الأرباح المتوقفة للمشروعات الجديدة فى مصر والسعودية تصيب أصحاب المال الأسود بـ «الغم والهم والذهول»
حين أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز، الأمر الملكى بتولى تركى آل الشيخ رئاسة هيئة الرياضة السعودية، طرح البعض سؤالًا تعلق بكون الرجل شاعرًا مرهف الحسى رقيق المشاعر والقلب، فهو من تغنى بكلماته كبار النجوم العرب وعرف بالشاعر الوطنى.. فماذا كان السؤال؟
هل يمكن لشاعر حسه مرهفاً وقلبه ينبض حبًا ببلده المملكة، ووطنه العربى، أن يحمل سيفًا.. للدفاع عن الصالح العام وأحلام المواطن سعوديا كان أم عربيا فى ظل المتغيرات فى المنطقة وما يحيق بها من مخاطر، وفى القلب منها الكبيران السعودية ومصر أو مصر والسعودية.
الإجابة كانت سريعة ومباشرة أمسك الشاعر بالسيف الوطنى وأعلن عن بدء غزوات مقاومة الفساد والرتابة وخوض غمار معارك التطوير التى يستحقها الوطن.
فورًا ولمن لايعرف.. أعلن تركى آل الشيخ عن بدء محاربة الفساد لوضع خطط التنمية الرياضية بمقولته الشهيرة «السيف على رؤوس الفاسدين».
تلك كانت البداية ليخرج الرجل نحو المادة صياغة الرياضة السعودية سريعًا ومعه جيشًا من الوطنيين، ولم يدع الفرصة تبتعد أو يجلس الكل لينتظرها فتزامن بدء إعادة صياغة الرياضة فى المملكة مع فتحه كل القنوات للتواصل مع الأشقاء إيذانًا بعمل رياضى عربى مشترك.
العنوان الرئيسى كان رياضة محترفة محترمة.. ترفيهية تعيد الاتزان بين المنصرف والدخل المتوقع لتدوير الأموال «النظيفة» فى «صناعة» الرياضة مع الشروع الفورى فى تطوير مناطق الصناعة حتى تصبح جاهزة لاستقبال الرواد.
خبرات تركى آل الشيخ ومؤهلاته العلمية والعملية كانت أهم دواعى النجاح الذى بدأت بشائره.
الشاعر الوطنى الذى حمل سيف محاربة الفساد تقلد الكثير من المناصب وطاف بالعديد من الوظائف بالقطاعين الحكومى والمدنى بالمملكة ليعمل فى منظومة الداخلية السعودية، ثم مقار إمارات كبرى مثل الرياض العاصمة ووزارة الدفاع بل وحصل على العديد من الدورات فى علم الجريمة والإدارة وإدارة المخاطر والتحقيقات.
تلك التركيبة العلمية بالإضافة لوجوده عضوًا إشرافيًا فى العديد من الأندية الكبرى على رأسها الهلال والنصر السعوديان وهو الآن الرئيس الفخرى لنادى التعاون السعودى.
تلك «الجولة» من المناصب الرياضية جنبًا إلى جنب مع المناصب الأخرى جعلته مراقبًا ومتداخلًا فى كل مناصب الدولة السعودية، كما ساهمت فى رفضه لكل فساد، والعمل على وضع بلاده السعودية ووطنه العربى فى مكانة..تعد حلما لكل عربى.
تركى آل الشيخ رفع شعارا آخر فى تعامله مع الإعلام..حين قال «بعض الإعلاميين مدحهم لا أحبه».
الجملة فسرت نفسها، بطبيعة الحال..فهو قادم بتكليف للتطوير الذى يحتاج للتطهير لهذا لم يكن غريبا أن يستحدث من الهيئات ما يوجب دعم الاحتراف، فى إشاره لعدم نجاة الفاسدين وكذا الفاشلين عن مقصلة المحاسبة.
فى المملكة سعى آل الشيخ إلى رفع إنتاجية الأندية الرياضية مقررا تكليف فريق يقوم بتقييم شامل للأندية الرياضية _ الحكومية وتحديدا، لبدء التداوى والعلاج الصحيح.
استحدث مع فريق عمله 16 اتحادا رياضيا ليكتمل عقد الاتحادات الأوليمبية السعودية عند الرقم«60».. حتى تفى باحتياجات الشباب العربى السعودى، وتصبح دليلا لبعض البلاد العربية الباحثة عن التطوير.
هناك أيضًا «إدارة المشاريع»..والتى يتضح من مسماها خصوصية البحث عن استعادة التمويل أولا.. ثم بدء مراحل الربحية، ثم أطلق منظومة «الإعلام الرياضى» لأول مرة أيضًا.
الأغلب الأعم الآن..أن عجلة الرياضة السعودية ستكون فى تسارع جاد نحو التطوير لتحديد الجدوى، أو لتقليص ما لا يحقق المستهدف.
يكفى أنه رفع القيمة المالية لمكافأة الكأس الملكية..بطولة «كأس الملك» إلى 10 ملايين ريال.
لم يفت آل الشيخ أيضًا أن يكمل هلال الرقابة بمكاتب رقابية شغلها الشاغل مطابقة المواصفات والتسليم والتسلم ليصل الأمر إلى سحب التنفيذ مع شبهات الفساد.
باكورة ما قدمته ممارسة الرقابة فى المال العام كانت التحقيق فى توريد بوابات إلكترونية لاستاد الأمير عبد الله الفيصل بالسعودية وتسليم تلك المنشآت دون اكتمال الرسم وأعمال الترسية.
أعاد تركى آل الشيخ صياغة شأن الاحتراف بالبدء بمد يد العون الإنسانى للنجوم الفوالى الذين لم يسعفهم الاحتراف الوهمى وقبله الهواية الخالصة للاستغناء عن السؤال.
خصص الرجل الأول فى الرياضة السعودية دخل مباراة للاتحاد والشباب لأسرة نجم رحل عن الملاعب هو «محمد الخليوى»، وكان الدخل 800 ألف ريال سعودى.
أيضًا خصص دخل مباراة كبرى هى النصر والاتحاد لصالح أسرة الحارس الدولى القديم سالم مروان الذى أقعده المرض من 18 سنة، وكان إيرادا كبيرا، ووجه 100 ألف ريال لأسرة حارس راحل هو مبرون التركى.
وإيمانًا منه بأن المملكة بدأت خوض غمار التحديث فقد قرر أن يحضر عددًا من أبناء الشهداء السعوديين فى مواجهة الإرهاب مباريات المنتخب السعودى بمونديال روسيا 2018.
لازال مشروع التطوير فى الطريق الحقيقى للتنفيذ، لذا تم رصد ميزانية لإعادة كامل الملاعب والأندية والصالات الرياضية للعمل بأعلى كفاءة وأحدث السبل، لاستقطاب البطولات البطولات القارية والعربية والدوليه.
عربيًا..كان سعيه الأول منذ انفتح لموجب التطور السعودى وبإشراف ولى العهد الأمير محمد بن سلمان التوحيد الحالة الرياضية الاحترافية العربية.. ولعل نجاح مساعيه ومفاوضاته مع الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا».. هو ما أعاد الكويت وكرتها إلى المنظومة الدولية والقارية بعد حرمان بالإيقاف عامين، بل ودعم استضافة الكويت لكأس الخليج «خليجى 23».. كبديل عن قطر لكل الأسباب التى لاتخفى على العرب.
لهذا..لم يكن غريبًا أن يختار العرب آل الشيخ بالتزكية رئيسًا لاتحاد التضامن الإسلامى، خرج الرجل ليقدم من الخزانة السعودية مليون دولار دعمًا للرياضة الفلسطينية.
أيضًا لم يفت تركى آل الشيخ والذين معه من رجالات تم اختيارهم بكل معايير الكفاءة أن يشرعوا فورًا فى تصدير منتج عربى من المواهب، ليذهب بعد جولات من المفاوضات الاحترافية أكثر من 6 من نجوم الكرة السعودية الشبان للعب مع الأندية الإسبانية، إيمانًا منه بأن «التجربة الإسبانية» جديرة بالاحترام والمتابعة والمعايشة.. لهذا فلأن هناك مسابقات وألعابا عالمية تقام على الملاعب السعودية..وفى الصالات المغطاة ولا تتجاوز العادات والتقاليد.
تركى آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية..وجد فى الشراكة المصرية كامل الحب أولا، ثم التعاون والتوحد من أجل استكمال الصناعة الرياضية العربية، فكلا البلدان مؤهلان تمامًا للانطلاق.
ربما نظرية المحب للأهلى المصرى جاءت ليبدأ آل الشيخ مشوار الشركة فى صناعة الرياضة العربية عبر بوابة الأحمر.
ليس هذا وحسب، بل أن الخطة والطموح اكتملا حين دفع نجم مصر والعرب محمود الخطيب بنفسه ومعه قائمة لقيادة الأحمر الأهلاوى، تلك القبيلة التى يعشقها آل الشيخ، وأيضًا لأن صديقه الصدوق محمود الخطيب حان آوان وجوده قائدًا للأهلى والعرب.
البداية كانت بحسن الاستثمار فى مشروع القرن الأهلاوى.. مدينة الأهلى الترفيهية.. والممولون عرب سعوديون وإماراتيون ومصريون.
مشروع درس بعناية مع كبرى الشركات العالمية.. تم الاستعداد له بشكل يتناسب مع الطموح العربى فى استثمار وتدوير الأموال العربية فى ربوع الوطن.
قرابة الـ5 إلى 6 مليارات سيتم اسثمارها فى مشروع القرن الأحمر.. الذى سيبدأ قريبًا.
تركى آل الشيخ أكد غير مرة أن نظرة المحترف المحب.. لا تدعو أبدًا إلى الابتعاد عن قواعد الاحتراف.. أولًا، ولا يمكن لهذا الاحتراف المنشود أن يخرق القواعد الإنسانية.
آل الشيخ دعم الأهلى المصرى لشراء صفقة صلاح محسن التى تعدت الـ40 مليون جنيه، وأيضًا ساهم فى تمديد عقد عبد الله السعيد، لتنتهى أزمة اتجاهه للزمالك.
الأهم من تواجد هذا العاشق الأحمر داخل جدران تنفيذ كل ماهو مفيد للأهلى المصرى، إنه لم يغيب رؤية واتجاه آل الشيخ لتعاون مثمر مع مصر.
قدم آل الشيخ الكثير للمنافس التقليدى لمعشوقه الأحمر، الزمالك، ودعمه بما يصل إلى قرابة الـ40 مليون جنيه فى أقل تقدير، قبل أن يعد بالدخول إلى كل أنواع الاستثمار والشراكة مع أندية مصرية أخرى، ليقدم نموذجًا للعشق والحب.. وعدم طرد الاحتراف والاحترام من المنظومة.
المؤكد أن المستقبل سيحمل العديد من الأهداف فى مرمى المال الأسود والفساد، لأن القادم هو مرحلة «ضرب» الحصرى.. والحصار من قبل داعمى الإرهاب، الذين يخيفهم هذا التوحد والتواجد «المصرى – السعودى».. ولازال هناك الكثير من المفاجآت.