بعيدا عن التصنيفات العسكرية لأقوى الجيوش العالمية، سواء لموقع «جلوبال فاير باور» الأمريكى، المهتم بالشأن العسكرى، أو وفقا لتقارير استخباراتية، فإن جيش مصر صار الأول فى منطقة الشرق الأوسط، بلا منازع، متفوقا على جيوش إسرائيل وإيران وتركيا، مما يعزز فخر المصريين بأن لديهم جيشا وطنيا قويا وكبيرا، يخشاه الأعداء، ويحترمه الأصدقاء، وقادرا على حماية الأمن القومى المصرى والعربى.
والمثير للإعجاب والزهو والفخر، أن الجيش المصرى، استطاع أن يكون رقما صحيحا وفاعلا فى معادلة العشرة الكبار، كأقوى الجيوش، رغم العواصف السياسية التآمرية العاتية، التى واجهته عقب اندلاع ثورة 25 يناير، واستمرت حتى عام 2014، وفاقت مخاطرها إعصار تسونامى، وتمكنت من إزالة ومحو جيوش دول من فوق الخريطة الجغرافية.
وبعدما رأينا بأم أعيننا ما يحدث فى سوريا حاليا، ومن قبلها فى ليبيا واليمن، والعراق، فإننا ننحنى احتراما وتقديرا لقادة الجيش المصرى، من الجندى وحتى القائد الأعلى، لإدراكهم مبكرا بمخاطر الأعاصير التى تضرب دول المنطقة، فقرروا تأهيل وتسليح الجيش ليقف بقوة فى وجه هذه الأعاصير ومنعها من تدمير مصر، ويصبح رقما صحيحا فى قائمة العشرة الكبار كأقوى الجيوش فى العالم، بينما يقبع الجيش الإسرائيلى فى المرتبة الـ 16، لتتسع فجوة القوة بين الجيشين إلى 6 مراكز.
والحقيقة، ومن باب نسب الحقوق لأصحابها، فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى لعب الدور الأبرز فى تطوير الجيش المصرى خلال 4 أعوام، وتحديدا فى الفترة ما بين نوفمبر 2014 وحتى أوائل 2018، حيث استطاع فى نوفمبر 2014 أن يعقد صفقة مع روسيا لشراء منظومة الدفاع الجوى «إس 300»، وفى فبراير 2015 وقعت مصر اتفاقا مع فرنسا لشراء 24 طائرة «رافال»، وفى مارس 2015، عقدت مصر صفقة مع روسيا لشراء 12 مقاتلة من مقاتلات السيادة الجوية الحديثة «سو 30 كا»، وهى طائرة من سلالة مقاتلات «سوخوى» الشهيرة.
وفى مايو 2015 اتفقت القاهرة مع موسكو للحصول على 46 طائرة «ميج 29»، وهى مقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع تم تصميمها للسيطرة الجوية، وفى يوليو 2015 استلمت مصر الفرقاطة البحرية الفرنسية «فريم»، وفى يوليو 2015 تسلمت مصر 8 طائرات مقاتلة من نوع «إف - 16 - بلوك 52»، من أمريكا، وفى أغسطس 2015، أهدت روسيا «لنش عسكرى» للقاهرة من طراز «بى 32 - مولينيا».
وفى أكتوبر 2015، وقعت مصر على صفقة حاملتى المروحيات «ميسترال»، وبالفعل استلمتهما، لتسيطر على البحر، وتصبح مصر الدولة الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط، أفريقيا وعربيا، التى تمتلك حاملات مروحيات، ومن ثم امتلك مصر أسلحة فرنسية تسيطر بها على الجو من خلال «الرفال»، والبحر من خلال الميسترال.
وفى ديسمبر 2015، تم تدشين أول غواصة مصرية حديثة من طراز «209/1400»، التى تم تصنيعها فى ترسانة شركة «تيسين جروب» الألمانية، التى تعد بمثابة إضافة قوية للغاية لإمكانيات القوات البحرية ودعم قدرتها على حماية الأمن القومى المصرى، ومواجهة كل التحديات والتهديدات للسواحل والموانئ المصرية، واستلمها الجيش بالفعل.
وفى أكتوبر 2015 استلمت مصر من الولايات المتحدة الأمريكية 4 طائرات مقاتلة من طراز «إف 16»، وفى إبريل 2016 احتفلت شركة ترسانة الإسكندرية البحرية ببدء العمل فى تصنيع أول سفينة حربية من طراز «GOWIND» فى مصر، وهى المرة الأولى، التى تخطو فيها شركة ترسانة الإسكندرية أولى خطوات بناء وحدة حربية كبرى ذات تقنية تكنولوجية عالية فى مصر والشرق الأوسط، فى إطار خطة تصنيع 3 سفن حربية من نفس الطراز بالتعاون والتنسيق مع الجانب الفرنسى.
وفى إبريل 2016، دشنت أيضًا شركة ترسانة الإسكندرية البحرية، القاطرة «إسكندرية 6» من طراز «تركتورز»، لتصنيعها فى مصر، وهى القاطرة، التى تتميز بقدرات عالية فى مساعدة القطع البحرية بقوة شد تبلغ 40 طنا.
وفى 22 يوليو 2017، تم افتتاح أول قاعدة عسكرية شاملة فى منطقة الشرق الأوسط، حملت اسم (محمد نجيب)، التى تعد (الجيش السابع)، وطفرة عسكرية جديدة، ترسخ من قدرات الجيش المصرى، ويعزز من قوته وسيطرته على البحر الأبيض المتوسط.
هذه الطفرة الكبيرة فى المجال العسكرى وتطوير قدرات الجيش، وتنوع مصادر تسليحه، إنما يؤكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، استطاع أن يقاتل وينتصر على الزمن فى سباق شديد الضراوة، واستطاع فى ظل ظروف اقتصادية صعبة، وأوضاع سياسية معقدة، وتدهور فى المرافق، وعجز إدارى مريع، أن يحقق المستحيل، ويتجاوز الصعوبات، ويؤكد أن الإرادة والبحث عن النجاح لا يعترف بأى عنصر من عناصر المستحيلات المعروفة منها، والمجهولة.
يوما بعد يوم، يتأكد أن قرار تأهيل وتجهيز جيش قوى، عدة وعددًا، لحماية مقدرات الوطن، كان هو الأهم والأكثر صوابا، فبدون جيش قوى، لا يمكن أن نواجه أعاصير التحديات والأطماع فى مقدرات بلادنا.