بعد غياب لمدة 6 سنوات عن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى، عادت السينما المصرية بمفاجأة وهو عرض فيلم "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقى فى المسابقة الرسمية، ليضاف اسم المخرج والعمل إلى قائمة الأفلام التى رفعت اسم مصر فى المسابقة الرسمية، وآخرها فيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسرى نصر الله، ومن قبله المخرج صلاح أبو سيف ويوسف شاهين.
من جانبه قال الفنان أسامة عبد الله والذى يشارك فى بطولة الفيلم، حيث يجسد دور "عربجى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إنه غاب عن حضور الفيلم فى مهرجان كان السينمائى بسبب انشغاله فى تصوير أعمال رمضان، حيث يظهر مع الزعيم عادل إمام فى مسلسل عوالم خفية، ومع النجمة روبى فى مسلسل أهو دا اللى صار.
وعن دوره فى فيلم يوم الدين قال عبد الله إنه يجسد دور عربجى وهو الشخص الذى يجوب براضى جمال والذى يجسد دور "بشاى" فى رحلة للوصول إلى أسرته، ويقوم بالنصب عليه أحيانا وفى أحيان أخرى يتعاطف معه ويساعده.
وأضاف أسامة عبد الله أن دوره به نوع من أنواع الصراع بين الخير والشر والتناقض البشرى داخل الإنسان، مشيرا إلى أنه انتهى من تصوير الفيلم منذ أكثر من عام ونصف العام مع المخرج أبو بكر شوقى، حيث قام بالتصوير فى عدد من الأماكن الريفية وبعض القرى المطلة على النيل.
وأضاف أسامة عبد الله أن فريق العمل متميز وأن الفيلم بالكامل حالة فريدة ومشرفة، وأنه سعيد بردود الفعل بعد عرض الفيلم فى كان، مؤكدا أن الفيلم رسالة فنية ومتميزة وتم تنفيذه بإخلاص، وحرص أبو بكر شوقى المخرج أن يمزج الفيلم بمشاعر حقيقة وصادقة، وهو ما جعل الفيلم حالة فنية بها توازن بين الفن والرسالة الهادفة التى يقدمها شوقى فى الفيلم، بعيدا عن المباشرة وهو عمل يندرج تحت مبدأ السهل الممتنع.
وأشار عبد الله إلى أن الفيلم يعتبر لوحة من لوحات الفن التشكيلى وبلغة عالمية تفهمها جميع الجنسيات، وهو ما دفع الجمهور فى كان لتذوق رسالة الفيلم واستيعابه والتفاعل معه، وتمنى أسامة عبد الله أن ينال الفيلم جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان، ويرفع اسم مصر خاصة بعد حضور النجوم العالمين العرض.
وفى السياق ذاته حصد الفيلم إشادات بالغة فور عرضه فى كان جعلت العديد من المواقع الأجنبية تنقل ردود فعل القائمين على المهرجان والحضور، والتى أكدت أن أقل ما يقال عن الفيلم أنه "الساحر"، وأن مهرجان كان السينمائى يفتقر إلى هذا النوع من الأفلام، خاصة أنها اتخذت طريقا مختلفا وغير تقليدى، وأنه رغم حداثة عمر المخرج فى العمل وأن الفيلم أولى تجاربه ولكنه استطاع أن يصل الى المنافسة فى المسابقة الرسمية وهذا لم يحدث أبدا فى المهرجان إلا عام 2015 مع فيلم "ابن شاول" للمخرج المجرى لازلو نيمش.
وذكر موقع The wrap أن الفيلم تخطى التوقعات خاصة أنه كان من المقرر أن يشارك فى مسابقة نظرة ما التى ترعى المواهب الشابة وصانعى الأفلام للمرة الأولى، ولكنه تفوق على نفسه بالوصول الى هذه المرحلة واستطاع أن يأخذ فيلمه الدرامى إلى القمة.
وأشارت التقارير إلى أن الفيلم استطاع أن يكسر قواعد "كان" التقليدية، بسبب جرأة المخرج، الذى حشد الجماهير لمشاهدته، ليتم استقباله بحفاوة بالغة وتصفيق حار فى نهاية العرض الأول فى مسرح لوميير، ولذا يعتبر هذا الفيلم من الأفلام القليلة جدًا فى مهرجان الذى يستحق مصطلح "الحلو".
وأشادت التقارير بالفيلم مؤكدة أن "شوقى" لديه موهبة فى سرد القصص بشكل مباشر والممثل "راضى جمال"، الذى يلعب دور بشاى، أعطى أداء متعدد الأوصاف بين المؤثر والساحر والمرعب مع الحزن العميق، وأيضا أحمد عبد الحافظ الذى قام بدور أوباما.
وتدور أحداث الفيلم حول رجل قبطى يعمل فى جمع القمامة مصاب بمرض الجذام، نشأ فى منطقة عزل للجذام "مستعمرة"، يقرر مغادرتها للبحث عمن بقى من عائلته على قيد الحياة فى جميع أنحاء مصر برفقة حماره وصديقه.
من جانبه قال أبو بكر شوقى فى تصريحات صحفية خلال الندوة التى أقيمت للفيلم فى مهرجان كان السينمائى الدولى، إن تمويل الفيلم كان أمرًا صعبًا، لأنه الفيلم الأول له وللمنتجة دينا إمام وبلغة أجنبية، ويتم تنفيذه بدون ممثلين محترفين أو نجوم.
وأضاف أبو بكر شوقى أن قصة الفيلم فى حد ذاتها كانت غير جاذبة للممولين، لكن فريق العمل كان محظوظًا بسبب الحصول على التمويل من الأصدقاء والعائلة، ثم التمويل عبر الإنترنت لاحقا، وكذلك بعض المستثمرين فى الفن الذين ساعدوا فريق العمل فى المراحل التالية للفيلم، وكذلك جامعة نيويورك التى يشعر بالامتنان لها على مساعدتها.
فيما قالت المنتجة دينا إمام إن أول جزء من التمويل كان من المنحة التى حصل عليها مشروع الفيلم من جامعة نيويورك، وهو ما ساعد فريق العمل فى التغلب على بعض العثرات فى البداية، ثم أطلق صناع الفيلم حملة على الإنترنت لدعم تمويل المشروع، وحصلوا كذلك على تمويل من الأصدقاء وأفراد العائلة وأشخاص لا يعرفونهم.
فيلم يوم الدين من بطولة راضى جمال وأحمد عبد الحفيظ وأسامة عبد الله، وتعاون فيه شوقى مع مدير التصوير الأرجنتينى فدريكو سيسكا، المونتيرة إيرين غرينويل، والموسيقى عمر فاضل الذى ألف الموسيقى التصويرية للفيلم.