لا يمكن أن نستهين بتراجع أرقام النتائج لمحافظة مثل الإسكندرية فى الانتخابات الرئاسية 2018، خاصة إذا ما كان التراجع يقترب من 350 ألفا، وهو رقم يدفعنا للقلق بشأن المحافظة إذا ما عرفنا أن هذا الرقم يوازى مجموع أصوات محافظة كاملة فى الانتخابات مثل الإسماعيلية، أو مجموع محافظتين بحجم السويس وبورسعيد، أو مجموع 3 محافظات بحجم البحر الأحمر ومرسى مطروح والوادى الجديد.
الإسكندرية فى 2014 حققت مليونا و659 ألف صوت صحيح، بينما فى 2018 حققت مليونا و309 آلاف صوت، وهذا التراجع لابد أن نضعه بجوار تعريف أكبر للمحافظة على أنها العاصمة الثانية للجمهورية ويقيم على أرضها 3 من رؤساء اللجان النوعية بالبرلمان، وهم أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية، ومحمد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب، وسحر طلعت مصطفى، رئيس لجنة السياحة، ولكن الأرقام تشير إلى أن المحافظة لم تتأثر إيجابيا بوجود الرموز السياسية الثلاثة فى تحقيق قفزة رقمية بالانتخابات الرئاسية، خاصة إذا ما عرفنا أنه حتى مجموع الأصوات الصحيحة التى حصل عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى تراجعت فى 2018 عن 2014 بواقع 333 ألف صوت، كما تراجعت أيضا نسبة المشاركة بالمحافظة من %50.2 فى 2014 إلى %37.8 فى 2018.
فى محاولة أكبر لفهم المحافظة من الداخل، سنقف على الأرقام التفصيلية للكتلة التصويتية للجان العامة، حيث تكشف الأرقام أن الأصوات تتركز فى 4 لجان نوعية تتخطى أرقام أصواتها الصحيحة فوق الـ100 ألف صوت صحيح، وهى أول المنتزه وثانى الرمل وثانى المنتزه ومحرم بك، والحقيقة أن نفس اللجان العامة فى 2018 هى الأكبر فى التراجع العددى للأصوات، ولعل اللجنة العامة بأول المنتزه صاحبة الرقم اللافت، بتراجع يبلغ 149 ألف صوت، حيث حققت فى 2014 عدد أصوات يبلغ 268 ألف، بينما حققت فى 2018 عددا يبلغ 119 ألف صوت.
الغريب أن كل اللجان العامة بالمركز تراجعت عدا اللجان العامة ببرج العرب والعامرية، فمثلا اللجنة العامة بمحرم بك تراجعت بقيمة 42 ألف صوت، واللجنة العامة بأول الرمل تراجعت بقيمة 46 ألف صوت، واللجنة العامة بسيدى جابر تراجعت بقيمة 27 ألف صوت، واللجنة العامة بالدخيلة تراجعت بواقع 17 ألف صوت.
السؤال، لماذا كل اللجان العامة تراجعت عدا العامرية وبرج العرب، كلاهما زاد فى عدد الأصوات بانتخابات 2018 عن انتخابات 2014، فالعامرية أول وثان حققا فى 2014 عدد أصوات بواقع 80 ألف صوت بينما حققا فى 2018 عدد أصوات 99 ألف صوت بزيادة 19 ألف صوت، وكذلك برج العرب حققت فى 2014 عدد أصوات 15 ألف صوت، بينما حققت فى 2018 عدد أصوات 28 ألف بزيادة 13 ألف صوت، والشاهد وفقا للأرقام، أن اللجان التى تشهد تمركزا للسلفيين حققت نسب مشاركة أعلى وأرقاما تصويتية أعلى، مقارنة بباقى لجان المحافظة، وهو ما يقودنا إلى نتيجة مفادها أن الكتلة التصويتية للسلفيين تشكلت فى رقم واضح إيجابى فى انتخابات الرئاسة 2018، وأن السلفيين لديهم من التنظيم الداخلى ما يمكنهم من حشد أنصارهم للنزول والمشاركة فى المناطق التى يتمركزون فيها، وبالتالى فإن الأصوات التى حصل عليها الرئيس السيسى فى ما يمكن أن نطلق عليه دوائر السلفيين بالإسكندرية، العامرية وبرج العرب، فى 2018 كانت أعلى من نظيرتها فى 2014، فالسيسى حصل على أصوات تقترب من 95 فى العامرية وبرج العرب فى 2014، بينما حصل فى 2018 على 127 ألف صوت بزيادة تقترب من 32 ألف صوت.
إذن، إذا ما اعتبرنا أن الإسكندرية كانت محل منافسة بين كتلتين تصويتين، هما الكتلة السلفية وكتلة رؤساء اللجان النوعية الثلاث بالبرلمان، فالنتيجة أن دوائر السلفيين تفوقت فى الأرقام على دوائر فرج عامر والسجينى وسحر طلعت مصطفى.
عدد الردود 0
بواسطة:
m.hosssam
سبب التراجع بالاسكندرية
سبب التراجع بالاسكندرية هو عدم اهتمام الحكومة بها مثل باقي المحافظات. أين ترام الرمل مثلا الذي ننتظرها منذ نصف قرن في حين الخط العشرين لمترو القاهرة يتم التخطيط له. الشلل أصاب الأسكندرية من الزحام.