سليمان شفيق

فلسطين فى القلب والعينين

الأحد، 29 أبريل 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
• أخبار مباراة الأهلى والزمالك نالت من النخب المصرية وبعض قيادات الأحزاب أكثر من آلاف الجرحى وعشرات الشهداء لمسيرة العودة للشعب الفلسطينى، ولا لوم على أحد، وطغت أخبار المطر على الدماء فى فلسطين، شعرت بحزن وشجن، خاصة وأنا بدأت الشهر الأول من عامى السادس والستين، كان دائما بيرم التونسى فى مخيلتى طول فترة غربتى الاضطرارية فى الخارج 17 سنة، أتذكر ماذا ناله من أجل كلمته، سواء أعجبت الحاكم أو لم تعجبه، وعاد زاهدا فقيرا لا يملك إلا كلمته.
 
والآن أشهد أنى عشت ولم أندم على أى قرار أو موقف أخذته، سجنت، شردت ولم أملك أى شىء إلا نفسى وكرامتى، لم أخضع لحاكم أو رجل أعمال أو رجل دين، أتذكر بيرم وهو يقول: «إيه مراد ابن آدم؟ قلت له: طقه قال: إيه يكفى منامه؟ قلت له: شقّه قال: إيه يعجّل بموته؟ قلت له: زقه قال: حـد فيها مخلّد؟ قلت له: لأه قال لى: ما دام ابن آدم بالصفات دى نويت أحفظ صفات ابن آدم كل ما اترقى».
 
• «أحنّ إلى خبز أمى وقهوة أمى ولمسة أمى وتكبر فى الطفولة يوما على صدر يوم وأعشق عمرى لأنى إذا متّ، أخجل من دمع أمى».. محمود درويش.
 
كانت طفولتى تركض أمامى هذا الصباح، تعود بى إلى العمر الأول حيث كانت أيقونة العذراء، وهى تحتضن المسيح فى صالة المنزل، نلتقط السندوتشات من أمى، نذهب إلى الأيقونة، نمسد عليها، نتبارك بها، لم تمل العذراء من إعطائنا البركة، ولم نتركها يوما دون طلب الحماية، كانت العذراء حارسة المنزل، كانت أمى تحب العذراء.. وتقول: «مسكينة حياتها بدأت ب «جرسة» وهى البنت والحامل دون معاشرة رجل وكملت بـ«عار» تحت أرجل ابنها على الصليب» أمى التى عذبتها وهى تبحث عنى من سجن لآخر.. وحينما اضطررت للمهجر كانت تصلى للعذراء بالدموع كى أعود.. وحينما عدت كانت الأمراض قد طوقتها.. وعندما رحلت كنت أيضا بعيدا عنها، وكلما رأيت صورة للعذراء أتشفع لأمى أمامها لكى تسامحنى.
 
• «يا فلسطينية والغربة طالت كفاية والصحرا أنّت م اللاجئين والضحايا والأرض حنّت للفلاحين والسقايه والثورة غاية والنصر أول خطاكو يا فلسطينية».. أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام.
 
أبناء جيلى.. جيل سبعينيات القرن الماضى، رضعوا من صدر الوطن حب فلسطين، حينما كان العالم يموج بالنضال من أجل العدل والحرية وليس من أجل الآخرة والعالم الآخر، كان هناك فى عمق القضية والنضال الفلسطينى فرسان ثلاثة: الراحلون د. رؤوف نظمى «محجوب عمر» ومصطفى الحسينى، وفاروق القاضى «أطال الله عمره»، والثلاثة مصريون يساريون خرجوا من سجون عبدالناصر إلى النضال الفلسطينى الأرحب، وحركة فتح، رؤوف نظمى مقاتل فى المحور الغربى مع الشهيد أبوجهاد الذى كان يقوم بالإشراف على العمليات فى الأرض المحتلة، وفاروق القاضى كان بمثابة مدير مكتب ياسر عرفات ووزير التعليم العالى ولعب دورا بارزا فى تأسيس العلاقات بين منظمة التحرير والاتحاد السوفيتى، مصطفى الحسينى فارس حقيقى،  وأمير مقاتل وصحفى، جبت العالم شرقا وغربا ولم أشهد صحفيا برتبة فارس، ويمتلك من حرية فى الحشا تفيض علينا دائما بالمعرفة والتشبث فى النضال، فى الصف الثانى كان النائب د. سمير غطاس «محمد حمزة»، فى الغربى، والصحفى العظيم فهمى حسين مدير وكالة «وفا» الفلسطينية، والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكى الآن، يجوب فى حنايا الثورة الفلسطينية بدفء مصرى أصيل. إلى هناك ذهبت، وخلف جدار بيروت الثورى الأخير احتميت، قاتلت، وعشت حياتى الصحفية ما بين «النداء» اللبنانية وجريدة «المعركة» التى تأسست عند غزو إسرائيل للبنان 1982، كان صاحب الفكرة المرحوم الصحفى الكبير والفنان عبد المنعم القصاص، زوج الصحفية الكبيرة أمينة شفيق، على غرار مجلة المعركة التى نشأت فى معركة 1956، ومازالت تصدر كمجلة يسارية، ووضع الشعار لها المرحوم الشاعر الغزاوى معين بسيسو: «قد أقبلوا فلا مساومة.. المجد للمقاومة»، وكان رئيس تحريرها الكاتب والصحفى الفلسطينى الكبير زياد عبد الفتاح رئيس تحرير وكالة وفا الفلسطينية، وكتب فيها د. حسين مروة ومحمود درويش والشعراء سمير عبد الباقى وزين العابدين فؤاد، وشرفت بأن كنت مسؤولا عن تحرير باب ثابت عن كيف يعيش المدنيون فى أماكن القتال. كانت بيروت الملحمة، تطل منها عيون الشهداء.. وكانت فلسطين فى القلب قبل أن يتم تديينها وإسقاط هيبتها من قبل الحركات «المتأسلمة» مثل حماس والجهاد، كانت الثورة الفلسطينية محل احترام وتقدير كل الحركات فى العالم، والآن سقط %90 من مؤيديها وتحولت من حركة ثورية صاحبة قضية إلى حركة «إرهابية» من وجهة نظر قطاع كبير.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة