بالتأكيد لا يوجد مصرى وطنى واحد يعشق بلاده ويؤمن بقدرتها على التغلب على جميع التحديات التى تواجهها لو أحسنت إسناد كل ملف إلى من يستحقه دون محاباة أو مجاملة، ليس حزينا مثلى أشد الحزن على تدنى الحال الذى أصبح عليه التليفزيون الرسمى لبلادنا منذ فترة طويلة، والذى ظن القائمون على أمر إصلاحه أن تغيير تسميته ليصبح «الهيئة الوطنية للإعلام» بدلا من «اتحاد الإذاعة والتليفزيون» كفيل بمفرده بالارتقاء به وحل جميع مشاكله، وهو للأسف ما لم يتم حتى الآن، بل على العكس سارت الأمور بانحدار شديد نحو الأسوأ بشهادة جميع المختصين الثقات فى هذا الشأن، وهو ما ظهر جليا وواضحا وضوح الشمس كمثال من ضمن عشرات الأمثلة فيما أطلق عليه مؤخرا تطوير شاشة القناة الأولى، وهو ما ليس له أى علاقة بالتأكيد بما يمكن أن نطلق عليه حقا وصدقا لفظ تطوير.. يا سادة مشكلتنا الحقيقية بمنتهى البساطة والأمانة فى جميع الملفات والمجالات التى نفشل فيها أننا لا نعطى للأسف العيش لخبازه، بل نعطيه دائما لأناس يعملون بفكر الموظفين ويفتقدون للخيال والإبداع اللازمين فى مثل هذه الحالات، ناهيك عن أنهم يتحركون ببطء السلحفاة نتيجة غياب الموهبة، والافتقار لطرق التفكير غير التقليدية.. أرجو من جهات الاختصاص إسناد ملف ماسبيرو الذى نحاول ترقيعه منذ فترة طويلة وفشلنا حتى فى ذلك فشلا لا يمكن أن تخطئه أى عين، إلى أناس يتمتعون بالحد الأدنى من الموهبة الإدارية وملكات التفكير الإبداعية.. لأن هذا هو الطريق الوحيد المجرب والناجح من قبل، لكى نصل بإعلام الدولة الرسمى إلى المستوى الذى يستحقه جموع المصريين.