عزيزى تخبرنا تجربة الحياة، أن تكرار «مضغ» اللبانة، يفقدها سكرها، وهكذا تكرار الأخطاء يفقدها غطاء المحاولة وحجة التجريب، ويجعلها ممارسة غباء لا يجلب لأصحابه سوى العار، تلك خطيئة بعض النشطاء وعار شباب الإخوان الذين يكررون نفس الخطأ، خطأ السخرية من أى شىء وكل شىء للتغطية على خيباتهم والشوشرة على نجاحات الآخرين.
يمارس الإخوان ومعهم بعض النشطاء نفس الفعل منذ سنوات حتى بات الأمر مبتذلًا ومملًا، تخطو الدولة المصرية إلى الأمام وهم فى مستنقعهم قابعون، ينجح الرئيس فى اختبار جديد وهم فى مكانهم لا يملكون سوى السخرية للتقليل من حجم أى شىء، وفى نفس الوقت شغل الناس عن خيبتهم وفشلهم فى تقديم أى منجز حقيقى على الأرض، وربما كانت صورة هذا الابتذال واضحة جدًا فى مسألة الصواريخ البالستية أو البالستيكية، حينما تركوا كل شىء فى كلمة الرئيس وحشدوا جيوشهم الإلكترونية للسخرية من الكلمة، باعتبار أنها خطأ ثم صدمتهم القواميس والمصطلحات العسكرية حينما أثبتت فشلهم وجهلهم وحولتهم من ساخرين إلى مادة للسخرية.
هؤلاء الذين رفعوا رايات التغيير والتجديد، ثم صدمهم الواقع، وفضحتهم الممارسة لنجدهم أمامنا يبحثون عن صورة مقلدة من الماضى وفق هواهم هم، ومزاجهم هم، ومصالحهم هم، وتفضيلاتهم هم، فإن لم تأتِ كذلك فهى خطأ، وهى بدعة، وهى غير مقبولة، ويصبح انتقادها أو السخرية منها، على مواقع التواصل الاجتماعى، أمرًا يحقق الاكتفاء الذاتى لمفهوم النضال والمخالفة الذين احتكروه واختذلوه فى بوست أو تغريدة ملقاة فى ساحة الفضاء الإلكترونى.
تلك هى أزمة المتلاعبين بالسياسة، أو من يوصفون أنفسهم بنشطاء المعارضة فى مصر، يصرخون بحثًا عن التغيير والتجديد، ولكنهم يرفضونه إن لم يكونوا ترزية صناعته، والناس فى الشوارع لم تعد كما كانت، طارت العصافير من أعشاش أقفيتها، وأصبحت قادرة على التفرقة بين من يريد مصلحة تياره وبين من يريد مصلحة الوطن، لذا أصبحت محاولات التشكيك أو السخرية من خطوات وتحركات وتصريحات الرئيس السيسى مادة لتعرية الإخوان والنشطاء، ويفهم المواطن ذلك لأن ذاكرته ليست كما ذاكرة السمكة، هو يتذكر جيدًا تشكيك النشطاء والإخوان فى المشروعات القومية وتسميتها بالفنكوش، بينما الواقع يخبره بأن مايشاهده بالصوت والصورة إنجازًا حقيقيًا كانت نفس التيارات السياسية التى تشكك فيه تعاير أنظمة سابقة بعدم إنجازه.
كلمة الرئيس السيسى فى القمة العربية كانت متزنة وتعرف رسائلها إلى أين تذهب، كانت شاملة وتناسب حجم التحديات المطروحة على الساحة وعبرت عن موقف مصر الذى يعلى من شأن الشعوب ومصالحها فوق كل خطر وكل مطمع، لم يجد الإخوان وجزيرتهم وذيولهم على مواقع التواصل الاجتماعى مايصطادونه فى كلمة الرئيس فلجأوا للعبة السخرية التى خابت هذه المرة بسبب جهلهم، ولكن ماحدث فى تلك المرة يؤكد أن لعبة الإخوان والنشطاء فى التأويل والتخوين لم تفلح فى التأثير على عقول مواطنين يرون الرئيس اليوم وهو يقف على أرض ثابتة، تستمد ثباتها وقوتها من تنفيذ ماسبق وأن وعد به، وشكك فيه الجميع، هو المنتصر إذن، لأنهم تحدوه أن يفعل ويفعل، وشككوا فيما طرحه ثم أخرسهم بتنفيذه، حتى لغته فى التواصل مع الرأى العام التى أخضعها الإخوان والنشطاء للتحليل والنقد والسخرية، تربح هى الرهان فى القدرة على التأثير، ويخسرون هم رهانهم على السخرية ومحاولات التلاعب بمشاعر الناس.