عصام حجى، الموظف فى وكالة ناسا على نفس الدرجة الوظيفية التى كان يشغلها المعزول محمد مرسى العياط، يروج لنفسه فى محيط أصدقائه العرب، أنه عالم فضاء كبير، ولديه القدرة على اكتشاف المياه فى كل الكواكب والمجرات، ثم وجد أن فرصه فى تسويق نفسه عالما للفضاء، لن تؤتى ثمارها، وتصطدم مع واقع مرير يتمثل فى قدراته العلمية والمهنية التى لا ترتقى به سوى إلى مرتبة باحث بشق الأنفس، فقرر أن يذهب إلى السياسة، وارتدى عباءة المعارض، وأول ما دشنه، الهجوم على الجيش المصرى، وتساءل، لماذا يتسلح الجيش بكل هذه الأسلحة، ثم قرر أن يشكل فريقا رئاسيا لخوض الانتخابات الرئاسية 2018، معتقدا أن عشرات اللايكات والتعليقات على حساباته الخاصة، بفيس بوك وتويتر، ستمنحه الفرصة للفوز برئاسة مصر، والجلوس فى قصر الاتحادية.
ومن يومها، يخرج علينا بين الحين والآخر، برأى فى قناة العربى الإخوانية، أو بيان ينشره فى صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعى، يهاجم فيها مصر ونظامها، ولم يكتفِ عصام حجى، بأنه يقيم خارج مصر، مثل أستاذه ومعلمه «محمد البرادعى» وإنه لم يقدم لمصر شيئًا يذكر، حتى بعد أن دخل قصر الاتحادية، للعمل كمستشار علمى للرئيس المؤقت عدلى منصور، ولم يكتفِ بخطايا الهجوم على مصر وجيشها ونظامها، ولكن قرر أن يذهب إلى قطر، أكثر الدول المعادية لمصر، ليلقى محاضرة يُجمل فيها وجه قطر المشوه، ويتاجر بعلوم الفضاء لمنح إمارة الحمدين، وتميم، وموزة «شرعية كونية».
الحدوتة، بدأت عندما كتب عصام حجى، على حسابه الخاص والموثق على تويتر، منذ فترة، إنه يسعده أن يلقى محاضرة فى قطر بمناسبة افتتاح «مكتبة قطر الوطنية»، ثم أمس الأول الخميس، بالسفر لقطر، وألقى محاضرة تحمل عنوان «استكشاف الفضاء والقوى الطبيعية التى شكلت شبه جزيرة قطر».
وهنا يمكن لدراويش عصام حقى، أن يروا إلقاءه محاضرة فى قطر أمرًا طبيعيًا، وأن يسوقوا تبريرات له، من عينة أن سفر «موظف ناسا» إلى قطر ليست مؤامرة، ولا دعمًا لنظام الحمدين، وإنما تأتى فى إطار العالم الذى يدلى بدلوه فى قضية علمية، لكن نؤكد لحجى ودراويشه، أن هذه التبريرات ساذجة ولا يمكن أن تنطلى على طفل صغير، إذا وضعنا فى الاعتبار أن المحاضرة كانت مغلفة بورق السوليفان السياسى «البلدى» ومضمون يحاول قلب الحقائق، واعتبار دويلة قطر الشبيهة بالزائدة الدودية، شبه جزيرة كونية، وتتمتع بحضارة كبيرة، وهو تزييف واضح يتقاطع مع أبسط قواعد الجغرافيا والتاريخ، ومحاولة استغلال وتوظيف العلم، فى غير موضعه!!
عصام حجى، وفى محاضرته حاول التأكيد على أن إمارة قطر ليست صحراء كما يسوقها البعض، بل دولة تؤمن بالتغيرات المناخية، مروجًا لـ«تميم»، باعتباره قيمة وقامة، ويسير على درب الحفاظ على كوكب الأرض من الانقراض، واعتباره المتفهم والمستوعب بقضايا التغير المناخى، وفى المقابل هاجم الأنظمة العربية ووجه لهم اتهام عدم الإيمان بمفهوم التغير المناخى، فى تزييف فج للحقائق لتجميل أمير الإرهاب، ومتجاهلا على سبيل المثال مشاركة مصر فى الدورة الـ21 لمؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تَغَيُر المناخ بفرنسا، والتى شارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى وألقى كلمة نالت تقدير جميع الدول المشاركة، وذلك فى نوفمبر 2015.
ومن حقنا هنا أن نطرح الأسئلة المشروعة على الدكتور عصام حجى، موظف ناسا، والباحث عن المياه فى الكواكب والمجرات، هل تقاضيت مقابلًا من قطر نظير إلقاء محاضرة فى افتتاح مكتبة قطر الوطنية؟ وهل يمكن لك أن تعلن عن ما تقاضيته من أموال لو كنت تمتلك شجاعة الاعتراف؟ وهل المال أغراك إلى حد أن تلقى محاضرة تمنح من خلالها الشرعية الكونية لدويلة صغير وتافهة تحمل من العداء لوطنك مصر ما تئن عن حمله الجبال؟ وهل تريد من المصريين الداعمين لوطنهم أن يحتفوا بك وهم يرون بأم أعينهم شخصا يحاول الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية يذهب ليجمل ويشيد زورًا وبهتانًا بنظام يعادى ويخطط لإسقاط مصر ويمول التنظيمات الإرهابية لاغتيال خيرة شبابها؟!
وتأسيسًا على ما سبق، فقد أزاح عصام حجى الكثير من اللبس، عن أسرار هجومه الدائم والمستعر ضد وطنه مصر، ونظامها، ومؤسساتها، وفى القلب منها المؤسسة العسكرية، وتبين أن عصام حجى لديه استعداد أن يزور إسرائيل ويلقى محاضرة فى قلب مدرجات «الجامعة العبرية» أو «جامعة تل أبيب» عن دور إسرائيل فى حماية الكون، ومنحها الشرعية الكونية والحضارية، وربما يشير إلى أن الإسرائيليين الأوائل هم بناة الأهرامات، ليدعم مخطط إسرائيل فى انتزاع شرعية أن أجدادهم هم بناة الأهرامات والمسلات والمعابد فى مصر، وليس المصريين!!
ويمكن لعصام حجى أن يحصل من إسرائيل نظير إلقاء المحاضرة فى إحدى جامعاتها أضعاف أضعاف ما حصل عليه من قطر، طالما المال هو الهدف الأسمى لكل من يتدثر بعباءة المعارضة المهترئة، ولكم فى فضائح أيمن نور وعلاء الأسوانى ووائل قنديل، وغيرهم كثر، أسوة!!
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة