علاء عبد الهادى

ثلاثة مشاهد مهمة من العراق

الإثنين، 02 أبريل 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار عدة أيام كتب لى أن أشارك وأتابع «مهرجان بابل السابع للثقافات والفنون العالمية»، بحضور عدد من المثقفين والمبدعين من مصر وسوريا وإيران وبريطانيا وسويسرا وكندا، وكتب لى أن ألقى نظرة عن قرب على الداخل العراقى قبل أسابيع قليلة من الانتخابات النيابية العراقية وخلال الانتخابات الرئاسية فى مصر.. ما رأيته كثيرا يحتاج إلى صفحات كثيرة لرصده، ولكنى سوف أتحدث فى هذه المساحة عن ثلاثة مشاهد فقط رصدتها أثناء تجولى فى الحلة، حيث قلب بابل، والنجف الأشرف وكربلاء، حيث مراقد أهل البيت المقدسة عند الشيعة.
 
المشهد الأول كان داخل مطعم الحوزة- بالمناسبة يسمونه مضيفة الحسين– داخل مسجد الإمام الحسين، رضى الله عنه، فى كربلاء، حيث لفتت لهجتى المصرية انتباه أحد الشباب، هيئته تقول إنه لا يزال فى المرحلة الثانوية، بادرنى بسؤال: الأخ مصرى؟ وقبل أن أجيبه بادر بسؤال آخر: أهلاوى ولا زملكاوى، لم ينتظر إجابة على أى من السؤالين قال والابتسامة تعلو وجهه: عشت فى مصر لمدة شهرين، ورغم أنى قضيت أغلبهما فى المستشفى إلا أنى أعتبرهما أسعد فترة فى حياتى.
 
- ليه سلامتك، مازلت صغيرًا؟
سافرت إلى مصر طلبًا للعلاج لقدم رجلى اليمنى، حيث أطلق عليها أحد الداعشيين النار، وتسبب فى تهشم عظامها، والوضع هنا فى العراق لا يتيح مثل هذا العلاج، وسفرتنى «الحوزة» إلى مصر، وتم إجراء أكثر من جراحة ناجحة لتثبيت عظام القدم بالشرائح، وبإذن الله سوف أعود إلى مصر مرة أخرى لإزالة الشرائح.
 
العراقى الشاب وقع فى هوى مصر وهو لا يزال فى المرحلة الثانوية، وزارها مريضًا والآن يريد أن يلتحق بإحدى جامعاتها.
«أدعوك فقط لأن تقرأ وتقارن»
المشهد الثانى : هو فى الحقيقة عبارة عن عدة مشاهد متداخلة تتمثل فى طوابير انتظار طويلة تمتد لعدة كيلومترات لشاحنات قادمة من البصرة فى اتجاه بغداد، فى انتظار عبور كمين- سيطرة أمنية كما يسميه العراقيون- هذه الأكمنة كثيرة ومنتشرة على الطرق الرئيسية، ليست واحدا ولا اثنين، بل ترتفع إلى أكثر من ذلك وأنت فى طريقك إلى الأماكن المقدسة لدى الشيعة سواء فى النجف الأشرف، حيث قبر- أو مرقد- الإمام على كرم الله وجهه، أو فى الطريق إلى كربلاء المقدسة هى الأخرى لدى الشيعة، ولوجود مرقد الإمام الحسين، رضى الله عنه، التفتيش فى الأكمنة بالأجهزة وباستخدام الكلاب، وبالنزول من السيارات، معذورون يبحثون عن الداعشيين حتى لا يتسربوا إلى الداخل العراقى.. الكمائن مازالت باقية داخل العراق، وعندما أرادوا رفعها من المنطقة الخضراء، حدثت تفجيرات نفذتها خلايا إرهابية نائمة.
 
«أدعوك لأن تقرأ وتقارن»
 
المشهد الثالث: داخل مدينة الحلة، حيث قلب بابل، توجد قواعد كوبرى غير مكتمل، تمتد فى عدة اتجاهات، إذا سألت أحد المارة سيقول لك إن غيبة الوطن أغرت المقاول الذى أسند إليه المشروع بأن يحصل بالفساد على كل أموال المقاولة، ثم يفر إلى خارج العراق ولا يعود، ومن يومها لا يوجد المال لاستكمال الكوبرى، وبقيت القواعد شاهدة على ما آل إليه حال العراق، تمامًا كما حدث فى جراج متعدد الطوابق كان مبنيًا فى القرب من قبر الإمام على فى النجف، وضربته القوات الأمريكية أثناء غزوها للعراق ومن يومها بقى شاهدا على دمار لم ينته، وركام وأنقاض لم يقم من بينها العراق الشقيق.
أكتب هذه المشاهد التى أحزنتنى وأنا أزور بلدا شقيقا يمتلك كل المقومات التى تجعله، ربما يتسيد العالم العربى، حيث إنه البلد العربى الوحيد الذى يمتلك نهرين وأرضًا زراعية، وثروة نفطية، والأهم يمتلك ثروة بشرية، وكان لديه يوما جيش قوى، ورغم كل هذا آل العراق إلى ما آل إليه بسبب لعنة الطائفية، ومن قبلها لعنة صدام، وحروبه مع إيران والكويت، ومع بقية جيرانه.
 
أكتب لكم لكى أحدثكم وأحدث نفسى عن نعم قد لا ندركها نحن فى مصر، حيث نأكل ونشرب، ونعمر، وفى الوقت نفسه نخوض حربا شاملة عظيمة «سيناء 2018»، بل وننتخب ونختار رئيسنا.. يحدث كل هذا وبعضنا يتطاول على إنجازات السيسى، ولا يعجبه ما أنجزته المؤسسة العسكرية.. بعضهم يأكل من طبق لحمته من مزارع الجيش، ثم يبصق فيه، وبعضهم يتناول طعامًا كل مفرداته من «التموين المدعوم» ويتجشأ وبدلا من أن يحمد الله، يلعن من مدوا أيديهم ليساعدوه.
 
بعضنا لا يدرك النعمة، وأتمنى من الله ألا تزول حتى يعرفوا أنهم ناكرون، لأن نعمة الوطن الذى يحتضننا جميعًا نعمة لا تدانيها نعمة، ومن لا يصدق أدعوه أن يقطع تذكرة ويسافر إلى دمشق أو بغداد، أو صنعاء، أو طرابلس، وستعرفون قيمة جيشكم العظيم، وأهمية ما صنعه الرئيس عبدالفتاح السيسى.
شاعر عراقى شاب قال: نحن نحسدكم على السيسى، وعلى جيشكم الذى لا يعرف الطائفية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة