أكرم القصاص

مستقبل الصحافة الورقية والرقمية فى عالم يتغير بسرعة «النت»

الأحد، 13 مايو 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان مؤتمر القاهرة للإعلام، الذى عقد على مدى يومين بدعوة البرنامج المصرى لتطوير الإعلام، فرصة لمناقشة مستقبل الصحافة والإعلام فى زمن «التاتش»، والتحديات التى تفرضها تحولات تقنية تتطور بسرعة، فى عصر الموبايل الذكى، ومواقع التواصل الاجتماعى التى تشكل منافسة من نوع جديد، لأنها تستخدم وتوظف المحتوى الصحفى والإعلامى، وتعيد بثه، ويتحكم «فيس بوك» فى حجم ما يمكن مشاركته من مواد إخبارية، ويطالب بمقابل لنشر محتوى يحصل عليه مجانًا، وتخلى مسؤوليتها عن الشائعات أو الأخبار الكاذبة.
 
خلال أكثر من قرن عبرت الصحافة تحديات تكنولوجية بدأت بالإذاعة التى مثلت تهديدًا، لكن الصحافة صمدت، ومثلت الصحافة رافدًا للإذاعة ومن بعدها التليفزيون، فى كل هذا كان العالم يسير بسرعة التكنولوجيا التقليدية، لكن خلال نصف قرن قفزت التكنولوجيا لتسقط الحواجر وتجعل العالم عند أطراف الأصابع، ولم تعد الصحافة هى المصدر الوحيد للأخبار، وأصبحت هناك منصات لصناعة الأخبار، والمواطن العادى صانعًا للأخبار، وعلى الصحافة أن تغيير استراتيجياتها وتواجه مشكلات فى التمويل والتحديث.
 
ناقش المشاركون فى مؤتمر القاهرة للإعلام التغييرات الحادة على الإعلام فى العصر الرقمى بمشاركة عدد كبير من الصحفيين، وخبراء الإعلام المصريين والعرب والأجانب، للبحث عن كيفية عبور فجوة الصدمة التكنولوجية وإنتاج الأخبار وجذب القراء بشكل يشجعهم على تمويل الصحافة والإعلام.
 
تحدث زملاء وخبراء عن التحديات والفرص التى تواجه الصحافة والإعلام عمومًا ليس عندنا فقط، لكنها مشتركة فى الصحافة العالمية التى حاولت مبكرًا تحديد نقاط للخروج من الواقع.
 
وخلال عشر سنوات من عمر «اليوم السابع» كانت لدينا تجربة فى تقديم صحافة إلكترونية استفادت من التكنولوجيا فى تشكيل غرفة أخبار حديثة مدمجة، نجحت فى تقديم محتوى إخبارى ومنتجات متنوعة، وانتبهت مبكرًا إلى ما يواجه الصحافة، سواء من مواقع التواصل، أو التطبيقات التكنولوجية الحديثة، وبقدر ما حقق «اليوم السابع» نجاحًا فقد انتبه مبكرًا إلى أهمية مواجهة التحديات التى ظهرت مبكرًا، والتعامل بجدية مع التحديات التكنولوجية ومواقع التواصل، والحقيقة أن منتدى المحررين المصريين، وبرنامج تطوير الصحافة، ورئيسه التنفيذى الزميل طارق عطية، كانوا من أكثر الجهات التى اهتمت بمناقشة مشكلات الصحافة ووضعها على طاولات البحث والمناقشة، وجمع أطرافها فى جلسات وموائد مستديرة شكلت نقاط حوار مهمة.
 
وخلال مؤتمر القاهرة للإعلام تركز حديث أغلب الإعلاميين والصحفيين على تشخيص أزمة الصحافة، وقال شريف عبدالنور، رئيس قسم الإعلام فى جامعة البلمند بلبنان، إن الأخبار أصبحت تصل للجمهور من منصات ومصادر غير الصحافة، مما صنع وضعًا جديدًا يفرض تحديات كبيرة، ويجب أن نجد وسائل جديدة لحكى وعرض قصصنا، وهو نفس ما عرضه إيسبن إيجل هانسن، رئيس تحرير والرئيس التنفيذى لجريدة «أفتنبوستن» النرويجية، الذى قال إن الصحف الإلكترونية تتراجع لصالح المحمول الذكى، ومن المهم التركيز على المحتوى الذى يبث على الهاتف المحمول، فهو الوسيط الذى نستخدمه يوميًا وفى جيوبنا، ويستخدمه الجيل الجديد.
 
وفيما أشار خالد البرماوى إلى أن سوق الإعلام شهدت تغييرات كبيرة منذ 2011، يرى عمرو العراقى، رئيس تحرير «إنفوتايمان»، أن الخبر لم يعد هو المميز لمهنة الصحافة فى عصر السوشيال ميديا، ويجب أن نركز على القصص الصحفية المعمقة، وهو نفس ما ذهب إليه علاء الغطريفى.
 
 ويشير إيهاب الزلاقى إلى أن جزءًا من المشكلة التى تعانى منها الميديا والصحافة، أن كل شخص لديه حساب على «فيس بوك» أصبح وسيلة إعلام بمفرده، وهذا أسهم فى التقليل من دور وسائل الإعلام لدى الجمهور.
 
أرنى جنسن، أمين عام رابطة المحررين النرويجيين، تحدث أيضًا عن أهمية توظيف المهارات الصحفية، بما يجعل المحتوى الصحفى مثيرًا وجاذبًا للجمهور على الوسائط المختلفة، وبتوظيف إمكانات تمنحها التكنولوجيا لم تكن متاحة فى الماضى.
 
وتشكل هذه المناقشات نقاطًا مشتركة لبحث مستقبل الصحافة فى عالم يتغير بسرعة، ويفرض على القائمين التعامل بجدية مع تهديدات حقيقية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة