طرأت على الأزمة الكورية الشمالية متغيرات مفاجئة وغير متوقعة، كان لها فعل عكس دفة الأمور والسير فى طريق إنهاء خلافات استمرت قرابة 70 عامًا بين واشنطن وبيونج يانج، ففى ظل تزايد الخلافات والصراع المحتدم بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بدأت مرحلة ذوبان كرة الثلج بين الرئيسين بدعوة للحوار من الجانب الكورى الشمالى، أدهشت العالم أجمع، حيث وجه "كيم جونج"، الدعوة للقاء مع ترامب، لبحث ملف الأسلحة النووية فى شبه الجزيرة الكورية.
الزعيم الكورى الشمالى يدعو ترامب للحوار حول الأسلحة النووية
وفى إعلان مفاجئ وافق الرئيس الأمريكى على عقد لقاء قريبًا مع الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون، بعد حرب كلامية طويلة بينهما منذ وصول دونالد ترامب إلى السلطة، ورغم أنه لم يحدد مكان وموعد قاطع للقاء الرئيس الأمريكى والزعيم الكورى الشمالى، إلا أنه تحدد عقد اللقاء خلال شهر مايو المقبل، الذى يمكن أن يوصف بـ"شهر السلام" لأكبر أزمة نووية فى العالم خلال القرن الحالى.
يأتى هذا التغيير الذى لم يمكن مطروحًا قبل أسابيع فقط، بعد سنتين على توتر حاد بين واشنطن وبيونج يانج، بشأن البرنامجين النووى والباليستى لكوريا الشمالية، وفى خطاب مقتضب أمام الجناح الغربى للبيت الأبيض، أعلن شونج أوى يونج، مستشار الأمن القومى للرئيس الكورى الجنوبى، أن "ترامب"، قبل الدعوة إلى هذه القمة التاريخية.
الزعيم الكورى الشمالى يبدى رغبته للتخلى عن ترسانته النووية
وقال إن الزعيم الكورى الشمالى عبر عن رغبته فى لقاء الرئيس ترامب فى أسرع وقت ممكن، وأضاف أن الرئيس ترامب أعرب عن تقديره لهذه الإحاطة، وقال إنه سيجتمع مع كيم جونج أون، بحلول مايو المقبل لتحقيق نزع دائم للسلاح النووى.
وأكد البيت الأبيض أن الرئيس ترامب قبل اقتراح الزعيم الكورى الشمالى وفى تغريدة رحب الرئيس الأمريكى بـ"التقدم الكبير" الذى أحرز فى ملف كوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن رجل بيونج يانج القوى ناقش مسألة نزع للأسلحة النووية مع ممثلى كوريا الجنوبية، وليس فقط مجرد تجميد للأنشطة النووية، مشيرًا إلى أن العقوبات يجب أن تبقى مفروضة إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق، وتلك الكلمات تعد تحولًا كبيرًا فى لغة الخطاب بين الرئيسين، حيث ظلت العادة على تبادلهما السباب، وتعد تلك المرة الأولى التى يصف فيها "ترامب"، الزعيم الكورى الشمالى، بالرجل القوى.
زعيم كوريا الشمالية: يمكن تحقيق إنجازات كبيرة حال عقد مباحثات مع ترامب
بدوره، أعلن الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون، أنه يمكن تحقيق إنجازات كبيرة حال عقد مباحثات مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وفقا لما ذكره مستشار الأمن الوطنى للمكتب الرئاسى فى كوريا الجنوبية جونج وى يونج.
مبادرة الحوار الكورى الشمالى الأمريكى نتيجة جهود الشطر الجنوبى
من ناحية أخرى ذكرت قناة "سى إن إن" نقلا عن مصدر دبلوماسى أجنبى - لم تذكر اسمه - أن وفدا كوريا جنوبيا سلم البيت الأبيض يدًا بيد خطابًا من الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون، إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
فيما قال شونج إن "كيم جونج أون" تعهد بالعمل على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، ووعد بالامتناع عن إجراء أى تجربة نووية أو صاروخية جديدة خلال أى مفاوضات محتملة.
وجاءت تلك المبادرة التاريخية من قبل الزعيم الكورى الشمالى عقب جهود طويلة من كوريا الجنوبية، التى خاضت حوارات ولقاءات عديدة خلال الشهر الماضية والتى كثفتها بشكل خاص خلال شهر فبراير الماضى على هامش دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التى استضافتها فى مدينة بيونج تشانج، وشاركت فيها بيونج يانج، بوفد أولمبى رافقه فريق للمشجعات سمى بـ"جيش الحسناوات".
قمة ثالثة بين الكوريتين قبل الحوار مع الولايات المتحدة
انتهت المفاوضات بين الكوريتين قبل الإعلان عن مبادرة الحوار مع واشنطن إلى نتيجة مبهرة وغير منتظرة، حيث أعرب الشطر الشمالى عن رغبته الواضحة فى التخلى عن برنامج الأسلحة النووية، موضحًا أنه لا توجد أسباب للإبقاء على الأسلحة النووية فى حالة تلاشى التهديد العسكرى لبيونج يانج، بالإضافة إلى ضمان أمنها، إضافة إلى إبداء الرغبة فى بدء حوار صادق مع الولايات المتحدة فى هذا الشأن.
كما أعلنت كوريا الجنوبية أن الكوريتين قررتا عقد قمة ثالثة بينهما فى نهاية أبريل المقبل، بعد قمتى 2000 و2007 – أى ستعقد تلك القمة قبل الحوار الأمريكى الكورى الشمالى بشهر واحد - وستعقد هذه القمة الجديدة بين الكوريتين فى قرية بانمونجوم، فى المنطقة المنزوعة السلاح التى تفصل بين الكوريتين.
رئيس الوزراء اليابانى يشيد بتغيير الوقف الكورى الشمالى
وكان لتلك الخطوة ردود فعل عالمية سريعة، حيث رحب رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، الجمعة، بالتغيير من قبل كوريا الشمالية والإعلان عن عقد قمة بين كيم، وترامب، معتبرًا أنه نتيجة التعاون بين الولايات المتحدة واليابان، والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بهدف الإبقاء على ضغط قوى بالتوافق مع الأسرة الدولية.
وأضاف آبى "ليس هناك تغيير سياسى من قبل الولايات المتحدة أو اليابان"، مؤكدًا "سنواصل ممارسة ضغوط قصوى إلى أن تتخذ كوريا الشمالية إجراءات عملية على طريق نزع السلاح النووى بشكل كامل وقابل للتحقق ولا يمكن العودة عنه".
رئيس كوريا الجنوبية: الحوار بين واشنطن وبيونج يانج "حدث تاريخى"
بدوره رحب رئيس كوريا الجنوبية "مون جيه إن"، الجمعة، بالقمة المزمعة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، واصفا إياها بأنها حدث تاريخى بالنسبة للسلام فى شبه الجزيرة الكورية.
ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، عن "مون"، قوله، إن اللقاء المقرر فى شهر مايو المقبل يعد الأول من نوعه بين قيادة البلدين، وسيكون "حدثا تاريخيا" من شأنه وضع نزع السلاح النووى فى شبه الجزيرة الكورية فى مساره الصحيح.
وأضاف الرئيس الكورى الجنوبى أن الرئيس الأمريكى الذى قبل دعوة الزعيم الكورى الشمالى لن يتلقى الإشادات فقط من قبل شعبى سول، وبيونج يانج فقط، بل من شعوب أخرى حول العالم، مشيرا إلى أن بلاده ستحاول استغلال هذه الفرصة - التى جاءت بشكل يشبه المعجزة - بشكل صحيح، ويشار إلى أن زعيم كوريا الشمالية وجه دعوة للرئيس ترامب لعقد اجتماع فى شهر مايو المقبل، ووافق ترامب على عقد الاجتماع.
