بلال رمضان

الحالة الحرجة للمدعو" ك" .. كلنا مصابون بالسرطان فرفقا بنا

الخميس، 12 أبريل 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ أن أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر 2018، عن القائمة الطويلة، وأنا أتابع آراء القراء حول الروايات الستة عشر، والتى سبق وأن قرأت من بينهم رواية "حصن التراب" للكاتب والمترجم المصرى أحمد عبد اللطيف، الصادرة عن دار العين للنشر، وتوقعت وصولها إلى القائمة القصيرة؛ لما تتناوله من تاريخ مأساة الموريسكيين، بين التهجير ومحاكم التفتيش الإسبانية.

كان من بين هذه الروايات الأخرى، التى لفتت انتباهى، رواية "الحالة الحرجة للمدعو ك" للكاتب السعودى عزيز محمد، والصادرة عن دار التنوير، وهى الرواية الأولى له، أرجأت قراءة الرواية حتى وصلت إلى القائمة القصيرة، فى 21 فبراير 2018، وقرأتها، ومنذ ذلك الحين، وحتى يومنا هذا، كلما أقلبت على قراءة رواية جديدة، أخشى أن أتعرض تلك الحالة التى رافقتنى خلال أيام قراءتها، وأتذكر تلك الأسئلة التى كنت أطرحها على نفسى: هل أسعى حقا للانتهاء من قراءة هذه الرواية؟، أم أن حالة الراوى العليم أصابتنى وصار لدى هذا النفور والملل من كل شىء، ومن ثم سأكتشف أننى مصاب بالسرطان؟.

منذ بداية الرواية، وقبل أن يعلم المدعو "ك" أنه مصاب بالسرطان، كنت أقول لمن يرى الرواية فى يدى ويسألنى عنها، بأنها تشبهنا، تشبه كل شخص منا وجد نفسه يغرق فى بحر القراءة والمعرفة، حتى صار يحلم بأن يصبح كاتبا ذات يوم، هى أنت وأنا ونحن، هى هذه الحالة التى نشعر بها من فقدان شهية الاتصال مع عالمنا المحيط، والغرق فى عوالم القراءة، والتعرض لمنغصات الأهل من كثرة الكتب والانقطاع عن زيارات الأهل  والرغبة فى العزلة وكل ما يجعلك شخص لا يعيش إلا على القراءة فقط.

عشت مع المدعو "ك" تفاصيل رحلته للعلاج من السرطان، مكثت معه فى غرفته، وتجولت معه فى طرقات المستشفى، وودت لو أننى عكاز يستند عليه، وتأملات ملامح الفتاة التى التقى بها، ولقبها بـ"صاحبة البيضة فى رأسها"، رحلة اعتمدت فى تفاصيلها ونسجها على ما نراه من مشاهد لمستشفى 57357.

انتهيت من قراءة الرواية التى تقع فى 269 صفحة فقط، وفتشت فى أغلب المقالات التى كتبت عنها، عن رسائل لم يقلها عزيز محمد، ولم أجد، بحثت عمن يقول لبعض الكتاب : "كلنا مرضى بالسرطان ، سرطان القراءة ، فلا داعى للروايات "البدينة " التى تصيبنا بالملل" .

سعيت لإجراء حوار صحفى مع عزيز محمد، وكم كنت أتمنى أن يكون الحوار وجها لوجه ، إلا أنه اعتذر عن ذلك، وقلت لنفسى حتى لو وافق بالإجابة على الأسئلة ، فلن يرضنى شغفى، ومرت أيام، ولا زلت أتذكر "الحالة الحرجة للدعو ك"، كروايات قليلة، نتعثر فيها ، وتظل فى ذاكرتنا محفوظة بأحداثها، كوثيقة أبدية، كرسالة للحياة التى تصدمنا، ولا تمل من ذلك .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة