محمود سعد الدين

دمياط.. سر المحافظة رقم 17 فى الانتخابات الرئاسية

الأربعاء، 18 أبريل 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو أن هناك مهندسًا للانتخابات، يتحرك كيفما يشاء فى دائرة الأرقام لنتيجة الانتخابات الرئاسية 2018، لما استطاع أن يفعل ذلك، هو عمل فوق البشر، يصعب أن يصنعه إنسان مهما امتلك من أدوات.. أتحدث عن محافظة دمياط، وهى محافظة يمكن أن نصفها بالهادئة سياسيًا، لم تكن أبدًا محل إزعاج أو قلق، ينشغل أهلها بالعمل كثيرًا فى مجال صناعة الأثاث، ولكن فى جداول الأرقام الانتخابات الرئاسية حققت معادلة غريبة وهى حصولها على رقم 17 فى ترتيب كل التصنيفات الانتخابية، فلو أعددنا قائمة للمحافظات وفق أعلى الأصوات الصحيحة فهى رقم 17 بواقع 381 ألف صوت، ولو أعددنا قائمة للمحافظات وفق أعلى الأصوات الباطلة فهى رقم 17 بواقع 29 ألف صوت، ولو أعددنا قائمة للمحافظات وفق أعلى الأصوات التى حصل عليها الرئيس عبد الفتاح السيسى فهى رقم 17 بواقع 371 ألف صوت.
 
الغريب أن رقم 17 كان هو الرقم المميز لنفس المحافظة فى نتيجة الانتخابات الرئاسية 2014، وتحديدًا فى الأصوات الصحيحة، فالمحافظة احتلت المرتبة الـ 17 على مستوى الجمهورية وقتها بواقع 469 ألف صوت، كما احتل نفس المرتبة الـ17 وفق ترتيب المحافظات حسب التصويت الأعلى للرئيس عبد الفتاح السيسى بواقع 456 ألف صوت.
الأكيد أن هذه المقدمة المختلفة عن المحافظة تضعها فى منطقة مختلفة من التحليل الرقمى عن باقى المحافظات السابقة واللاحقة فى سلسلة المقالات التحليلية للانتخابات الرئاسية 2018، لأن المراقب لأرقام دمياط لابد أن يصنفها كمحافظة فريدة فى السلوك التصويتى، خاصة أن تاريخ الاستحقاقات الانتخابية فى مصر لم يشهد تكرار رقم انتخابى مثلما يحدث الآن مع هذه المحافظة.
 
 وفى محاولة لفهم الكتلة التصويتية فى المحافظة ينبغى رصد الأرقام الانتخابية للانتخابات الرئاسية 2018، ومقارنتها بـ2014، المحافظة فى 2018 حققت أصوات صحيحة بواقع 381 ألفًا، فى حين كان الرقم فى 2014 يبلغ 469 ألفًا، وهو ما يعنى تراجع رقمى بواقع 88 ألف صوت صحيح، وهذا التراجع قابله زيادة فى أصوات الباطل بواقع 11 ألف صوت، لأن المحافظة حققت أصوات باطل فى 2014 بواقع 18 ألفًا، فى حين كان رقم الباطل فى 2018 يبلغ 29 ألف صوت، والشاهد وفق المقارنات أن نفس القيمة العددية للتراجع فى الأصوات الصحيحة هو نفس قيمة التراجع فى عدد أصوات السيسى، فالرئيس حصل على أصوات بلغت 456 ألفًا فى 2014، بينما حصل على 371 ألفًا فى 2018.
 
الوقوف على التفاصيل الداخلية لتصويت اللجان العامة يضعنا أمام صورة مقربة من المحافظة، تساهم قليلًا فى فك لغز الرقم 17، وفهم عقلية المواطن الدمياطى فى المشاركة السياسية والتصويت الانتخابى، فالكتلة التصويتية بالمحافظة تتركز فى 5 مراكز وهى فارسكور ودمياط وكفر سعد والزرقا وكفر البطيخ، دائمًا تحقق فارسكور عدد أصوات أعلى من باقى اللجان العامة، فى 2018 حققت 80 ألف صوت، وتلاها اللجنة العامة بدمياط حققت 77 ألف صوت ثم كفر سعد بواقع 75 ألف صوت ثم الزرقا بـ42 ألف صوت وكفر البطيخ بـ30 ألف صوت.
 
ولأن نسبة الباطل فى المحافظة أقل مقارنة بمحافظات أخرى، فهى تقريبا 7 %، وهى نسبة تتناسب مع عدد محافظات الجمهورية، لم ترتفع إلى 15 % كمحافظة مجاورة مثل بورسعيد، وبالتالى التراجع فى أرقام تصويت اللجان العامة فى 2018 مقارنة بـ2014، لم يكن كبيرًا، وأعلى تراجع كان بواقع 7 آلاف صوت فى اللجنة العامة بدمياط وتلاها فارسكور والزرقا بواقع 4700 ألف صوت لكل منهما.
 
الملفت أن محافظة دمياط تبدو طبيعية على الخريطة الجغرافية للانتخابات، فهى ليست أعلى كثافة سكانية كالقاهرة، ولا أعلى نسبة مشاركة كالوادى الجديد، ولكن الوقوف على الأرقام التفصيلية يضعها فى مكان يميزها عن باقى الجمهورية.
 
انتظرونى غدًا مع محافظة جديدة فى إطار سلسلة التحليلات الرقمية للانتخابات الرئاسية 2018، سلسة نهدف منها فهم عقل الناخب المصرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة