"اللى ربى خير من اللى اشترى".. أحد أبرز الأمثال الشعبية التى انتصرت إلى مجهود الشخص الذى يربى ويكرس حياته من أجل حياة شخص آخر، هذا فعليًا ما يصف علاقة "الأم البديلة" بأبنائها التى لم تنجبهم، ففى كثير من الأعمال السينمائية كانت تتردد على مسامعنا جملة "الأم مش بس اللى خلفت، الأم اللى سهرت وتعبت وربت"، وهو ما لا يمكن إنكاره، خاصة أن حياتنا مليئة بالقصص التى تؤكد أن لقب "أم" لا يستوجب أن تحمل فى رحمها جنين لمدة 9 أشهر.
وفى يوم اليتيم الكثيرون يحاولون أن يتواجدون مع الأطفال الأيتام للاحتفاء بهم فى يومهم، دون أن يفكروا فيمن قضت معهم حياتها بشكل كامل بل وتنازلت عن حياتها من أجلهم، على الرغم من عدم وجود ما يجبرها على التخلى عن حقها فى الحياة من أجل الوجود مع أطفال آخرين لا تحمل شهادات ميلادهم اسمها، ولا تعترف الأوراق الحكومية بوجوها أو صلتها بهم من الأساس.
فى التقرير التالى حكايات لأمهات أثبتن خطأ مقولة " يا مربي فى غير ولدك يا بانى فى غير ملكك".
أمينة نور عذراء ستينية وهبت حياتها لابن أختها
ارتدت البالطو الأبيض لمدة 7 سنوات بكلية الطب، وفور تخرجها توفيت أختها تاركة لها "محمد" طفل لم يتجاوز الـ 6سنوات، لا يدرك فى الحياة سوى جملة "ماما عند ربنا" تلك التى ترددها "خالتو أمينة" حينما يسألها "ماما فين".
مرت السنوات ترفض هى العرسان ويتزوج والد "محمد" ويصطحبه للعيش معه لكن "زوجة الأب" عاشت كنماذج السينما لا تريد سوى مفارقة الصغير لهم، وهنا بدأت "أمينة" حياة "الأم البديلة" التى حكت تفاصيلها لـ "اليوم السابع"، فقالت: "حينما رأيتها تعامل محمد بسوء لم أستطع النوم وكنت أذهب إلى المدرسة لأطعمه لأنها لا تحضر له طعامه المفضل مثل الأطفال، ومرت أشهر وأنا أحاول أخذه للعيش معى وعارضنى والده فى البداية، وسمح لى بأخذه 4 أيام فقط، ثم وافق على عيشه معى بعدما أبدى الطفل رغبته، أنفقت عليه حتى أتم تعليمه وتخرج فى كلية التجارة".
وأضافت: "محمد كان أحسن من أى عريس اتقدملى عشان كدة رفضت الجواز عشانه، ده سندى وابنى وصاحبى وملناش غير بعض"، مشيرة إلى أنها ستكتب كافة ثروتها باسمه والآن تجهز له شقة خاصة ليتزوج بها لأنها تريد أن ترى أبناءه.
طنط "شريفة".. الجارة التى منحها القدر "سمر"
ولدان كانا ثمرة زواج "شريفة" السيدة الخمسينية التى عاشت تحلم بإنجاب بنت، لكن مشيئة الله لم تأذن بأن تحمل فتاة جيناتها الوراثية، عشرتها الحسنة مع جيرانها جعلتها أخت لهن وخالة لأبنائهن، والعلاقة التى ربطت بينها وبين "منى" وابنتها "سمر" كانت شديدة الخصوصية، حتى أنها وجدت بها الابنة التى لم يرزقها الله بها.
مرضت "منى" تاركة "سمر" أمانة لرفيقة دربها "شريفة"، وكأن القدر قرر أن يكافئها بعد سنوات عديدة، فاستطاعت أن تلملم حزن المراهقة التى فقدت الأم والأخت والصديقة، وتعوضها شعور الحرمان.
وحكت "شريفة" عن تفاصيل حياتها مع "سمر" قائلة: "دى حبيبتى اللى كبرت قدام عنيا ودلوقتى نفسى أشوفها عروسة"، وأكدت أن صداقتها بوالدتها جعلتها على مقربة بـ "سمر" تعرف طباعها، مشيرة إلى أنها أمانة جميلة وثقيلة تركتها لها صديقتها، وأضحت أن يومها يبدأ مبكرًا تنتهى من واجباتها المنزلية، ثم تعد الإفطار وتذهب إلى "سمر" ليتناولاه معًا قبل ذهابها للجامعة، ثم تستكمل باقى الأعمال المنزلية حتى عودة أبنائها وزوجها من العمل ليتناولوا الغداء، وتنتظر "سمر" لتعود من الجامعة وتبدأ سهرتهما المليئة بالحكايات عما حدث ومشاهدة المسلسلات معًا.
قاطعتها "سمر" قائلة: "ربنا لما أخد أمى نزل لطفه بيا بوجود طنط شريفة، لأنى مقدرش أعيش من غيرها"، مشيرة إلى أنها كانت تفكر فى حياتها بلا والدتها خاصة أنها كانت وحيدتها، ودخلت فى حالة نفسية سيئة استوعبتها "طنط شريفة" سريعًا وحاولت التخفيف عنها بكافة الطرق، وأضافت "ربنا يباركلى فى عمرها وأقدر أكون ابنة صالحة ليها".
"أسماء"..زوجة أب بدرجة أم
"تزوجت ياسر بعدما توفيت زوجته تاركة له ولد وبنت" قالتها أسماء وهى تسترجع ذكريات زواجها قبل 12 عام، مشيرة إلى إنها وافقت على الزواج من "أرمل" نظرًا لسمعته الطيبة وصلة القرابة البعيدة بينهما وما رأته من حنان فى شخصيته، وأضافت "كنت خائفة من فكرة زوجة الأب وما يحدث بينها وبين أبناء الزوج، لكننى طلبت منه لقاء أبنائه وكان عمرهما 6 أعوام و 8 أعوام، وأخبرتهما أننى ضيفة ستحل عليهما، إن غضبا منى فى أى وقت سأرحل فورًا"، مشيرة إلى أن الحياة فى البداية لم تكن سلسة نظرًا لأنها لم تكن على دراية بطبيعة تربية الأبناء خاصة أنها الزيجة الأولى لها، وأضافت: "بعد كدة بقينا حبايب هما ولادى وكلمة ماما منهم بالدنيا، ولما خلفت هما اللى بيربوا أخواتهم وساعدونى إنى أخد الماجستير، وبيتخانقوا مع باباهم عشانى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة