قالت المترجمة أمانى فوزى حبشى إن كتاب "سبارتاكوس السلاح والإنسان" لأستاذ القانون الرومانى ألدو سكيافونى، يحاول أن يخلصه من إطار الأسطورة ليستعيد حضوره فى إطار تاريخى جاد.
وأوضحت المترجمة المصرية أمانى حبشى، التى نقلت الكتاب إلى اللغة العربية، وأصدره مشروع كلمة للترجمة فى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبى، أنه فى هذه الرحلة من التنقية الأسطورية، عبر إيطاليا فى القرن الأول قبل الميلاد، يستعرض ألدو سكيافونى أحوال الشعب وحكامه أيضًا بالتفاصيل.
وتشير أمانى فوزى حبشى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن ألدو سكيافونى يعيد لنا بناء تاريخ سبارتاكوس التراقى، بل ويخبرنا من كان سبارتاكوس قبل أن يصبح العبد المشهور، حيث نعرف أنه كان يحارب مع الجيش الرومانى، وأنه كان من جنوده الأوفياء ولكنه فر منه رفضًا للقتال ضد شعبه فى تراقيا.
وتضيف أمانى فوزى حبشى: يستمر فرار سبارتكوس لفترة من الجيش حتى يقبضوا عليه ويتحول إلى عبد، ويُسجن وينضم لصفوف المحاربين، وتكون معه حبيبته الكاهنة التراقية، والتى تشارك هى أيضًا معه فى صنع أسطورته، بل يخبرنا سكيافونه أيضًا، فى الفصل الأول، بالتفصيل عن رتب المصارعين واسماءهم وطريقة حياتهم، وكيف نضجت الخطة بالهروب من معسكر التدريب حتى استطاعوا بالفعل تحقيق ذلك تصحبهم معهم أيضًا نسائهم.
وتوضح أمانى فوزى حبشى أن الكتاب يتميز بطريقة سرد تبعد إلى حد كبير عن السرد التاريخى المعتاد، فالمؤلف فيه يحاول من خلال سرد درامى، معتمدًا على حقائق تاريخية، ووثائق يذكرها فى كتابه، أن يقدم لنا قراءة مثيرة لكتاب تاريخ، ففى الفصل الثانى سنجد كيف استطاع سبارتاكوس القائد، بخططه الحربية والحيل التى استخدمها، ومعه اتباعه من المتمردين أن يتفوقوا على جيش روما الأقوى والأكثر عددًا، وكيف استطاع سبارتاكوس ببراعته الحربية ودهاءه الانتصار عليهم فى أكثر من معركة. بينما يتناول الفصل الثالث الانقسام الذى حدث بين صفوف العبيد وكيف أدى ذلك فى النهاية إلى سقوطهم فى يد الرومان.
ورأت أمانى فوزى حبشى أن كتاب "سبارتكوس" شيق وأحداثه تدخلنا إلى أعماق واقع الحكم الرومانى فى تلك الفترة، ليس فقط من الناحية السياسية، ولكن من الناحية الاقتصادية والثقافية أيضًا.
يذكر أن ألدو سكيافونه، أستاذ القانون الرومانى فى المعهد الإيطالى للعلوم الإنسانية، وجامعة نابولي. له العديد من المؤلفات تُرجم بعض منها إلى لغات مختلفة منها: "دراسات فى منطق القضاء الروماني"، "التاريخ والقدر" الذى تُرجم إلى الفرنسية، "إيطاليون بلا إيطاليا"، و"بيلاطس البنطى، لغز بين التاريخ والذاكرة"، وغيرها.
أما المترجمة أمانى فوزى حبشى، فهى حاصلة على الدكتوراة فى الأدب الإيطالى، والجائزة الوطنية الإيطالية للترجمة عام 2005، مصرية مقيمة فى المملكة المتحدة، سبق أن ترجمت عدة أعمال منها: "بندول فوكو" لأومبرتو إيكو، "ثلاثية أسلافنا" لإيطالو كالفينو، "أصوات المساء" لنتاليا جينزبورج، و"ملكات بمحض الصدفة" لشيزارينا كازانوفا وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة