أحمد إبراهيم الشريف

هل نبحث عن سعدالله ونوس جديد؟

الثلاثاء، 15 مايو 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«حين ارتقيت العرش.. ران الصمت.. وانحنت الهامات، تلك لحظة جليلة، كمن يشرف على الدنيا من فوق سحابة».. هذا جزء من مسرحية الملك هو الملك للكاتب السورى سعد الله ونوس الذى أحبه، وأحب مسرحه، والذى تمر اليوم ذكرى رحيله، حيث رحل فى 15 مايو 1997 بعد صراع مع المرض، وكلما شاهدت نصا له أو حلت ذكرى ميلاده أو رحيله قلت: هل نحن فى حاجة إلى سعد الله ونوس جديد؟ 
كان مولد سعد الله ونوس فى 1 ديسمبر 1940، فى قرية حصين البحر القريبة من طرطوس، قرأ سعد الله ونوس فى طفولته لجبران خليل جبران وطه حسين وعباس العقاد وميخائيل نعيمة ونجيب محفوظ ويوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس، وغيرهم.
فى عام 1959 حصل سعد الله ونوس على الثانوية العامة، وسافر إلى القاهرة فى منحة دراسية للحصول على ليسانس الصحافة من كلية الآداب جامعة القاهرة، وأثناء دراسته وقع الانفصال فى الوحدة بين مصر وسوريا، مما أثر كثيرا عليه، وكانت هذه الواقعة بمثابة هزة شخصية كبيرة أدت إلى أن كتب أولى مسرحياته «الحياة أبداً» عام 1961، التى نشرت بعد رحيله.
 فى عام 1964 نشر سعد الله ونوس ثلاث مسرحيات قصيرة فى الآداب البيروتية والموقف العربى بدمشق، وهى مسرحية «فصد الدم» و«جثة على الرصيف» و«مأساة بائع الدبس الفقير»، إضافة إلى العديد من المقالات والمراجعات النقدية.
فى عام 1966 سافر سعد الله ونوس إلى باريس ليطلع على الحياة الثقافية هناك ويدرس المسرح الأوروبى، ولم يكتفِ بالمشاهدة والدراسة فقد نشر فى «الآداب والمعرفة وجريدة البعث» عددا من الرسائل النقدية عن الحياة الثقافية فى أوروبا. 
كانت نكسة 1967 بمثابة الطعنة المسددة لشخص سعد الله ونوس، فقد أصابته بحزن شديد، خاصة أنه تلقى النبأ وهو بعيد عن وطنه وبين شوارع باريس، فكتب مسرحيته الشهيرة «حفلة سمر من أجل خمسة حزيران»، ثم مسرحية «عندما يلعب الرجال».
 بعد عودته من فرنسا عهدت إليه وزارة الثقافة السورية بتنظيم مهرجان دمشق المسرحى الأول فى شهر مايو، وبالفعل أقيم المهرجان، وتم تقديم أول عرض مسرحى لونوس من إخراج علاء الدين كوكش، وكانت مسرحية «الفيل يا ملك الزمان» التى كان قد انتهى من كتابتها عام 1969 قبل بدء المهرجان بفترة وجيزة، كما أخرج رفيق الصبان «مأساة بائع الدبس الفقير»، وتم تقديم العملين فى عرض واحد خلال المهرجان وفى عام 1970 نشر مسرحيته «مغامرة رأس المملوك جابر».
أصيب سعد الله ونوس بالسرطان اللعين لكنه لم يستسلم له، وعاد إلى الكتابة بعد فترة توقف طويلة شملت معظم الثمانينيات فقدم أعظم أعماله ومنها «منمنمات تاريخية» و«الليالى المخمورة» و«طقوس الإشارات والتحولات».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة