تمر اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الكولومبى الشهير جابريل جارسيا ماركيز (6 مارس 1927 – 17 أبريل 2017) الـ91، والحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1982، وتعد روايته "مائة عام من العزلة" هى الأشهر من ما كتب، ناهيك عن أنها تعد الرواية النموذجية فيما يطلق عليها الواقعية السحرية.
ومن المؤكد أن جابريل جارسيا ماركيز لم يكن يعلم حينما كتب رائعته "مائة عام من العزلة" أنها سوف تجلب له هذه المكانة العالمية، وربما لم يذكر أيضًا حينما نالت هذه الشهرة، المواقف الطريفة التى أطاحت بظروف نشرها.
وإذا كان ماكيز قد نسى هذه المواقف فإن أبناء الأرجنتين ما زالوا يروون تفاصيلها حتى يومنا هذا، وهو ما عرفناه من خلال الكاتبة الأرجنتينية كلاوديا بينيرو، التى زارت معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ49، والتقى "اليوم السابع" بها، وكشفت تفاصيل هذه الواقعة خلال الحوار.
وتقول الأرجنتينية كلاوديا بينيرو إن جابريل جارسيا ماركيز حينما أراد أن ينشر روايته "مائة عام من العزلة" لم يكن لديه أية أموال ليتمكن من نشرها، فقد كان فقيرًا آنذاك، وخلال سعيه لنشر الرواية تواصل مع الناشر الأول للرواية وكان من أبناء الأرجنتين، والطريف فى الأمر أنه حينما أراد أن يرسل الرواية للناشر، ذهب إلى مكتب البريد، وطبقا لما هو معروف كان يتم وزن حجم الأوراق المراد إرسالها، وبناء على ذلك يتم تحديد تكلفة الإرسال، إلا أن ماركيز آنذاك لم يكن يملك من المال إلا ما يسمح له بإرسال نصف كمية أوراق الرواية، وبعدما أرسلها، حدثه الناشر، وأبلغه بأنه معجب بالرواية، ولكنه فوجئ بأن ماركيز أرسل له النصف الثانى من الرواية، فطالبه بإرسال النصف الأول، وهى حكاية طريفة معروفة لدينا بالفعل.
تمثل رواية "مائة عام من العزلة" التى حازت على جائزة نوبل فى الأدب عام 1982 إحدى الشوامخ فى الفن الروائى الغربى قديمه وحديثه وقد برز مؤلفها كواحد من أهم أعلام الأدب اللاتينى المعاصر، ومؤخرًا أعلنت دار التنوير للنشر، عن إصدار أول نسخة مترجمة مرخصة، بعد حصولها على حقوق الملكية الفكرية من الوكيل الأبى لماركيز.
وفى هذه الرواية يمتد الزمان ليتقلص ضمن أوراقها وسطورها حيث يحكى غابرييل غارثيا ماركيث حكاية لأسرة أوريليانو على مدار عشرة عقود من الزمان، ململماً هذا الزمان باقتدار وبراعة بالغين بما فيه من غرائب الأحداث وخوارق الوقائع ودخائل المشاعر ودقائق التحليلات وعظائم المفاجآت، أتى بها لتروى قصة هذه الأسرة التى كانت الغواية هى القاسم المشترك فى حياتها نساءً ورجالاً حتى امتدت لعنتها إلى آخر سليل منهم.