ما حدث من قبائل الألتراس أمس الأول، وعقب مباراة النادى الأهلى أمام مونانا الجابونى فى دور الـ32 لبطولة دورى الأبطال الأفريقى التى أقيمت باستاد القاهرة، يحتاج إلى وقفة حاسمة، والتفكير جديا فى وضع نهاية لهذه العربدة وتجاوز كل الخطوط الحمراء.
وقلناها من قبل عشرات المرات فى نفس هذه المساحة، ونكرر ونعيد ما قلناه، إن الألتراس لا يصلح التعامل معهم سوى بقوة القانون الغاشمة، فقد فشلت كل محاولات الحوار والنداءات والمبادرات من المؤسسات الرسمية والشعبية، والرموز والشخصيات العامة.
ومع كل نداء ومبادرة يتوحش الألتراس ويشعر بذاته وأنه قوة حقيقية فوق الدولة ومؤسساتها، فيستمرون فى ممارساتهم الفوضوية، وياليت الفوضى مبعثها الغيرة الرياضية أو الحمية الشديدة للفريق الذى يشجعونه، كنّا لمسنا لهم بعض العذر، ولكن للأسف الشديد أن الفوضى وإثارة الشغب، هدفها سياسى، والإساءة الشديدة لمؤسسات الدولة، ورموزها، ومساندة ودعم جماعات إرهابية.
ولا يجب أن نغرس رؤوسنا فى الرمال مثل النعام، ونقول إن هؤلاء الشباب أنقياء وأطهار وأبرياء، لأن النقى والبرىء لا يمكن أن يثير الفوضى والفتن ويخرب ويدمر ويحطم ويحرق المنشآت العامة، ويرفع شعارات داعمة لجماعات إرهابية وحركات فوضوية، ويزج بالسياسة بكل عنف وقوة فى ملاعب كرة القدم.
نعم، ألتراس الأهلى، اخترقتهم جماعة الإخوان، وجندهم خيرت الشاطر إبان سعيه لتنفيذ مشروع أخونة الرياضة، ولا يمكن أخونة الرياضة أن يتحقق إلا من الباب الكبير، النادى الأهلى، صاحب الشعبية الجارفة، محليا وعربيا وأفريقيا، بل ودوليا، كما اخترقت حركة حازمون، الوايت نايتس، للسيطرة على القلعة البيضاء، باعتبار الزمالك أحد قطبى الكرة المصرية.
والحقيقة، أنه ومنذ تأسيس الألتراس فى إبريل 2007، لم تعرف ملاعب كرة القدم المصرية، طريقا للهدوء والمتعة، واختفت الأسرة المصرية من مدرجات الملاعب وهى التى كانت تجد فى المباريات متنفسا وفسحة ترفيهية عن الأسرة، وحلا بدلا منها الشماريخ والسباب والشتائم والتكسير والحرق والموت.
واللافت أن بداية تأسيس روابط الألتراس واكب تأسيس حركة 6 إبريل فى نفس العام، ولا تعرف هل هو مرتب له أن تتأسس الروابط الرياضية الفوضوية والحركات السياسية المخربة فى نفس العام، أم صدفة، وعلمتنا التجربة المريرة التى مرت بها بلادنا منذ سرطان 25 يناير 2011 وحتى الآن، أن كل حدث مرتب له ترتيبا جيدا، وليس للصدفة فيه أى دور.
ومنذ ذاك التاريخ، وعرف الموت، طريقه لملاعب كرة القدم فى مصر، ورأينا مجازر استاد بورسعيد، فى ليلة حالكة السواد، ومجزرة استاد الدفاع الجوى، وحاول البعض خلط الأوراق، وتشويه الحقائق، وتنحية العقل والمنطق جانبا، وتغليب المشاعر الشخصية، فتاهت الحقيقة، رغم أن الحقيقة واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، وأن الألتراس الإهلاوى، الإخوانى، وراء كل هذه المجازر فى إطار تنفيذ مخطط جماعة الإخوان الإرهابية، وعملا بالوعد والعهد الذين قطعوه على أنفسهم أمام خيرت الشاطر.
وللتأكيد والتدليل، أيضا، على ما نقوله، أن الألتراس كان رقما صحيحا فى معادلة الفوضى والتخريب فى كل الأحداث الخطيرة التى مرت بها مصر، بداية من وجوده فى ميدان التحرير يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 ومرورا بأحداث محمد محمود الأولى والثانية، وأحداث مجلس الوزراء، وأحداث العباسية ومحاولة اقتحام وزارة الدفاع، ونهاية بمشاركتهم فى اعتصامى النهضة ورابعة العدوية، وما تلاهما من مسيرات ومظاهرات تخريبية وقطعا للطرق.
ولا يمكن أن ننسى، ما فعله الوايت نايتس وألتراس أهلاوى، الذين لا يتضامنون وينبذون تعصبهم لناديهما، شكلا، إلا فى كراهيتهم لمؤسسات الدولة، ودعم الجماعات الإرهابية والحركات الفوضوية، عندما قرروا إحياء ذكرى ضحايا استاد الدفاع الجوى، وذلك فى حديقة الفسطاط، فى منتصف شهر فبراير 2016 حيث شاهدنا بأم أعييننا هتافاتهم ضد الدولة، وخرجوا فى الشوارع مستقلين الدرجات البخارية ورافعين شارة رابعة العدوية.
وتأسيسا على ما سبق، فإننا نطالب الدولة أن تتحرك الآن وليس غدا، لمواجهة هؤلاء المتدثرين بعباءة الإخوان وحركة حازمون، وزجوا بالسياسة فى قلب ملاعب كرة القدم، والرياضة عموما، من خلال عملية فرز شاملة، وحصر أعداد هؤلاء وأسمائهم، بالتعاون مع الأندية، وعلى مسؤولى الناديين، الأهلى والزمالك، معاونة الدولة فى حصر وتحديد أسماء هؤلاء، لمنعهم من دخول المباريات، واتخاذ اللازم تجاههم قانونيا، فى حالة ما إذا حاولوا إثارة الفوضى وخرق القانون، لأن ما حدث أمس الأول، فى استاد القاهرة، وعقب فوز النادى الأهلى بنتيجة كبيرة، أمام نظيره الجابونى، يؤكد أنه لا أمل مطلقا فى إصلاح مسار هذه الروابط.
وعلى الذين صدعونا ليل نهار، بنظرية الاحتواء والطبطبة والهشتكة لهذه الروابط المخربة، عليهم أن يتنحوا جانبا، ويصمتوا، لأن هذه الروابط لا تكترث مطلقا لا بأهمية الحوار، ولا بالخوف على استقرار وأمن البلاد، وهناك نظرية رياضية تقول إن جماهير الكرة لا يفكرون بعقولهم، ولكن بأقدامهم، تماشيا مع أن الأقدام هى التى تتحكم فى نتائج المباريات، وتحديد الفائز، فما البال إذن، أن هذه الروابط تفكر بأقدامها، وتنفذ مخطط جماعة الإخوان الإرهابية؟!
ونرجو من تنظيم، تقديم الألتراس والنشطاء باعتبارهم «أنقياء وأطهار» أن يصمتوا قليلا، لأنهم خدعونا وقالوا على نشطاء 25 يناير، شباب نقى وطاهر واكتشفنا بلاوى، فيما بعد، لذلك على الدولة مواجهة كل مخرب وخارج عن القانون بقوة القانون «الغاشمة»!!
ولَك الله يا مصر...!!