"ملكة جمال بوسطن والآنسة هارجريفز".. رواية للكاتبة راتشيل مالك، تدور حول شخصيتين، هما "إلسى بوسطن"، و"رينيه هارجريفز"، داخل الريف الإنجليزى، خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات.
كانت إلسى رينيه امرأة حاولت بناء حياة جديدة، بعدما تم خترق قواعد الجندر بشكل كبير فى ذلك الوقت، فتركت منزلها، ورحلت، تركت زوجها، وأطفالها الثلاثة، رفضت أن تكمل حياتها وهى زوجة، أو أما.
استوحت الكاتبة راتشيل مالك، روايتها، من حكايات والدتها، التى حدثتها عن جدتها، جدتها التى لم تكن تعرف عنها أى شيء، فعندما كانت صغيرة، أخبرتها والدتها، أن جدتها توفت، دون أن تذكر لها أية تفاصيل حول ملابسات الوفاة، إذا ما كانت طبيعة، أو غير ذلك، مثلما حدثتها عن جدها الذى توفى بعد صراعه مع مرض السل.
فى إحدى الأيام، بينما كانت راتشيل مالك، تجلس مع والدتها، فى إحدى المقاهى فى لندن، أخبرتها والدتها عن الحقيقة، حقيقة ترك جدتها للمنزل، واختفائها، يومها، قالت لها والدتها، أن جدتها لم تمت كما قالت لها وهى صغيرة، بل اختفت. وبتعبير أدق، تخلت عن أطفالها الثلاثة الصغار وزوجها، وغادرت "مانشستر" واختفت فى ضباب الحرب العالمية الثانية. لم ترها والدتها أبدا مرة أخرى.
قالت لها أمها إن جدتها ذهبت إلى "بيركشاير"، وعملت فى مزارعة تملكها امرأة، وأصبحت صديقة لها، وأنها قدمت للمحاكمة بتهمة قتل رجل.
ما سمعته راتشيل مالك من والدتها عن جدتها، ظل يداعب مخيلتها، ودفعها للبحث فى كتب التاريخ عما يتعلق بهذه الفترة الزمنية التى عاشت فيها جدتها، أملاً فى سد الفجوات التى لم تجب عنها حكاية والدتها.
منذ البداية، لم تكن راتشيل مالك تعرف شيئاً عن تاريخ عائلتها، ولم تعرف شيئًا عن المزرعة التى ذهبت إليها جدتها، وكيف أصبحت صديقة لمالكة المزرعة، وكيف وصلا جدتها ومالكة المزرعة إلى "كورنوال" بعد ذلك بسنوات عديدة؟ كيف انتهت حياة جدتها بالمحكمة؟.
من هنا، أتت رواية "ملكة جمال بوسطن والآنسة هارجريفز"، التى رغم كل ما ذكرته راتشيل مالك، من كواليس تتعلق بكتابة الرواية فى حوارات صحفية، بعد وصولها إلى القائمة القصيرة لجائزة والتر سكوت للخيال التأريخى، لعام 2018، تؤكد أنها رواية خيالية، وليست تاريخية، لكنها تبقى حكاية من حكايات الغرب التى تتعمق بنا داخل التاريخ، وتضئ لنا بؤرة مظلمة ربما لا يعرف بعضنا عنها شيئا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة