يوسف أيوب

هل تصمت هولندا على تغلغل المال القطرى فى إعلامها وإهانته لمصر؟

الإثنين، 09 أبريل 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن يتباهى ويحتفى إعلام الإخوان بمذيع هولندى يسخر من مصر، فاعلم أننا أمام حلقة أخرى من حلقات التزاوج غير الشرعى والمصالح المترابطة التى تستهدف مصر فى المقام الأول، لكن هذه المرة مسرحها ليس الدوحة ولا أنقرة، وإنما هولندا التى طالما تحدث مسؤولوها عن رغبتهم فى تطوير علاقاتهم مع مصر.
 
 
القصة ملخصها أن مذيعا هولنديا مغمورا يقال إن اسمه «لو باخ» يأخذ من السخرية السياسية طابعا لبرنامجه الذى يقدمه على قناة VPRO الهولندية، بنى إحدى حلقاته الأسبوع الماضى على الرؤية الإخوانية للانتخابات الرئاسية فى مصر، وسخر من المصريين الذين توافدوا على اللجان الانتخابية، ومنحوا أصواتهم للرئيس عبدالفتاح السيسى، مروجا ومرددا لأكاذيب الإخوان عن الوضع السياسى فى مصر، هذا المذيع لا يسمع عنه أحد، حتى فى هولندا نفسها، فقد تواصلت مع أكثر من صديق يقيم هناك وسألتهم عنه وعلى برنامجه، وبعد بحث قالوا إنهم لا يسمعون عنه، حتى أصدقاؤهم الهولنديون لا يعرفون عنه شيئا. 
 
هو مغمور بالفعل، لكن الذى حدث أن إعلام الإخوان الذى يبث من تركيا، والمدعوم من المخابرات القطرية، احتفى بهذا المذيع وبرنامجه، وكأنه يملك الحقيقة المطلقة، وأنه القادر على هز سمعة مصر فى العالم، وخصصت الفضائيات الإخوانية المأجورة حلقات طويلة للتباهى بما فعله المغمور الهولندى، وتبادلها الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعى، فى غباء منقطع النظير، لماذا أقول غباء؟ لأنهم بفعلتهم هذه أثبتوا للمتعاطفين معهم قبل كارهيهم أنهم يقفون خلف هذه الحلقة تحديدا، وإلا فكيف وصلت إليهم الحلقة، رغم أن نسبة مشاهدة قناة VPRO ضعيفة جدا، مقارنة بالقنوات الهولندية الأخرى؟.. ما الذى لفت انتباه الإخوان لهذا البرنامج، إلا إذا كانوا يعلمون فحوى ما سيقال فيه من قبل، ورسموا الخطة جيدا للترويج له، ونشره فى إطار حملتهم القذرة والمتواصلة للإساءة لمصر بأى طريقة ووسيلة.
 
إعلام الإخوان هو من كشف عن نفسه، وأثبت للجميع غباءه الشديد، لأنه تعامل مع هذا المذيع المغمور وبرنامجه بطريقة «يكاد المريب يقول خذونى»، فنحن ندرك من البداية أن الإخوان وتابعيهم فى كل مكان لا يملون من ترديد الإساءة لمصر والتباهى بها، حتى وإن جاءت على لسان الأعداء، المهم أن تحمل ما يقلل من شأن مصر، لكن أن يصل بهم الغباء إلى هذه الدرجة، درجة أن لهفتهم للترويج للمادة التى يبثها هذا البرنامج، والممولة من قطريين أعمت ابصارهم جميعا، فظهرت الحقيقة كاملة أمامنا، حقيقة أن هناك أموالا لاتزال تنفق فى وسائل إعلام غربية للإساءة لمصر، لكن الأكثر خطورة أن تصل هذه الأموال القذرة إلى إعلام رسمى لدولة تربطنا بها علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية قديمة ومتجذرة. 
 
هولندا من الدول الصديقة لمصر ولم أتخيل أبدا أن يصل بها الحال إلى هذه الدرجة، أن يخترق التنظيم الدولى للإخوان، والمخابرات القطرية إعلامهم الرسمى، ليشتروا هذا المذيع أو ذلك البرنامج، دون علم الحكومة الهولندية، التى أعلم أنها إذا اطلعت على تفاصيل ما حدث، فسيكون لها موقف شديد، خاصة أننا لسنا أمام قضية حرية رأى وتعبير، وإنما فساد، تتقنه جيدا المخابرات القطرية، وتحاول أن تورط فيه مؤسسات هولندية رسمية.
 
لا اظن أن الحكومة الهولندية ستقبل بأن ينخر الفساد القطرى والإخوانى فى مؤسساتها من الداخل، فالبداية جاءت من خلال الإعلام، ولا أحد يعلم إل أين ستصل، إذا لم تتحرك الحكومة الهولندية وتحقق فى الموضوع، ليس فقط حفاظا على علاقاتها القوية والمتينة مع مصر والمصريين، ولكن لكى تحافظ على أمنها الداخلى من الفساد والتغلغل القطرى والإخوانى، ولهم فيما يحدث حاليا فى فرنسا وبريطانيا عبرة، فالدولتان تساهلتا فى الماضى مع فساد الدوحة والإخوان، ولم ينتبها لخطورته، لكنهما اليوم يعانيان أشد المعاناة، ويبحثان عن طريقة أو وسيلة لتنظيف مؤسساتهما من الفساد القطرى، الذى إن دخل مؤسسة أجهز عليها، وحولها إلى ركام.
 
الحكومة الهولندية أمام تحد كبير، لكى تثبت لمصر بالفعل أنها تحافظ على علاقاتها القوية معها، وأنها لن تسمح لإعلامها الرسمى ولا أى من مؤسساتها بأن تكون منصة لتوجيه الإساءة للشعب المصرى، وأن تنقى نفسها من الداخل قبل أن ينخرها فيها الفساد والمال القطرى الحرام.. هولندا أمام موقف صعب، أمام أن تحافظ على نفسها وعلاقاتها مع الدول الصديقة مثل مصر، أو أن تعلن رسميا تسليم نفسها للإرهابيين ومموليهم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة