أكرم القصاص

مطاردة فاشلة لـ«الحوت الأزرق»!

الثلاثاء، 24 أبريل 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«من جانبه نفى مسؤول أمنى ما تردّد من شائعات عن انتحار الطالب بسبب لعبة «الحوت الأزرق»، حيث تبين عدم وجود أى أجهزة كمبيوتر بمنزله، ولا يمتلك المتوفى أى هواتف محمولة».. كان هذا التوضيح منسوبًا لأجهزة الأمن حول انتحار شاب فى إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، عثر عليه والده مشنوقًا فى غرفته بالمنزل، واستبعد وجود شبهة جنائية، وقال: إن الابن المنتحر كان انطوائيًا، لكنه لم يلعب الحوت الأزرق.. النفى تعبير عن حالة عامة وتساؤل مطروح فى كل حالة انتحار.. حيث الحوت الأزرق حاضر فى كثير من الجرائم.
 
 تعددت حالات الانتحار المصحوبة بشائعات أو أخبار عن علاقة الأمر باللعبة، التى لم يتعد عمرها عدة أشهر ولا تزال التساؤلات حول الحوت الأزرق وما إذا كانت بالفعل وراء انتحار كل هذه الحالات، منذ انتحر شاب فى الغربية بشنق نفسه فى زاوية دولاب غرفته، وأعلنت شقيقته أنه لم يكن يعانى من أى أمراض نفسية ولا اكتئاب، مثلما أعلن بعض المقربين، وقالوا إن الشاب كان يعانى اكتئابًا حادًا بسبب الظروف السيئة، التى تعرضت لها الأسرة.. شقيقة الشاب أكدت أنه انتحر بتعليمات اللعبة. 
 
وتوالت حالات انتحار لشباب فى الإسكندرية والبحيرة والصعيد، وأعلنت أجهزة الأمن بعد تحريات أن وراء الانتحار ارتباط الشباب والبنات باللعبة. ووصل الأمر إلى اتهام فتاة بقتل أمها وشقيقها، تنفيذًا لتعليمات الحوت الأزرق، وهو ما نفاه بعض أقارب الفتاة، وأشاروا لوجود شبهات أخرى حول مقتل والدتها وشقيقها. 
 
ظل الحوت الأزرق حاضرًا، وضاعف من الخوف وقوع حالات انتحار فى عدد من دول العالم فى إسبانيا وروسيا، وهى موطن مخترع اللعبة والمحبوس بحكم محكمة لاتهامه بالتحريض على القتل.. وهو تحريض يمكن تسميته «الجريمة البيضاء»، وقتل أسود، لكنه عن بعد ومن دون تعليمات مباشرة، مما يجعل التهمة غير مباشرة.. أو هو تحريض على الموت.
 
وبعد تعدد الانتحار وربطها بلعبة الحوت الأزرق انتقل الجدل حولها إلى مجلس النواب، وطالب النائب العام جهاز الاتصالات بحظر اللعبة وحجبها من شبكة الإنترنت، وهى خطوة تقلل من الدخول إلى اللعبة، لكنها لاتمنع الاتصال بها نهائيا، ويمكن لبعض الغاوين أن يصلوا إلى اللعبة عن طريق البروكسى، الذى يكسر الحجب، مثلما يجرى مع أى من المواقع المحجوبة. 
 
يضاف إلى ذلك أن مثل هذه الألعاب تقف وراء ترويجها مواقع تستفيد من كثرة اللعب والاتصال بالموقع.. وهو ما يبدو قريبًا من حالة المواقع الإباحية، التى صدرت أحكام قبل سنوات بحجبها، لكن لم تستطع الأجهزة الفنية التنفيذ لصعوبة ذلك تقنيًا.. وهناك أحكام فى دول كثيرة بالعالم لحجب مواقع، لكن عجزت الأجهزة عن تنفيذها. 
 
يضاف إلى ذلك أن هناك علاقة بين مواقع الألعاب والمواقع الإباحية وبعض مواقع التجسس وغسل الأموال، التى تتواصل وتتشابك بشكل يمكن من خلاله إخفاء الأنشطة المختلفة.. وهناك تقارير ربطت بين بعض هذه المواقع والتنظيمات المرتبطة بتهريب وتجارة السلاح والبشر، وأيضًا الإرهاب باعتبار أن أسهل طريق لنقل الرسائل والمفاوضات هو المواقع التى يتزاحم فيها المستخدمون، وبالتالى يكون من الصعب مراقبتها.
 
كل هذه التفاصيل تشير إلى وجود صعوبات فى مطاردة وحجب المواقع التى تقدم لعبة «الحوت الأزرق»، أو غيرها من الألعاب الخطرة.. وقد أعلنت بعض الهيئات الدينية اتجاهها للتوعية بخطر مثل هذه الألعاب الإلكترونية بين الشباب، ويظل هناك احتمالات لأن يكون بعض الشباب المنخرط فى لعبة الحوت الأزرق ملتزمًا بالسرية، بعيدًا عن تأثيرات التوعية. 
 
ويظل من المهم هو التوصل بالفعل إلى علاقة بين كل هذه الحالات للانتحار واللعبة، لأن حالات الانتحار بشكل عام تتطلب تركيبة خاصة، ربما ترتبط أكثر بالانعزال والاكتئاب والهلاوس، التى قد تجعل بعض الشباب لديهم استعداد لتنفيذ الأوامر والتعليمات، التى تصدر من اللعبة وينفذها.. وربما يكون بداية فهم التأثير فى البحث عن نسبة الشباب الذين انتحروا بالفعل بناء على التعليمات، والشباب الذين نجوا من الانتحار أو اكتفوا بمراحل معينة ورفضوا تنفيذ التعليمات.. والإجابة لدى الشباب الذين لم ينتحروا، لكن بالطبع فإن هؤلاء يصعب عليهم الاعتراف باللعب خوفًا من العقاب أو مواجهة أسرهم.
 
الأمر بحاجة إلى دراسة يقوم بها المتخصصون، فى علم النفس والجريمة والاجتماع، أولا لحسم علاقة لعبة الحوت الأزرق بالانتحار والجريمة، حتى لا تصبح اللعبة ستارًا لجرائم متعددة، ومن دراسة المنتحرين يمكن التوصل لمفاتيح مهمة فيما يتعلق بالجريمة والإرهاب.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة