أكرم القصاص

صناعة وتجارة الخوف.. البضاعة الأكثر رواجاً فى الشرق الأوسط

الخميس، 10 مايو 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل التوقعات تشير إلى ارتفاع التوتر فى المنطقة إلى أقصاه، وبينما تستعد أمريكا لتحضيرات لقاء الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مع نظيره الكورى الشمالى كيم جونج اون، أقدم ترامب على إلغاء الاتفاق النووى مع إيران والذى وقعه الرئيس السابق باراك أوباما 2015 ومعه الدول الخمس الكبرى. وهو لم يكن اتفاقًا ثنائيًا لكنه اتفاق شاركت فيه أوروبا وروسيا والصين، الأمر الذى دفع شركاء الاتفاق للاعتراض.
 
صناعة وتجارة الخوف هى الأكثر رواجًا، والأكثر توقعًا فى ظل ارتفاع التوتر.. التصعيد الأمريكى مع إيران يتوازى من تصعيد إسرائيلى ضد سوريا، والهدف إيران. ويتوقع أن تصعد طهران من تحركاتها وتهديداتها، وتواصل تدعيم برامج الصواريخ.
 
وحتى لو لم تصل الأمور إلى حافة الحرب فإن «حافة الخوف» تكفى للمزيد من التسلح، والمزيد من جولات وصفقات السياسة والاقتصاد التى تفرض نفسها خلف أى توترات.
 
خلال الشهور الأخيرة، كانت منطقة الشرق الأوسط هى الأعلى فى استهلاك السلاح الأمريكى والأوروبى والروسى. وقبلها كان داعش وتنظيمات الإرهاب هى الأخرى من بين محفزات تسويق السلاح ورفع درجات التوتر والصراعات الواضحة.
 
قرار انسحاب ترامب من الاتفاق النووى مع إيران يدفع المزيد من التوتر فى شرايين المنطقة المتوترة أصلًا، والتى لم تنته من مرحلة داعش، وصراعات التفكك والترتيبات الجغرافية التى وضعت المنطقة على فوهة مدفع.
 
فى إيران عاد شعار «الموت لأمريكا»، وبدأت عمليات حشد وتصعيد داخل إيران.والدفع نحو المزيد من التسلح والاستعداد للحرب، إسرائيل شنت عدوانًا على الأراضى السورية والهدف إيران. ويتوقع أن تتواصل عمليات التصعيد بالشكل الذى ينذر باستمرار توترات، وربما المزيد من التصعيد على جبهات الحرب بالوكالة بما قد يحدث تغييرات فى اليمن وسوريا.
 
قرار ترامب يربك حسابات حلفاء أمريكا، الاتحاد الأوروبى، قال إنه سيلتزم بالاتفاق النووى الإيرانى ويضمن ألا تتعرض طهران للعقوبات الأوروبية. نيويورك تايمز قالت «إن الانسحاب قضى على إنجاز باراك أوباما، ويعزل الولايات المتحدة عن حلفائها الغربيين.ثم أن الصين وروسيا، الموقعتين أيضًا على الاتفاق، من المحتمل أن ينضما إلى إيران فى اتهام الولايات المتحدة بانتهاك الاتفاق النووى».
 
قرار الانسحاب من الاتفاق يقوى موقف المتشددين فى إيران، ويدفع بسباق التسلح فى الشرق الأوسط إلى ذروته. الأمر أثار انتقادًا علنيًا نادرًا من أوباما الذى قال «إن القرار سوف يجعل العالم أقل أمنًا، وقد يدفع إلى حرب أخرى فى الشرق الأوسط».
 
حلفاء أمريكا الأوروبيون أيضًا لديهم مصالحهم التجارية والصناعية والنفطية مع إيران، فضلًا عن التعاون العسكرى وتجارة السلاح الموازية دائمًا للتوترات. خاصة أن الحروب والصراعات فى المنطقة نتاج تفاعلات، تحول من اتجاهات بوصلة الصراع إلى مناطق أكثر اشتعالًا تجعل من الصعب على منطقة الشرق الأوسط أن تدخل فى حالة من الهدوء.
 
وتبقى صناعة وتجارة الخوف هى أكثر بضائع العالم رواجًا، بينما الشرق الأوسط هو الأكثر استهلاكًا لهذه البضاعة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة