أحمد إبراهيم الشريف

على شفا الهاوية.. لماذا يتشاءم الكتاب؟

الإثنين، 23 أبريل 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما حصل الكاتب الفرنسى لوكليزيو على نوبل للآداب 2008، وألقى كلمته فى حفل استلام الجائزة، شعرت عند قراءتى للترجمة بأن هناك شجنًا ما فى إجابة الكاتب الفرنسى الكبير عن سؤال طرحه على نفسه: لماذا يكتب؟ وصلنى من كلمته الإحساس بالوحدة رغم كل ما يحيط به من صخب، وتساءلت هل يشعر الكتاب الكبار بالتشاؤم من مستقبل العالم؟
 
لكن بعد نحو 10 سنوات عندما قرأت كلمة كازو إيشجورو، الذى حصل على جائزة نوبل للآداب عام 2017 تأكدت بأن العالم يسير نحو هاوية حضارية خطيرة.
 
بالنسبة إلىَّ فإن الكتاب والمثقفين الواعين هم مقياس ما يحدث فى العالم، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية، يجيدون قراءة المقدمات ويتوقعون النهايات وغالبًا ما يكون الأمر صوابًا، وفى أدبنا العربى كلنا عرفنا أن رواية نجيب محفوظ «ثرثرة فوق النيل» وقصيدة «البكاء بين يدى زرقاء اليمامة» كانتا مؤشرين قويين للخلل، الذى أصاب المجتمع المصرى وظهر فى نكسة 1967 وما تبعها.
 
لذا أقول بأن كلام كازو إيشجورو عن مستقبل الحضارة الغربية أصابنى بالفزع، لأنه أكد على هواجس موجودة فى داخلى، تقول بأن العالم الذى كان ذات مرة يسعى ليكون قرية صغيرة «إنسانيًا» تحول إلى أقل من قرية لكن «تجاريا» الجميع تحكمهم المصلحة فقط.
 
أتفق جدا مع إيشيجورو فى أنه رأى أن غزو العراق من قبل الجيش الأمريكى كان هو العلامة الأكثر وضوحا على مدى الانهيار الذى أصاب الجميع، وذلك لأن إيشجورو حتما فعل مثلى وظل يتساءل «كيف للعالم أن يصمت على هذا الظلم؟».
 
فى المقارنة التى عقدها الكاتب النوبلى بين أوروبا الخارجة من الحرب العالمية الثانية وبين أوروبا اليوم أكد أن اليمين المتطرف الآن تتسع دائرته وأنه صار يتحكم فى الخريطة السياسية للغرب، وبالتالى الخريطة السياسية للعالم، وذلك هو الخطر الحقيقى الذى يهدد المستقبل، لأن التطرف أيًا كان مصدره ينتج التعصب الذى يولد الإرهاب.
 
على الكتاب أن يرفعوا أصواتهم ويحذروا الجميع من هذه الأخطار التى تهدد الحضارة الإنسانية، وأن ينبهوا السياسيين، الذين لا هم لهم سوى تحقيق الاتفاقيات والمعاهدات ورجال الأعمال الذين لا يشغلهم سوى المكاسب المادية أن العالم صار الآن يلبس قشرة الحضارة والروح جاهلية.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة