أعلنت جامعة نيويورك أبوظبى وبالتعاون مع مجموعة أبوظبى للثقافة والفنون، عن الفائز فى الدورة السادسة من جائزة "كريستو وجان-كلود"، والذى اختارته اللجنة السنوية المختصة لهذه الجائزة، وذلك تحت رعاية الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، قرينة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبى فى منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتى.
وفاز فى المسابقة مشروع الجناح التفاعلى "قصائد" المستوحى من الشعر الإماراتى، والذى حمل توقيع طالبتى الهندسة المعمارية فى جامعة أبوظبى، مرام كساب ومريم أيوب، وسيتم افتتاح المشروع ضمن حرم جامعة نيويورك أبوظبى يوم 21 نوفمبر 2018. ومن المقرر أن تقوم الفائزتان المبدعتان ببناء الجناح فى جامعة أبوظبى وعدد من المواقع الأخرى على مدى 9 أشهر قبيل الافتتاح، وستحصلان على جائزة مالية قدرها 10 آلاف دولار أمريكى لإنجاز العمل و5 آلاف دولار إضافية مقدمة من كريستو لمساعدة الفنانتين فى المضى قدماً بمسيرتهما الفنية.
وقالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبى للثقافة والفنون، فى بيان صحفى: "نحن فى مجموعة أبوظبى للثقافة والفنون، نؤمن بأن الاستثمار فى شباب الوطن عبر تطوير مهاراتهم وتعليمهم واحتضان مواهبهم والارتقاء بذائقتهم الفنية، وعبر تحفيز البحث عن المعرفة لديهم، هو الأداة الفاعلة فى تأهيلهم ليكونوا الأصوات الرائدة والقيادية فى ميادين الصناعات الثقافية والإبداعية وذلك من خلال برامج تجمع بين الإلهام الإبداعى والاحتراف المهنى".
وتابعت هدى إبراهيم الخميس، نحن نعتز بتقديم جائزة كريستو وجان كلود، تحت رعاية الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، كمنصة ابتكار فنى بمعايير عالمية، وأداة تطوير لإمكانات الإبداع لدى الشباب الإماراتى، تبرز الروح الخلاقة التى لديهم، فالجائزة التى أطلقناها قبل خمس سنوات بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبى والفنان العالمى كريستو باتت منبراً لإبداعات التشكيليين الناشئين فى الدولة، ومرآة لتطورهم المهنى عبر اقتراح فكرة العمل وإنجازه وعرضه للجمهور فى جولته الإماراتية، مع الشروع فى التصميم والاستشارة الفنية والدراسة المالية للمشروع.
وستحظى صاحبتا المشروع بالدعم اللازم طوال عملية التأسيس، وذلك عبر تواجد نخبة من الخبراء المحترفين ومنهم إميلى دوهرتى، مدير الجائزة، ومايا أليسون، المدير المؤسس لرواق الفن ورئيسة القيمين الفنيين فى جامعة نيويورك أبوظبى بالتعاون مع فريقها المكون من المتخصصين فى متحف الفنون وقسم كلية إدارة الفنون البصرية فى جامعة نيويورك أبوظبى بإضافة إلى المدرب المشرف، الدكتور باسم عيد محمد.
ويتكون جناح "قصائد" من هيكل خشبى يحمل إيحاءات بصرية آسرة للشعر الإماراتى فى وصف الصحراء، ويمثل لحظات الفرح التى لطالما رسمها رواة القصص الحيوية خلال الأمسيات الطويلة على الكثبان الرملية، كما يسلط الضوء على الأهمية الدائمة للأدب الإبداعى فى الثقافة الإماراتية.
وفى معرض تعليقها على الجانب التصميمى، قالت الفنانة مرام كساب، لقد قمنا بتصميم مشروع "قصائد" بهدف تعزيز التفاعل الشخصى وتحفيز الملتقيات الفنية، وذلك من خلال المزج بين ماضى وحاضر ومستقبل الإمارات فى عمل واحد يلامس وجدان الأفراد ويجعلهم أكثر قدرة على الخوض فى مجالات القصائد وكتابة الشعر.
وأضافت مرام كساب: "نطمح من خلال قصائد إلى تقديم أكثر من مجرّد بنية ماديّة ملموسة، حيث ينطوى هذا المشروع على أهمية مجازية فريدة تماماً مثل تأثيره الخارجى، وذلك لأن تصوّراتنا لم ترتكز على تقديم بنية جمالية فحسب، بل وتجربة رائعة ومميزة تستهدف فتح المجال أمام سكان الإمارات لاسترجاع ذكرياتهم وتجاربهم المرتبطة بالماضى من خلال تصميم مادى مميز.
ويأتى تصميم "قصائد" لتشجيع التفاعل الاجتماعى وتعزيز المشاركة فى الحركة الشعرية بكل ما تحمله من تجليات وصور حيوية، حيث يقدم هذا العمل محاكاةً فريدةً للأشكال والخطوط والمنحنيات الجذابة التى تظهر فى الصحراء. كما يهدف الهيكل الخارجى والأبعاد المقطعية للجناح إلى تقديم لمسات إبداعية مشابهة لفن الخط العربى، وذلك باستخدام التكوينات الجريئة والإيحاءات التى تدفع على الشعور بالتواصل، بينما يحفل التصميم الداخلى بخطوط إبداعية تعيدنا إلى مشهد الكثبان الرملية بما تتميز به من صفاء ونعومة مكانية مرهفة.
هذا وكشفت كل من مرام كساب ومريم أيوب، من طلاب السنة الخامسة فى جامعة أبوظبى، أن تصميم جناح "قصائد" جاء نتيجة لشغفهما بالبحث والاستكشاف والسعى لابتكار أساليب جديدة تعبر عن رؤيتهما الفلسفية من خلال تطوير الهندسة المعمارية، وسبق للمبدعتان الشابتان المشاركة فى الدورة الرابعة من "مسابقة بحوث طلبة الجامعات فى دولة الإمارات العربية المتحدة"، حيث فازتا بالجائزة الأولى عن مقترحما السكنى بعنوان "دايفر سيتى".
وأضافت مايا أليسون، المدير المؤسس لرواق الفن ورئيسة القيمين الفنيين فى جامعة نيويورك أبوظبى: "أن هذه الجائزة هى جزء أساسى من التزامات جامعة نيويورك أبوظبى فى دعم ونمو الفنانين الشباب فى دولة الإمارات العربية المتحدة. ويتطلب الفن مهارات معينة واسعة من التخطيط والتركيب والصيانة، حيث يكتسب المتسابقين النهائين والفائزين بخبرة مهنية حاسمة فى هذا المجال ويسعدنى أن أشهد بأن يصبحوا قادة فى مجالاتهم".
تجدر الإشارة إلى أن جائزة كريستو وجان كلود هى مسابقة فنية مفتوحة للطلاب والخريجين فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأسست الجائزة منذ ست سنوات بهدف تشجيع إنشاء أعمال فنية جديدة فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهى بمثابة منصة مهمة للفنانين فى جميع أنحاء الدولة ودعم لمسيرة الفائز فى الحياة العملية كفنان من مرحلة المفهوم إلى العرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة