توقعت منذ البداية أن أكبر معضلة تواجه القمة العربية، التى ستنطلق فى العربية السعودية غداً الأحد، هى مشاركة تميم بن حمد، فهو ينظر للقمة على أنها طوق النجاة له ولكل أعضاء تنظيم الحمدين الإرهابى، القابض على الحكم فى إمارة قطر، مستغلاً أموال القطريين فى تمويل التنظيمات والميليشيات الإرهابية فى المنطقة، وزيادة أرصدتهم فى البنوك الغربية.
حتى ولو لم توجه له السعودية، باعتبارها الدولة المستضيفة، الدعوة لحضور القمة، كان سيشارك تميم، ووفقاً للوارد لنا من أنباء، فإن تميم سيشارك، ولا أعلم حتى الآن ترتيبات استقباله فى المملكة، وهل سيحظى بنفس المكانة التى سيستقبل بها القادة المشاركون فى القمة، أم سيكون له وضع خاص يتناسب مع خرقه الدائم للإجماع العربى، وأيضاً دعمه تهديد استقرار الدول العربية، وباعتباره أيضاً شخصا غير مرغوب فى وجوده على أرض المملكة، التى عانت من الأموال القطرية القذرة والتى ينفقها تنظيم الحمدين لهدم استقرار المملكة.
تميم باللغة الدارجة هو شخص «بجح» نتوقع منه أى شىء، حتى إنه يظهر فى القمة باكياً لاستعطاف القادة العرب، حتى يعود إلى الدوحة منتصراً، ويخرج من الأزمة وكأن شيئا لم يحدث، لكن كلى يقين أن الرباعى العربى «مصر والسعودية والإمارات والبحرين» يدرك جيداً كل مخططات تميم، وأعتقد أنه جرى الترتيب للتعامل مع أى تصرف من جانبه، ورغم أن الرباعى العربى ينظر لأزمة قطر على أنها أزمة هامشية، لكنى على يقين بأن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى للقاهرة قبل زيارته للندن وواشنطن، ومن بعده زيارة الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى للقاهرة، ولقائهما مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، شهدت اتفاقا على خارطة الطريق المستقبلية فيما يتعلق بالتعامل مع تنظيم الحمدين.
ولا يخفى علينا أن الاجتماع الذى عقد الخميس الماضى، على هامش القمة العربية، وحضره وزراء خارجية كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، كان فى غاية الأهمية، كونه بعث برسالة شديدة لكل من راودته آمال كاذبة بإمكانية التوصل لحل دون النظر لمطالب الرباعى المشروعة، فالوزراء الأربعة أعلنوا تمسك دولهم بالمطالب الثلاثة عشر والمبادئ الستة كأساس ضرورى لإقامة علاقة طبيعية مع قطر.
كل الشواهد تؤكد أن القمة العربية، رغم أن تميم سيحاول أن يستغلها لاستعراض أكاذبيه، لكنها لن تكتب النهاية السعيدة للأزمة كما يتمناها تميم ورفاقه، بل ستؤكد للجميع أن التعامل مع شخص «بجح» مثل تميم أو غيره من أعضاء تنظيم الحمدين الإرهابى يكون بالتجاهل التام حتى وإن أتيحت لهم الفرصة ليكونوا فى حضرة القادة العرب.