وافق مجلس النواب، فى جلسته العامة المنعقدة الآن برئاسة الدكتور على عبد العال، بشكل مبدئى على مشروع القانون المقدم من الحكومة بإنشاء الهيئة العليا لتنمية مناطق جنوب صعيد مصر.
وشهدت الجلسة تعديل مُسمّى مشروع القانون من "الهيئة العُليا لتنمية جنوب صعيد مصر"، إلى "الهيئة العُليا لتنمية مناطق جنوب الصعيد"، وجاء ذلك بعد حالة الجدل التى شهدتها الجلسة حول مسمّى مشروع القانون، فبعدما تم تعديله لـ"هيئة تنمية صعيد مصر والمناطق الحدودية"، طالب المستشار عمر مروان، وزير شؤون مجلس النواب، بإعادة المسمى للصيغة التى ورد بها فى مشروع الحكومة.
وقال وزير شؤون مجلس النواب، إن مشروع القانون يتعلق بمنطقة جنوب الصعيد الاقتصادية (إقليم اقتصادى) وذلك فى ضوء قرار الرئيس السابق بشأن تقسيم الجمهورية إلى 8 أقاليم اقتصادية، منها إقليم جنوب الصعيد وآخر لشمال الصعيد، متابعا: "الحكومة ستتقدم لاحقا بمشروع قانون لشمال الصعيد، وكذلك أسيوط، باعتبارهما إقليمين اقتصاديين".
من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب، الدكتور على عبد العال، أن مشروع القانون ذو أهمية ولن يعطله، وفى سياق متصل أكدت اللجنة النوعية فى تقريرها أن مشروع القانون يأتى انطلاقا من رغبة الدولة فى تنفيذ التزامها الدستورى الوارد بالفقرة الأولى من المادة 236 من الدستور، التى تنص على أن "تكفل الدولة وضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية والعمرانية الشاملة للمناطق الحدودية والمحرومة، ومنها الصعيد وسيناء ومطروح ومناطق النوبة، وذلك بمشاركة أهلها فى مشروعات التنمية وفى أولوية الاستفادة منها، مع مراعاة الأنماط الثقافية والبيئية للمجتمع المحلى خلال عشر سنوات من تاريخ العمل بهذا الدستور، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون".
ويهدف مشروع القانون إلى إنشاء الهيئة العليا لتنمية جنوب صعيد مصر، من خلال وضع هذه الهيئة خطة للإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية الشاملة لمناطق إقليم جنوب الصعيد فى إطار الخطة العامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للدولة، كما يهدف مشروع القانون لتنفيذ عدد من المشروعات القومية التى تحقق عائدا تنمويا ونسبة مرتفعة من التشغيل وجعلها من المشروعات ذات الأولوية فى التنفيذ، فى ظل سعى الحكومة لتنفيذ البرنامج الشامل للتنمية الاقتصادية للمناطق الأكثر احتياجا، وذلك من خلال إعادة توزيع الاستثمارات على مستوى الجمهورية وتحقيق التكافؤ فى توزيع الموارد الاقتصادية لرفع مستوى معيشة المواطنين فى تلك المحافظات، وعلاوة على ذلك فإن هذا المشروع يُعدّ تأكيدا على جدية الدولة فى انتهاج إطار جديد للتنمية فى كل محافظاتها.
وأشارت اللجنة، إلى أن مشروع القانون ورد من الحكومة بهدف إنشاء هيئة عليا لتنمية جنوب صعيد مصر (إقليم جنوب الصعيد)، إلا أن اللجنة رأت ضرورة مد النطاق الجغرافى لعمل هذه الهيئة ليشمل محافظات الصعيد والمناطق الحدودية والمحرومة، اتساقا مع الفقرة الأولى من المادة 236 من الدستور، كما رأت اللجنة ضرورة أن يكون المقر الرئيسى للهيئة فى القاهرة بدلا من أسوان، حتى يكون التخطيط مركزيا، وأجازت إنشاء فروع لها بالمحافظات والمناطق التابعة للهيئة لتسهيل عملها.