أحمد إبراهيم الشريف

أنا والسينما.. إبراهيم عبدالمجيد وأيامه الحلوة

الأحد، 29 أبريل 2018 06:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أن الكثيرين مثلى يحبون الكتب التى تحكى عن الحب، سواء أكان حب امرأة أم حب مكان أم حب أصدقاء وإخوة، لأن الكتابة فيها تكون مصاغة بشىء سحرى غريب يمثل عوامل جذب كثيرة، ومن ذلك كتاب «أنا والسينما» للكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد الصادر عن الدار المصرية اللبنانية.
 
فى الكتاب يتذكر إبراهيم عبد المجيد حياته مع السينما، منذ كان عمره خمس سنوات يذهب إلى روضة مدرسة الشيخ عبدالله فى الإسكندرية، وذات يوم وجد باب الروضة مفتوحا فخرج، ووجد شارعا فدخل فيه، ووجد زحاما بشريا فوقف مع الواقفين، ورأى «شادية» على أفيش فيلم فظل يحبها إلى الآن ويتتبع أفلامها، ورأى رجلا يلعب الثلاث ورقات فاحتفظ به فى ذاكرته البعيدة، ودخل مع الداخلين مبنى فشم رائحة الماء والصابون، ثم جلس مع الجالسين على مقعد خشبى، وبدأ الفيلم.
 
تاريخ طويل يحكيه إبراهيم عبدالمجيد فى هذا الكتاب المهم، عن نفسه والسينما والناس والظروف الاجتماعية والحروب والعالم الخارجى، فلو شئنا اعتبرناه تجربة شخصية لكاتب كبير مع أحد أهم الفنون، ولو شئنا أكثر اعتبرناه تجربة بلد مع الجمال فى نحو 6 عقود أو تزيد.
 
فى الكتاب عدد لا يحصى من الأفلام والممثلين والممثلات والمخرجين والكتاب، عن ظهور نجوم واختفائهم، عن وجوه جميله لم تتوقف السينما عن تقديمها، وعن ممثلين مميزين كتبوا أسماءهم بقوة على الشاشة، وفيه أيضا إدانة لدور العرض التى اندثرت وحل محلها القبح والمصلحة والمنفعة الشخصية، نعم الموضوع كما يدركه إبراهيم عبدالمجيد هو انحسار مستوى الجمال، فاختفاء السينمات من الشوارع لا يعوضه انتشار التليفزيون ولا القنوات الفضائية، إنه شىء آخر يشبه رسم لوحة جميلة.
 
يدخلك الكتاب فى حالة من الشغف، تجعلك تبحث طوال الوقت عن الأفلام التى ذكر اسمها، وعن النجمات الجميلات اللواتى سمعت عن الكثيرات منهن للمرة الأولى، ويمتد الشغف لإعداد قائمة بما ستشاهده فى الأيام المقبلة.
 
بالطبع، بعد الانتهاء من الكتاب شعرت بنوع من الحزن، عندما اكتشفت قلة عدد ما شاهدته من أفلام مقارنة بما شاهده إبراهيم عبدالمجيد وجيله وبقلة عدد دور العرض المتاحة والتى تواصل عملية الاختفاء بشكل متواصل.
 
أنا والسينما كتاب مهم به حس روائى، وحكايات لجمهور السينما و«قفشاتهم» وعاداتهم وطرقهم واهتمامهم، وبه حديث عن الإسكندرية الجميلة والقاهرة المثقفة، وبه أيام حلوة وكتابة مميزة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة