المرأة اليمنية تحملت جزءا كبيرا من الحرب الدائرة فهى أم الشهيد وأم المصاب وأحد ضحايا الألغام أيضا، دليلة هى أحدى ضحايا ألغام زرعها الحوثى لا ترحم أحدا، دليلة عبده محمد مقبل فى العشرينيات من عمرها ولكن الحزن أضاف على عمرها أعمارا أخرى ورسمت الحرب خطوطا عميقة بوجه تكاد تظن أنها فى مرحلة الكهولة، وتحكى لنا قصتها فتقول: "أنا من صبر الموادم (منطقة الشقب)".
شاء القدر أن تكون منطقتنا ساحة حرب، فاضطررنا ننزح إلى منطقة أخرى، ولكن انعدام الدخل لدى أسرتى لم يجعلنا نستمر بالعيش فى المدينة فأجبرتنا الظروف للعودة إلى منزلنا فى المنطقة المهدمة جراء الصواريخ الواقعة عليها ولم نعلم ما يخفيه القدر، حينها فإذا أنت فى حرب فلا تضمن يومك".
من حنجرة خنقتها الدموع قالت دليلة: "فى أحد الأيام زى عادتنا اليومية نخرج لجلب الماء تحت الحدر رغم الخوف الشديد من القناصة المتمركزين أعلى الجبل الدي نسكن فيه (صبرا) ولم نعلم أن هناك ألغام قد زرعوها أعداء الله (الحوثيين) دعست على واحد، وأنا ماشية وفجأة نزيف دم كبير، وجلست مدة لحد ما لقيت اللى يودينى مستشفى، صعقت لما عرفت أن قدماى بترت جراء هده الألغام فصرت طريحة الفراش، ورضيت بما كتبه الله، وتشردنا إلى المدينة مع أبى العاجز فلم يمتلك أى دخل وحتى أخى هو الآخر يعانى من مرض فى صمامات القلب فقد كان دخلنا الرئيسى من المحاصيل الزراعية لكننا لم نستطع الوصول إلى الأرض المزروعة بسبب تمركز الحوثيين فيها نعيش حاليا فى المدينة معتمدين على فاعلين الخير وأحيانا لا يتوفر لنا القوت الضرورى اليومى، وجع وألم وتشريد ونزوح قسرى وأسرتى أغلبها جرحى ومنهم فارقوا الحياة بطلقة قناص خبيثة.
واختتمت حديثها قائلة: "كل اللى قلته يعتبر جزءا صغيرا من الحياة المريرة التى نتجرعها وأتمنى أن أمشى كما كنت سابقا، وأن أرى أسرتى سعيدة كما كانت كما ادعو الله أن يسخر لنا فاعلين الخير. أن ينظروا بعين الرحمة ويساندونا حتى نستطيع العيش".
دليلة مثلها المئات من اليمنيين فبحسب تقديرات وزارة الصحة اليمنية هناك مسجل 3400 حالة بتر نتيجة الألغام والقذائف وتحتاج أطراف صناعية، بينما قدر البرنامج الوطنى لنزع الألغام عدد الضحايا فى المناطق الجنوبية والساحل الغربى بـ1236.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة