سلطت استقالة خالد داوود من رئاسة حزب الدستور المنقسم إلى جبهتين برئيسين مختلفين الضوء على المشهد الحزبى المتصدع بعد ثورة 30 يونيو، فحالة الأحزاب فى مجملها لم يعد لها أى وجود على أرض الواقع أو أى تأثير وأثر يذكر.
ومن أكبر الأحزاب وأقدمها وأعراقها إلى الكيانات الصغيرة والوهمية تعيش حالة انفصال عن الواقع الراهن وتحديات الجمة من إرهاب وسوء أوضاع اقتصادية، منشغلة بصراعات داخلية على تصدر الزعامة.
بهاء أبو شقة
ولعل آخر تلك المشاهد استقالة خالد داوود التى جاء فيها وفق لبيان رئيس الحزب المستقيل أنها جاءت فى إطار الجهود القائمة لإنهاء الخلافات الداخلية، والسعى لعقد انتخابات جديدة يشارك فيها الجميع للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات".
وأضاف خالد داوود أنه سيسلم مسئولياته للسفير سيد قاسم، أحد الوكلاء المؤسسين للحزب ورئيسه الشرفى، والذى سيترأس لجنة لتسيير أعمال الحزب والإشراف على إجراء انتخابات جديدة فى أقرب وقت ممكن".
وعبر رئيس الحزب المستقيل عن شكره الجزيل للسفير سيد قاسم على قبوله تولى هذه المهمة، وكذلك لأعضاء الحزب والأمانة العامة الذين عمل معهم على مدى نحو عام ونصف العام فى ظل ظروف شديدة الصعوبة.
وبهذا يسدل الستار عن الحزب ربما بشكل نهائى خلال الآونة الأخيرة فلا هو له تواجد على أرض الواقع ولا له تمثيل برلمان.
السيد البدوى
الوفد
كما شهد بيت الأمة حالة انحدار وسقوط مدوية نتيجة ممارسة الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب السابق الذى اخذ بيت الأمة إلى صراعات شخصية عنيفة مزعت الحزب إلى جبهات مختلفة ومتناحرة انتهت إلى استقالة عدد من القيادات المهمة داخل الحزب، فضلا عن حالة الاستقالات الجماعية التى شهدتها عدد من الأمانات طوال فترة رئاسته قبل أن يتسلم الحزب المستشار بهاء أبو شقة رئيس لجنة الشئون التشريعية بمجلس النواب.
عصام خليل
المصريين الأحرار
فيما شمل المشهد الحزبى الراهن صراعات أخرى داخل أكبر الأحزاب من حيث التمثيل العددى تحت قبة مجلس النواب بعد نشوب صراع بين مؤسسه المهندس نجيب ساويرس من ناحية، والدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، والذى انتهى هو الآخر بانقسام الحزب إلى جبهتين ووصلت حدة الخلافات إلى تبادل الاتهامات لدرجة أوصلته إلى ساحات القضاء لحسم الخلاف الدائر.
خالد داوود
الكيانات الصغير
وعلى جانب الأحزاب الصغيرة لم يخلو المشهد أيضا من صراعات وانقسامات واستقالات جماعية ضربت عدد كبير من تلك الكيانات الصغيرة كحزب المؤتمر لمؤسسه عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والذى شهد عقب استقالته أمين الحزب أمين رضى من منصبه استقالات جماعية فى عدد من الأمانات وذلك بعد فترة قليل من استقالة عدد من القيادات من مناصبهم كنائب رئيس الحزب الدكتور صلاح حسب الله، والمهندس معتز محمود، كما شهد حزب المصرى الديمقراطى أيضا استقالات جماعية بعد وصول فريد زهران إلى منصب رئيس الحزب خلفًا للدكتور محمد أبو الغار المستقيل من منصبه، فيما انهارت أحزاب وكيانات صغيرة أخرى بعد اختفاء مؤسسيها كانهيار حزب الحركة والوطنية.