قالوا إن الهدف هو أن تظهر الصورة جميلة على شاشات الفضائيات وفى الصحف والمجلات، أما الأرقام فهى أمر آخر، ولم يدرك كل هؤلاء أن الهدف لم ولن يكون فقط الصورة، نعم الصورة الجميلة مطلوبة للتعبير عن مصر الحديثة التى انطلقت ولم يقف أمامها أحد، لكن الهدف ليس فقط الصورة، وإنما أن يعيد المصريون تأكيد الرسالة للعالم من جديد، رسالة أننا جميعًا فى خندق واحد ضد الإرهاب والقوى المتدخلة فى شؤوننا الداخلية، وكل الكذبة والموتورين على شاكلة من دعوا إلى مقاطعة الانتخابات، ومن روجوا للأكاذيب فى الفضائيات القطرية والتركية والإخوانية، وكل من بحث عن زيادة التمويل الذى يحصل عليه من الخارج مقابل تشويه صورة الشعب والدولة المصرية.
الصورة الجميلة مطلوبة بالفعل، لكن الأهم ألا تكون مصطنعة مثلما فعل أمير الإخوان أردوغان، لذلك كنا نتحدث جميعًا عن أهمية مشاركة الشعب المصرى فى الانتخابات الرئاسية 2018، حتى وإن كانوا مطمئنين إلى أن النتيجة هى فوز الرئيس عبد الفتاح السيسى، بولاية رئاسية ثانية، لكن المشاركة تعنى التأكيد على أن مصر بأكملها ضد الإرهاب، وأن هذه الانتخابات هى رسالة تضامن مع كل شهدائنا، فإذا كانوا هم ضحوا بأرواحهم لنعيش نحن وتبقى مصر، فليس أقل من أن نصطف أمام اللجان الانتخابية، وهو ما حدث بالفعل، وضرب المصريون كالعادة مثالًا فى دعم الدولة، ومساندتهاضد الإرهاب، وأيضًا تأييدها وتشجيعها على كل الخطط التنموية والإصلاحية التى تقوم بها منذ أربع سنوات ومستمرة بها مستقبلًا.
الصورة الجميلة كانت مطلوبة وضرورية، لكن الأهم لدى كل المصريين ألا تكون مصطنعة، وألا تكون هى فقط الشىء الإيجابى، وأن ننسى الأرقام والنسب، التى هى دائمًا الأبقى فى الذاكرة، وفى نهاية الانتخابات ومع إعلان نتيجتها رسميًا، مساء أمس، من الهيئة الوطنية للانتخابات الأرقام إن المشاركة تخطت الـ24 مليون مصرى، وهو رقم لو تعلمون عظيم فى ظل هذه الأجواء، والأموال التى دفعت لعملاء قطر وتركيا فى الداخل لتشويه الانتخابات وترهيب المصريين من الذهاب إلى اللجان الانتخابية، مثلما فعلوا فى المحاولة البائسة لتفجير موكب مدير أمن الإسكندرية قبل الانتخابات بيومين، وأيضًا اللعب فى السوشيال ميديا وبعض وسائل الإعلام التى لا نعرف له ملة، وتلعب دومًا على وتر الحشد المضاد للدولة، فكل هؤلاء فعلوا الكثير والكثير لكى لا تظهر الصورة النهائية للانتخابات بهذا الشكل الإيجابى الذى يليق بمصر وشعبها، لكن الحمد لله كان وعى الشعب أنضج من كل هؤلاء، وانتهت الانتخابات بالصورة الأمثل والأنقى التى ستظل عالقة فى أذهان ليس فقط كل المصريين وإنما العالم أجمع.
أدرك تمام الإدراك أن هذه الانتخابات وما انتهت إليه من مشاركة شعبية وصورة هى الأجمل أصابت كثيرين فى الداخل والخارج بوجع سيمتد مفعوله لسنوات طويلة، خاصة مع الشهادات الموثقة للمنظمات والمؤسسات الدولية التى أتت للقاهرة لكى تتابع الانتخابات، وكلها انتهت إلى نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، ولم تستطع أيا منها رصد ملاحظة سلبية واحدة، مشيدين جميعًا بما شاهدوه وتابعوه من رقى من جانب الناخبين وحياد من أجهزة الدولة فى التعامل مع الانتخابات وكلا المرشحين، والتزام حملتى الرئيس عبد الفتاح السيسى، والمرشح موسى مصطفى موسى، بكل معايير الانتخابات وتعليمات الهيئة الوطنية للانتخابات.
ما انتهت إليه هذه المنظمات من تقارير كلها أصابت الكاذبين جميعًا، لأنهم لم يترك لهم شىء يستطيعون أن يبنوا عليه كذبهم فى المستقبل، فالانتخابات كانت شفافة ونزيهة، والإقبال كان كبيرًا، والحياد كان موجودًا، فعن أى شىء سيكذبون، لذلك من يتابع الحسابات الشخصية لهؤلاء الكاذبين سيجدهم تائهين ولا يجدون شيئًا يتحدثون فيه، بل أن بعضهم حاول استدعاء الماضى حتى يحلل ما حصل عليه من دولارات وريالات طيلة الأيام الماضية، فنراه يتحدث عن حبه للإخوان ودعمه لهم، ولحازم صلاح أبو إسماعيل، أو آخرين لم يجدوا ما يتحدثون عنه إلا توجيه الشتائم للشعب المصرى لأنه ذهب للجان الانتخابية.
فى النهاية أستطيع القول إن مرحلة مهمة من تاريخ مصر عدت بسلام، وفاز الرئيس عبد الفتاح السيسى، بفترة رئاسية ثانية، وأثبت للعالم أنه رئيس برغبة شعبية، كما فاز المهندس موسى مصطفى موسى باحترام الجميع كونه أدار مشاركته فى الانتخابات باحترافية شديدة ورسخ لأسلوب محترم فى التنافس الانتخابى كنا نفتقده من كل المنافسين والمعارضين، وفى المجمل يمكن القول إن مصر فازت كالعادة فيما لطخ العار كل أعدائها.