لم يحصل موسى مصطفى موسى، المرشح الخاسر بالانتخابات الرئاسية 2018، على صفر فى محافظة بقدر ما حصل فى نتائج محافظة الدقهلية.
الأرقام الرسمية للهيئة الوطنية للانتخابات سجلت أسماء 3 مدارس لم يحقق فيها موسى صوتًا واحدًا، هى مدارس عزبة شعبان الابتدائية بمركز السنبلاوين، والعريان الابتدائية بمركز المنزلة، والابتدائية بمنشية الغربى بتمى الأمديد.
صفر موسى فى مدارس الدقهلية يدفعنا للبحث عما وراء الأرقام التى حققها موسى بالمحافظة، فسنجد مثلًا أن أصوات الباطل توازى ما يقترب من 3 أضعاف الأصوات الصحيحة لموسى، فأصوات الباطل بلغت 97 ألفًا، بينما بلغت أصوات موسى 36 ألفًا، وبمناسبة الباطل، فالأصوات الباطلة ارتفعت فى 2018 عن مثيلاتها فى 2014 بواقع 36 ألفًا و500 صوت.
ارتفاع الأصوات الباطلة قابله انخفاض فى الأصوات الصحيحة، فالمحافظة حققت مليونًا و820 ألف صوت فى 2018، بتراجع يقترب من 263 ألف صوت عن نتيجة 2014، وهذا التراجع انعكس على نسبة المشاركة التى تراجعت من %55.5 إلى %47.01، مع الأخذ فى الاعتبار أنه لا يمكن إنكار أن النسبة الحالية للمشاركة بالدقهلية أعلى من متوسط النسبة العامة للجمهورية بحوالى %7.
المحافظة تضم 22 لجنة عامة، بينما القوة التصويتية الأساسية التى يمكن من خلالها قياس المؤشر التصويتى العام تتركز فى 6 مراكز، هى ميت غمر، والمنصورة، والسنبلاوين، وأجا، وبلقاس، ودكرنس، والتراجع فى المراكز الستة هو أصل التراجع بالمحافظة كلها، لأن مجموع التراجع فيها بلغ 174 ألفًا من أصل 263 ألف صوت بالمحافظة كلها، بما يمثل %66.
على الجانب الآخر، توجد لجان نوعية شهدت ارتفاعًا فى أصوات 2018، مقارنة بأصوات 2014، مثل اللجنة العامة بميت سليل التى سجلت 20 ألف صوت صحيح فى 2014، بينما سجلت 22 ألف صوت فى 2018، وكذلك اللجنة العامة بالجمالية التى سجلت 29 ألف صوت فى 2014، بينما سجلت 34 ألف صوت فى 2018، واللجنة العامة فى المطرية التى سجلت 37 ألفًا فى 2014، بينما سجلت 40 ألفًا فى 2018.
بالتأكيد، الأرقام المرتفعة فى النتائج ليست بالقدر الكبير الذى يمكن أن نبنى عليه تحليلًا أوسع فى فهم التركيبة التصويتية لمحافظة الدقهلية، ولكن يبقى أن اللجان الثلاث غردت خارج السرب فى المحافظة التى شهدت باقى مراكزها التراجع.
ولأن الأرقام خير دلالة للقراءة والفهم والتشريح السكانى والتقسيم الحقيقى لمراكز القوى والتكتلات التصويتة والسياسية، كان لابد من المرور على تصويت إحدى اللجان المهمة فى المحافظة، وهى لجنة مدرسة ميت يعيش للتعليم الأساسى بمدينة ميت غمر، حيث مسقط رأس المحامى خالد على، الذى كان ينتوى الترشح للانتخابات الرئاسية 2018، غير أنه انسحب قبل أن يقدم أوراقه رسميًا للهيئة الوطنية للانتخابات.
التصور الأولى عند الحديث عن اللجنة الانتخابية بمسقط رأس خالد على هو أنه بالتأكيد لخالد على أنصار من أهله وأقاربه وأصدقائه، وبالتأكيد الأنصار لديهم موقف سلبى تجاه الرئيس عبدالفتاح السيسى، على اعتبار أنهم مؤمنون بأفكار خالد، غير أن الأرقام التصويتة لـ«لجنة خالد على» كشفت تحليلًا مغايرًا، فلجنة مدرسة ميت يعيش الابتدائية، سجلت نسبة مشاركة عالية بواقع %56.85، وحصل فيها السيسى على نسبة %97.36،.
وبمناسبة خالد على، فالغريب أن الأرقام الانتخابية تشير إلى أن خالد على فى الانتخابات الأخيرة التى شارك فيها رسميًا فى 2012 لم يحصل على أعلى الأصوات فى مركز ميت غمر بأكمله، مسقط رأسه، وقتها حصل أحمد شفيق على أعلى الأصوات بواقع 70 ألف صوت صحيح، وتلاه محمد مرسى بـ36 ألفًا، ثم حمدين صباحى بـ31 ألف صوت، ثم عبدالمنعم أبوالفتوح بـ22 ألف صوت، ثم بعد مسافة طويلة حقق خالد على 6 آلاف و300 صوت.
وبناء عليه وفق التحليل الرقمى، أعتقد أنه من الواجب إعادة تقييم المرشح، أى مرشح، وفق مفهوم التصويت لدى أهله، عائلته، مسقط رأسه.. إذا كان خالد على كنموذج لم يحظ بثقة أهله فى مدينة ميت غمر فى انتخابات الرئاسة 2012، وحقق المرتبة الخامسة برقم ضعيف لا يقارب وقتها برقم أحمد شفيق الذى يعادله 11 مرة، فكيف نثق فى حصاده أصواتًا من محافظات أخرى؟
بعد التنقل بين أرقام محافظة الدقهلية، فالشاهد أنها محافظة بتركيبة مختلفة، لأهلها مزاج متغير فى الانتخابات، ولا يمكن أن تندرج كل مراكزها تحت تصنيف واحد.. انتظرونى غدًا مع محافظة جديدة، وتحليل لأرقام انتخابات الرئاسة 2018.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة