على مسافة كيلو متر واحد من مبنى محافظة السويس الحالى يقع ميناء "الخور" ميناء السويس القديم وهو أقدم ميناء مصرى بالبحر الأحمر، والذى كان قبل 250 عاما هو الميناء الوحيد، الذى يربط الشرق مع الغرب والممر الأهم للبضائع الرابط بين قارات إفريقيا وآسيا، الذى كان يتم الاعتماد عليه لنقل البضائع أيضا من أوروبا إلى أسيا مرورا بدول أفريقيا.
ميناء الخور 1885
الميناء التاريخى الذى تحول إلى أنقاض لم يتبق منه شىء سوى الشاطئ والميناء ومنازل أثرية طالتها يد الإهمال، كما شهد انطلاق حروب محمد على باشا فى الجزيرة العربية، وكان الممر ومحطة الحجاج والمعتمرين القادمين من دول أفريقيا للذهاب إلى الجزيرة العربية لأداء مناسك الحج، بجانب أن المحمل الذى كان يجهز كل عام فى مصر من أجل كسوة الكعبة كان يمر من ميناء الخور، بجانب أنه ظل لعشرات الأعوام أهم ميناء للصيد وتحرك المراكب فى البحر الأحمر.
الخور 1880
وحاليا بمجرد زيارتك لميناء الخور لن تشاهد سوى كورنيش قديم ومنازل أثريه دمرها الإهمال أمامه مثل قصر محمد على باشا والمساجيرى وغيرة، بالرغم أن المنازل الأثرية هذه تم إقامتها قبل إنشاء مدن القناة الأخرى، ومن بينها منازل سرقت جدرانها وتحطمت وتحولت مقالب للقمامة.
الخور من 100 عام
كما تظهر بوضوح على المنازل الأثرية المقامة أمام ميناء الخور أثار الحروب التى شهدتها محافظة السويس مثل حروب 1956 و1967 و1973، لتكون شاهد على مقاومة شعب السويس للاحتلال على مر العصور.
وقال أنور فتح الباب، الباحث فى تاريخ محافظة السويس وأستاذ التاريخ بوزارة التربية والتعليم، إن الخور فى اللغة لسان من البحر يكون فى البَرّ على شكل خليج صغير، وخور السويس جزء من خليج السويس كان يحصل على المياه مما يشبه بواغيز عبر الخليج لانحصاره بين يابس السويس والضفة الشرقية للقناة، وكان الخور هو ميناء السويس" القُلزم" التجارى والصيد حتى حفر قناة السويس وإنشاء "بور إبراهيم" بور توفيق فى عام 1865، وكان للميناء وضعه حيث محطة الحجاج والبضائع القديمة، وجمرك السويس القديم، ودار الترسانة القديمة.
مراكب الصيد 1909
وأشار أنور فتح الباب، إلى أن منطقة حى السويس ومنطقة الخور كانتا هى مركز المدينة حيث كانت السويس حى واحد وكان نواة المدينة حيث كان أيضا بداية منشأها. حيث كان ميناء الصيد والتجارة خاصة للطريق إلى الهند وجنوب شرق آسيا ومن ثم ارتبطت به بعض المعالم الهامة كالميناء، ومنه خرج محمد على فى حروبه ضد الوهابيين، وكان نقطة نقل للحجاج إلى الطور ومنها للأراضى الحجازية.
السفن بالميناء 1910
وأوضح أنور، كان امتداد الميناء والمياه يغطى المنطقة الواصلة حتى "المبيع القديم " حيث بنى محمد على طابية السويس التى اندثرت للأسف مع الاهمال المزرى فى منصف الثمانينيات وتم التضحية بأثر عظيم من عصر محمد على وليس من الغريب أن تجد فى المنطقة قصر محمد على ومبنى "المساجيرى مارتيم " الذى أنشأته الشركة الفرنسية عبر البحار كعنصر لنقل البريد والتجارة لآسيا والهند والصين.
أقدم ميناء بالبحر الأحمر
وأكد الباحث فى تاريخ السويس، أن أحد محافظى السويس ارتكب جريمة بشعه فى منتصف الثمانينيات بمحاولة إغلاق المنافذ المؤدية لهذه المنطقة لأغراض يعلمها الله قد يكون من بينها تحويلها لمنطقة سكنية مهدرا جزءا غاليا من تاريخ السويس لتمتد له يد القبح وتنشر عليه الكتل الاسمنتية مغلقا أحد "رئات" للسويس.
منزل المساجيرى
وقال محمود عبدالرحيم 70 عاما من سكان منطقة الغريب بالسويس: كنت أرى فى طفولتى الميناء والمنازل الأثرية التى أمامه، ولكن للأسف الشديد انهار كل شىء وتحطمت أقدم منازل فى مدن القناة وتحولت المنازل الأثرية إلى أماكن للقمامة وتجمع الحيوانات الضالة.
قصر محمد على
محافظة السويس شهدت خلال الأربع أعوام الماضية العديد من محاولا تطوير ميناء الخور والكورنيش الخاص به والمنازل الآثرية بالمحافظة، ومنعت الحملات الشعبية محاولات بعض الأشخاص الاستيلاء على أراضى ومنازل أثرية بالمحافظة مواجهه للميناء الأثرى.
الخور الآن
وقال اللواء أحمد حامد محافظ السويس، اننى اتفقد باستمرار عمليات التطوير بمنطقة الخور وكورنيش السويس، مؤكدا شكره لشباب حى السويس وجميع العمال الذين شاركوا فى إعادة الشكل الجمالى مرة أخرى للكورنيش القديم ومتنفسا جميلا لشعب السويس العظيم.
الميناء غير مستغل
وأشار محافظ السويس، إلى أن المنطقة بالكامل أمام ميناء الخور القديم يتم تطويرها، وأنه تم منع محاولة أشخاص الاعتداء على منزل المساجيرى، كما تقوم وزارة الآثار حاليا بترميم قصر محمد على.