أخيرًا وجد العالم القصة التى ستشغله عن العدوان الأمريكى البريطانى الفرنسى الفاشل على سوريا، وعن أزمة الجاسوس الروسى سكريبال وابنته، وما إذا كان غاز الأعصاب، الذى تعرضا له فى لندن، عملا استخباراتيا روسيا أم تمثيلية بريطانية، وعن الحروب الأهلية التى تدمر منطقة الشرق الأوسط وحتى عن توبة كوريا الشمالية عن التجارب النووية واتجاهها لعقد مصالحة تاريخية مع الغرب.
العالم مشغول الآن وفى المستقبل المنظور بما هو أسخن وأطرف وأكثر جاذبية، بقصص وحكايات ترامب وفتيات مجلة بلاى بوى الإباحية، وكما تعرفون، مجلة بلاى بوى هى أشهر مجلة إباحية فى العالم واستطاعت جذب معظم نجمات السينما والدراما العالمية ليعرضن صورهن حسب قواعد المجلة الشهيرة، كما استطاعت تخريج أجيال من الجميلات اللاتى أصبحن بطلات فى صناعة سينما البورنو وهى صناعة كبيرة وموازية لصناعة السينما العالمية وبطلاتها لهن شهرة واسعة حول العالم، كما يرتبطن بعلاقات مع صفوة المجتمع الأمريكى والأوروبى.
كارين ماكدوجال وستورمى دانيالز نجمتان من فخر صناعة بلاى بوى، يمكن أن تقول عليهما صواريخ أمريكا الجميلة الذكية، ويمكن أن تصفهما بحاملات الطائرات وكاسحات القلوب والعقول، والاثنتان يا سبحان الله تتهمان الرئيس ترامب بإقامة علاقة جنسية معهما، وترامب طبعًا ينكر وعلى صوت واحد «والله يا ميلانيا ماحصل، أنا معرفش المقاطير دى، برجى اللى متسمى باسمى فى نيويورك طاهر وهيفضل طاهر والمزز دى معدتش عليا قبل كدة ولا عمرى لمست أسلحتها الذرية».
القمران الصاروخان مصممتان على كلامهما وترامب مصمم على كلامه، طب إيه المشكلة؟ مش إحنا فى بلد الحريات والأحلام وحقوق الإنسان وكل واحد يعمل ويقول زى ما هو عايز، لا يا باشا وفى بلد القانون والقضاء كمان وفى امبراطورية المحامين اللى يقدروا يعملوا أى عقد وأى اتفاق، يخليك تمشى فى الشارع تكلم نفسك، والدليل ما حدث مع الصاروخين كارين ماكدوجال وستورمى دانيالز، الصاروخان أول ما شافوا صورة ترامب فى حملته الانتخابية مترشح للرئاسة ريقهم جرى وقالوا لك إحنا فى بلد الأحلام والفرص ولازم نعمل مصلحة من الراجل ده.
وهوب، كل صاروخ من الصاروخين نشرت إن ليها ماضى مع ترامب وإن تفاصيل الماضى ده ساخنة للغاية وبشدة وإنها مستعدة تبيع القصة بتفاصيلها وبالبهارات والمناظر للصحافة بس لأعلى سعر، وفعلا بدأت تجيلهم عروض والمسألة تنتشر، فدخلت شركة أمريكان ميديا واشترت القصة حصريًا من كارين ماكدوجال بـ150 ألف دولار وكتمت عليها، وفى نفس الوقت تقريبًا تدخل محام من معارف ترامب واستدعى ستورم دانيالز ومضاها على اتفاق يلزمها بعدم كشف أى تفاصيل عن علاقتها بترامب وقفشت منه 130 ألف دولار، فهل الأمور خلصت؟ وهل الصاروخين سكتوا؟ وهل خصوم ترامب ووراهم جحافل المحامين سلموا؟ الإجابة لا.
الصاروخين أصلا كانوا مش مصدقين أن ترامب هينجح فى الانتخابات، وكانوا مراهنين على مصلحة من الراجل المريش حوت العقارات قبل ما مولد انتخابات الرئاسة ما يخلص، وعشان كدة مضوا الاتفاقات، لكنهم زى كل العالم وزى ترامب وحملته نفسهم أن الرجل البرتقالى اكتسح هيلارى والدولة العميقة وعملها وفاز، وهنا كل الحسابات اتغيرت، حسابات الصاروخين وخصوم ترامب والدولة العميقة وبقينا قدام مستوى تانى من اللعبة.
وللحديث بقية