محمد الدسوقى رشدى

صورة الرئيس فى مسرح الأوبرا

الأربعاء، 07 مارس 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعض الصور لا تكتمل رسالتها إلا بالنظر إليها من مختلف الزوايا، وصورة مسرح الأوبرا فى مساء الاثنين 5 مارس، هى عدة صور فى صورة واحدة، كل نظرة من زاوية لها دلالة مختلفة عن النظر من زاوية أخرى لنفس الصورة.
 
من أول زاوية نظر للصورة ستخبرك بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى يجلس فى مسرح دار الأوبرا لمشاهدة مسرحية «سلم نفسك»، والخبر الذى تحمله الصورة ليس عاديا فى وطن لم يعتد أن يشهد مثل هذا الحدث، بل عايش أهله رؤساء ورموز دولة لا يجلسون فى قاعات المسارح إلا لمشاهدة أوبريتات فنية تتغنى بأسمائهم.
 
من زاوية أخرى ستخبرك الصورة بدلالة أهم تتعلق بأن العرض المسرحى الذى شاهده الرئيس وتفاعل معه بتعليق ختامى أعلن فيه تقديره للفن وإرادته لدعمه كى تستعيد مصر قوتها الناعمة، كان عرضا مسرحيا أبطاله مجموعة من الشباب الذى لا يملكون أسماء معروفة فى عالم المسرح أو الفن، وربما تكون مسرحية «سلم نفسك» أولى تجارب أغلبهم الفنية، وفى وطن اعتاد أن يرى كبار نجوم الفن فقط فى حضرة الرئيس، يبدو مشهد الأوبرا ملهما ومعبرا فى توجه الدولة المصرية ومؤسسة الرئاسة نحو دعم التجارب الشابة المبدعة، فيما يمكن أن نعتبره رؤية مؤسسة الرئاسة الخاصة بفتح الباب أمام صناعة نخبة مصرية جديدة فى مختلف المجالات.
 
للصورة زاوية ثالثة تتعلق بضيف الرئيس الذى رافقه حضور ومشاهدة المسرحية وهو صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية، وهنا تعبر دلالة الصورة حدود الدولة المصرية إلى قلب العاصمة السعودية الرياض التى تشهد موجة تغيرات مهمة لها علاقة برؤية جديدة أكثر استنارة وانفتاحا على الفن والثقافة والإبداع بعيدا عن شرنقة الفتاوى الدينية المتطرفة التى حرمت المواطن السعودى لعقود من دور الفن فى تطور المجتمع، وحضور الأمير محمد بن سلمان بصحبة الرئيس السيسى هذا العرض المسرحى الذى ناقش ملف التطرف الدينى والإرهاب، ما هو إلا تعبير عن رؤية مشتركة بين الدولتين اللتين تتصدران محور مكافحة الإرهاب فى المنطقة، أن الفن والفكر والثقافة سلاحهما الثالث لمواجهة التطرف والإرهاب بجوار تحركاتهما الأمنية والدبلوماسية فى نفس ذات الإطار.
 
ومن زاوية رابعة تخبرنا الصورة بأن مصر تحظى برئيس يتحرك 24 ساعة على كافة المحاور لتنفيذ رؤيته فى إعادة بناء الدولة، رئيس يقود معركة دولة ضد الإرهاب، ويصطحب ضيفه إلى منطقة قناة السويس لدعم محور البناء والاستثمار، ثم يعود ليلا مع ضيفه ليخبر الجميع أنه يعزز محور الفكر والثقافة والإبداع.
 
تبقى الزاوية الرابعة لصورة مسرح الأوبرا والرئيس الجالس وسط الجماهير لمشاهدة عرض مسرحى شاب، هى زاوية مؤسسة الرئاسة وتحديدات مكتب السيد الرئيس، والأكاديمية الوطنية للشباب، ومضة النور الجديدة التى تعمل فى صمت، وبمنهج واحترافية شديدة بشكل جعلها قادرة على أن تقدم لنا المنتج المؤثر والمدهش من الأحداث سواء فيما يخص شباب البرنامج الرئاسى أو مؤتمرات الشباب أو منتدى الشباب العالمى، أو بذلك الاختيار والفكرة الرائعة الخاصة بحضور الرئيس هذا العرض المسرحى وإعلانه فى ختامه عن فتح الباب أمام الشباب المشاركين فيه إلى الانضمام إلى قسم الإبداع بالأكاديمية، بشكل يعكس إرادة الدولة المصرية لإعادة صياغة الرسالة الفنية بشكل يحقق معادلة دمج الموهبة مع الإبداع مع المساهمة فى تقديم أدوات إصلاح هذا المجتمع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة