تعرف على الاتفاق النووى الإيرانى ومستجدات موقف أمريكا وإيران وأوروبا

الإثنين، 23 أبريل 2018 04:12 م
تعرف على الاتفاق النووى الإيرانى ومستجدات موقف أمريكا وإيران وأوروبا مستجدات الملف النووى الإيرانى
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أثار تجدد التهديدات المتكررة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووى الإيرانى الموقع فى العام 2015، مخاوف عالمية من توتر الأزمة بشكل مبالغ فيه بين واشنطن وطهران كما كان فى السابق، أى قبل توقع الاتفاقية، وبالتزامن مع اللقاء المرتقب بين الرئيس ترامب، ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون ماكرون – الذى كرر فى أكثر من مناسبة تمسك باريس بضرورة الحفاظ على الاتفاق وعدم انسحاب أى من الأطراف – خرجت تصريحات من عدة أطراف دولية تشجع على أهمية إبقاء الاتفاق النووى.

ويستقبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نظيره الفرنسى إيمانويل وماكرون، اليوم الاثنين، فى البيت الأبيض، ويأتى على رأس أجندة المشاورات بين الرئيسين بحث ملف الاتفاق النووى الإيرانى، الذى تعرض لكثير من الانتقادات الأمريكية، إضافة إلى تهديد "ترامب" مرات عدة بانسحاب بلاده من هذا الاتفاق.

 

لقاء ترامب وماكرون يثير الحديث مجددًا حول الملف النووى الإيرانى

وفى إطار الاهتمام الدولى بالاتفاق النووى الإيرانى، والذى سيطرح على طاولة المناقشات بين ترامب ونظيره الفرنسى ماكرون، يستعرض "اليوم السابع"، أهم المعلومات عن الاتفاق النووى الإيرانى أو "اتفاق لوزان النووى"، إضافة إلى توضيح مستجدات الموقف الأمريكى منه، ورد الفعل الإيرانى، وكذلك الموقف الأوروبى والدول الأطراف فى الاتفاق من تلك الأمور الطارئة.

والاتفاق النووى الإيرانى يعرف بـ"اتفاق لوزان النووى"، وتم التوصل إليه بعدما عقدت إيران والدول الـ6 (الصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) مفاوضات طويلة فى الفترة من 26 مارس وحتى 2 أبريل 2015، فى مدينة لوزان السويسرية، من أجل التوصل إلى تسوية شاملة تضمن الطابع السلمى للبرنامج النووى الإيرانى، وإلغاء جميع العقوبات على إيران بشكل تام، وانتهت تلك المفاوضات بالتوصل إلى بيان مشترك يتضمن تفاهمًا وحلولًا بما يتعلق بالبرنامج النووى الإيرانى، يتم انجازها نهاية يونيو 2015.

ورغم الاحتفاء العالمى بالاتفاق النووى مع إيران، والذى وصفته عدة دول من بينها أمريكا بأنه "تاريخى"، إلا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عبر عن معارضته للاتفاق النووى الإيرانى المبرم عام 2015 فى عهد سلفه الديمقراطى باراك أوباما، ووصفه بأنه "عار"، والإدارة الأمريكية الحالية توجه انتقادات عديدة لهذا الاتفاق، وفى هذا الصدد أعدته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، تقريرًا يوضح عدة بنود من هذه الانتقادات.

 

"بند الغروب" أول الانتقادات الأمريكية للاتفاق النووى الإيرانى

والانتقاد الأمريكى الأول للاتفاق النووى الإيرانى، موجه إلى "بند الغروب"، حيث يعتبر هذا البند "الخلل الأكثر وضوحًا" - بحسب وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون - فالاتفاق الموقع لضمان أن البرنامج النووى الإيرانى لا يهدف إلى صنع القنبلة الذرية يتضمن عبارة بالإنجليزية هى "بند الغروب" (سانسيت كلوز)، وتنص على أن بعض القيود التقنية المفروضة على الأنشطة النووية تسقط تدريجيًا اعتبارًا من 2025.

واعتبر تيلرسون أن "هذا الأمر لا يؤدى سوى إلى إرجاء المشكلة إلى وقت لاحق"، مضيفًا "يمكننا تقريبا البدء بالعد العكسى للحظة التى سيتمكنون فيها من استئناف قدراتهم النووية"، وبالتالى، فإن واشنطن تطالب باطالة أمد القيود بشكل دائم".

 

واشنطن تطالب بعمليات تفتيش للمواقع العسكرية الإيرانية وطهران ترفض

فيما، ركزت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكى هايلى - فى الانتقاد الأمريكى الثانى - حملتها على عمليات التفتيش المقيدة جدًا، مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة مراقبة تطبيق الاتفاق، بالقيام بعمليات تفتيش أوسع نطاقًا وأقوى فى مواقع عسكرية عدة، معتبره أن إيران قد تكون محتفظة ببرنامج نووى عسكرى سرى رغم التقارير الجيدة الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن طهران رفضت فرضية عمليات تفتيش مواقع عسكرية، متهمة واشنطن "بالبحث عن أعذار" لتمزيق النص.

واشنطن تعتبر الاتفاق النووى مع طهران "فضفاض"

والانتقاد الثالث برز فى استخدام نيكى هالى، عبارة "اتفاق فضفاض"، حيث ركزت على إبراز الثغرات المفترضة فى الاتفاق، وحجتها هى أنه على غرار المصارف التى يتعين على الدولة تعويمها خلال الأزمة الاقتصادية لأنها كبيرة جدًا، ولأن انهيارها يمكن أن يسقط النظام المالى بأسره، فإن المجموعة الدولية أعدت الاتفاق بشكل يجعل من المتعذر انتقاد طهران حتى بسبب انشطتها غير النووية، وإلا فإنه ينهار.

وقالت الدبلوماسية، "بنظر المدافعين عن الاتفاق، فإن كل شئ فى علاقتنا مع النظام الإيرانى أصبح مرتهنا بمسألة الحفاظ على الاتفاق"، كما شككت فى مشكلة أخرى فى النص الذى تم التفاوض عليه لفترة طويلة، وقالت "سواء ارتكبت إيران انتهاكًا كبيرًا أو صغيرًا، فإن الاتفاق لا ينص سوى على عقاب واحد وهو إعادة فرض العقوبات"، وأضافت "وفى حال إعادة فرض العقوبات، فإن إيران تصبح معفية من كل التزاماتها".

 

أمريكا تعترض على عدم تقييد البرنامج الباليستى الإيرانى

وإضافة إلى الاتفاق الذى أقرت الولايات المتحدة حتى الآن بأن إيران تحترمه "تقنيا، ترغب واشنطن فى التطرق إلى أنشطة غير نووية تقوم بها إيران وتعتبرها "مسيئة"، حيث قال تيلرسون، "الاتفاق لا يشكل سوى جزء من قضايا عدة يجب أن نعالجها فى علاقتنا مع إيران".

واعتبرت الإدارة مرارًا أن الإيرانيين ينتهكون "روحية" الاتفاق الموقع عام 2015 لأن الاتفاق كان هدفه تشجيع الاستقرار والأمن فى المنطقة، والانتقاد الرابع يستهدف البرنامج البالستى الإيرانى غير المحظور بموجب الاتفاق رغم أن القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولى الذى صادق بموجبه على الاتفاق، يطالب طهران بعدم تطوير صواريخ أعدت لتحمل رؤوسا نووية.

 

واشنطن توجه لائحة انتقادات إلى طهران بسبب دورها فى الشرق الأوسط

وأخيرًا، عبر الرئيس الأمريكى ترامب، وإدارته عن الأسف لأن التقدم الذى تحقق عبر اتفاق العام 2015 لم يجعل من إيران "جارة" أفضل فى الشرق الأوسط، كما أن لائحة الاعتراضات طويلة كما تعددها وزارة الخارجية الأمريكية وهى: "الدعم المادى والمالى للإرهاب"، و"التطرف"، و"مساعدة نظام الرئيس السورى بشار الأسد"، و"فظاعات ضد الشعب السورى"، و"الدور المزعزع للاستقرار فى دول أخرى (دعم حزب الله فى لبنان والمتمردين الحوثيين فى اليمن)، و"العداء القوى لإسرائيل"، و"التهديدات المتكررة لحرية الملاحة"، و"القرصنة المعلوماتية"، و"انتهاكات حقوق الانسان"، و"الاعتقال العشوائى لرعايا أجانب".

 

وزير الخارجية الإيرانى يعلق على ملاحظات واشنطن: "كل شئ أو لا شئ"

وبعد كل هذه الانتقادات والملاحظات الأمريكية، قال وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، على "تويتر"، اليوم الاثنين، إن على الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووى الإيرانى إقناع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق الذى قال إنه ليس له "بديل آخر"، مضيفًا "إما كل شئ أو لا شئ، على الزعماء الأوربيين تشجيع ترامب ليس فقط على البقاء فى الاتفاق ولكن الأهم على البدء فى تنفيذ جانبه من الاتفاق بنية صادقة".

 

ميركل: الاتفاق غير المثالى مع إيران أفضل من عدمه

بدورها، حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فى تصريح إلى وسائل إعلام إسرائيلية – حسبما نشرت شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، اليوم الاثنين، من أن وجود الاتفاق حول برنامج إيران النووى بعيوبه، أفضل من غيابه، وأعربت ميركل، فى حديث إلى "القناة العاشرة" الإسرائيلية، عن فهمها قلق إسرائيل البالغ إزاء الخطر الإيرانى، مشيرة إلى أن مواقف برلين وتل أبيب تختلف فيما يتعلق بأفضل سبل للتعامل مع هذا التحدى، كما تعهدت بأن برلين ستواصل مشاوراتها فى هذا الخصوص، مشددة على أن الحكومة الألمانية ستتابع الملف بعناية بالغة، لضمان تطبيق الاتفاق النووى.

 

 

موسكو والصين تتصديان لمحاولة أمريكا تقويض الاتفاق النووى الإيرانى

كما نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرجى لافروف قوله، اليوم الاثنين، إنه اتفق مع نظيره الصينى وانج يى، على أن تحاول موسكو وبكين التصدى لأى محاولة أمريكية لتقويض الاتفاق النووى الإيرانى.

ونقلت الوكالة عن لافروف، قوله بعد محادثات مع وانغ يى، فى بكين، "نعارض إعادة النظر فى هذه الاتفاقات ونعتبر أن محاولة إهدار سنوات من العمل الدولى، الذى نُفذ من خلال محادثات بين القوى الست الكبرى وإيران، ليعود لنقطة الصفر سيكون أمرا سلبيا جدا"، وأضاف لافروف، "سنصد محاولات تقويض هذه الاتفاقات التى نص عليها قرار لمجلس الأمن الدولى".

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة