ،وهو يفكك قنبلة أمام قسم شرطة الطالبية، لا ينساها أحد، هذا البطل الذى أنقذ أرواح آلاف المواطنين، وقدم نفسه فداءً لهم.
أجهزة حديثة للتعامل مع المتفجرات
العامل الزمنى فى هذه المهمة يكون صعب ودقيق، فلحظة واحدة تفرق بين الحياة والموت، ومع أن رجل المفرقعات الذى يواجه القنابل وضابط الحماية المدنية الذى يواجه النيران متأكد من احتمالية عدم عودته حياً، إلا أنه لا يتردد لحظة فى أداء واجبه المقدس.
أجهزة التعامل مع المتفجرات
هؤلاء الأبطال، الذين يتعاملون مع الموت، ويحيطون به فى كل وقت، لا يعرف كثيرون شيىء عن تدريباتهم، والمجهود الضخم الذى يقوم به هؤلاء الأسود فى عرينهم، من أجل الارتقاء بالجانب العملى، والتعامل باحترافية مع المتفجرات والنيران.
أحدث أنواع الربوت
"اليوم السابع"، أجرت معايشة ميدانية من عرين الأبطال، داخل الإدارة العامة للحماية المدنية بوزارة الداخلية، على "هامش الاحتفال باليوم العالمى للحماية المدنية"، وقضينا ساعات وسط الأبطال، الذين يتعاملون مع المتفجرات والنيران بشجاعة كبيرة.
تفكيك القنابل
هنا..ساحات ضخمة لميدان التدريب، يتم زرع المواد المتفجرة داخل سيارة، ويتحرك مفتش المفرقعات ببدلته التى تزن نحو "32 كيلو جرام"، وغطاء رأس يزن نحو 3 كيلو جرام، ويضع حبل على أبواب السيارة، ثم يغادرها ليتم سحب الباب وفتحها من بعيد، وبعدها يأتى دور "الربوت" الذى يتحرك بمفرده نحو الهدف، ويستخرج المتفجرات، ويتوجه بها لسيارة أخرى بها أدوات لابطال مفعول المتفجرات، حيث يتم الاستعانة بالربوت لضمان عدم فقد رجل شرطة حال حدوث تفجير، وتزامناً مع عملية أبطال مفعول العبوة الناسفة أو القنبلة، تقف سيارة التشويش على المتفجرات لمنع عمليات التفجير قدر الإمكان.
تعامل الربوت مع المتفجرات
الجميع هنا يتعامل بحذر، يتحرك بخطوات معينة، وفى توقيت زمنى معين، فالمشهد لا يحتمل الأخطاء، والخطأ الأول هو الأخير، قد يكلف مفتش المفرقعات حياته.
هنا، حرصت وزارة الداخلية على دعم قسم المفرقعات بأجهزة الكشف عن العبوات الناسفة والمتفجرة وأجهزة التشويش والروبوت والبدل الواقية، وجميع مستلزمات الكشف عن المفرقعات والأجسام الغريبة، لمواكبة الدول المتقدمة للتصدى لأى عمليات إرهابية.
محرر اليوم السابع في ميدان تدريب رجال الحماية المدنية
الأمر لم يختلف كثيراً لدى رجال الإطفاء، الذين يقضوا ساعات طويلة في عمليات التدريب، وإجراء بيانات عملية على اقتحام الأماكن المشتعلة بالنيران، والتعامل ببراعة في تحرير الأشخاص المحتجزين داخل المباني والوصول إليهم قبل أن تصلهم ألسنة النيران.
رجال الإطفاء يرفعون شعار " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً"، ومن ثم يبذلون جهود كبيرة في انقاذ الأبرياء، والتصدي للنيران بشجاعة ، ربما يكلفهم ذلك حياتهم، لكنهم مؤمنين برسالتهم النبيلة في حماية أرواح أبناء هذا الشعب.
التعامل مع الحرائق
بدورها، لم تبخل وزارة الداخلية، في دعم رجال الإطفاء بكافة الأجهوة الحدثية، حيث تم توفير العديد من سيارات الإطفاء والسلالم الهيدرولكية وسيارات المفرقعات ليتم السيطرة على الحرائق التى تندلع بنطاق كل إدارة فى المحافظات، وهناك العديد من المواد المستخدمة فى إطفاء الحرائق بحسب نوعها ومنها مطفأة الماء المضغوط وهى عبارة عن أسطوانة معبأة بالماء تحت ضغط غاز خامل، وتستخدم لإطفاء حرائق الأخشاب والأوراق والنسيج والبلاستيك ولا يمكن استخدامها فى إطفاء حرائق الأجهزة والمعدات الكهربائية المتصلة بالتيار الكهربائى الحى أو حرائق الزيوت والشحوم أو المعادن، وهذه المطفأة تعمل على تخفيض درجة حرارة المواد المشتعلة، ويتم استخدام مطفأة الماء المضغوط للسيطرة على الحرائق، ومنع امتدادها للمجاورات، من خلال تصويب الماء المندفع منها أسفل مواقع اللهب، وتغيير الاتجاه فى المساحة المشتعلة فيها النار، ويراعى غمر الأجزاء الساخنة بالماء بعد إطفاء لهب الحريق، وفى حالة الحرائق التى تنتشر باتجاه عمودى يجب مكافحة الأجزاء السفلى ثم الاتجاه إلى أعلى.
معدات حديثة
هنا.. يتم التدريب على التعامل مع كوارث العقارات المنهارة، حيث يتحرك رجال الحماية المدنية لانتشال المواطنين من أسفل الأنقاض، ولديهم كفاءة في سرعة البحث واستخراج المواطنين، من خلال استخدام أجهزة حديثة للكشف عن المفقودين، ومنشار لقطع الخرسان والحديد والمعدن الذي ربما يحول دون الوصول للمفقود.
اللواء علي عبد المقصود مساعد وزير الداخلية
من ناحيته، قال اللواء علي عبد المقصود مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية، لفظ الحماية المدنية يعني حماية المواطن من كل خطر، وأرواح المواطنين مسئولة منا، ونحرص على كسب مزيد من الوقت، من خلال التحرك السريع حيال البلاغات.
وأضاف مساعد وزير الداخلية، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، التدريب يساهم في رفع الكفاءة لرجال الحماية المدنية وانقاذ ارواح المواطنين من خلال تفكيك القنابل أو إطفاء الحرائق.
