لا تفوت رابطة خريجى الكلية الإكليريكية فرصة لافتعال الأزمات فى الكنيسة إلا وتظهر فيها، سواء بالدعم أو بإطلاق البيانات أو التصريحات على لسان الأنبا أغاثون أسقف مغاغا والعدوة ورئيس الرابطة، واللافت فى الأمر أن كل تلك المواقف التى تشعلها رابطة الكلية الإكليريكية دائمًا ما تكون ضد موقف البابا تواضروس أو قرارات الكنيسة الرسمية، وكان آخر تلك الأزمات، ما جرى فى اجتماعات اللجان التحضيرية للمجمع المقدس للكنيسة الذى ينعقد الجمعة بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، حيث كشفت مصادر كنسية عن مطالبة البابا تواضروس لرابطة خريجى الكلية الإكليريكية بالتوقف عن إصدار البيانات فما كان من الأنبا أغاثون إلا أن أصدر بيانًا جديدًا أكد فيه خشية رابطة الكلية الإكليريكية مما وصفه بالتعاليم الخاطئة التى بدأت تنتشر فى الكنيسة مثل التفاسير الشخصية للكتاب المقدس والتشكيك فى قصص العهد القديم، مؤكدا أن تلك التعاليم قد تدفع البعض إلى ترك الكنيسة الأرثوذكسية أو الإلحاد.
وطالب الأنبا أغاثون فى بيانه الأخير الموقع باسم رابطة الكلية الإكليريكية جميع الآباء الأساقفة فى الكنيسة والمجمع المقدس بالعودة إلى تعاليم الكنيسة القبطية التى تسلموها من الآباء الأوائل والتصدى لتلك الانحرافات العقائدية.
الكلية الإكليريكية بالعباسية تتبرأ من الرابطة وتؤكد: مهددة بالحل
وفى رد فعل عكسى، هو الأول من نوعه، صدر عن الكلية الإكليريكية بالكاتدرائية جاء فيه :نظرا لما صدر مؤخرا من بيانات عن رئيس مجلس إدارة رابطة خريجى الكلية الإكليركية وما احتوته من أخطاء ومغالطات وإساءة وتشهير لأشخاص ومؤسسات فأنه وجب التنويه بأن هذه الرابطة ما هى إلا جمعية أهلية مقرها خارج الكلية الإكليركية وهدفها الرعاية الاجتماعية لأعضائها، وأن ما تصدره من بيانات بتوقيع رئيس مجلس إدارتها الأنبا أغاثون وبعض أعضاء مجلس إدارتها ومنهم رشدى واصف، إنما هى بيانات تمثل هذه الجمعية التى ليس من اختصاصها إصدار بيانات تتضمن أمورا لاهوتية وعقائدية، طبقا لقانون الجمعيات الأهلية، ومن ثم فما يصدر عنها من بيانات هو مخالف لقانون الجمعيات الأهلية ويعاقب عليه القانون ويهددها بالحل، لذا وجب التنويه بأن هذه البيانات لا تمثل أساتذة وطلاب الكلية الإكليركية".
كذلك فإن الأنبا أغاثون قد سبق وأصدر بيانًا يعلن فيه تضامنه مع البيان الذى وقعه 12 من أساقفة المهجر عقب اجتماعهم فى كندا يؤكد فيه، تضامنه مع تعاليم الكنيسة القبطية ومع الآباء الأساقف فى المهجر، الذين رفضوا تصريحات الأنبا أنجيلوس عن رمزية بعض قصص الإنجيل، رغم أن الأخير عمد إلى تفسير ذلك بوجود مدرسة رمزية فى قراءة قصص العهد القديم وهو ما لم يعجب الأنبا أغاثون واستمر فى مهاجمته.
الأنبا أغاثون.. تاريخ من الأزمات
فى العاميين الأخيرين، لم يفوت الأنبا أغاثون ورابطته أى مناسبة للهجوم على البابا إلا واستغلها من ذلك، ما حدث عقب زيارة بابا الفاتيكان لمصر على ذلك، فالأسقف أصدر بيانا اتهم فيه الكنيسة الكاثوليكية بالهرطقة، وألمح إلى أن توقيع البابا على بيان قبول معمودية الكاثوليك فيه تنازل عن الإيمان الأرثوذكسى.
رابطة الأكليريكية تطل فى أزمة تناول المرأة أثناء الحيض
كذلك فإن الأنبا أغاثون كان من أوائل من سارعوا لإصدار دراسة بحثية يفند فيها ما قاله الأنبا بفنوتيوس الذى أباح تناول المرأة من الأسرار المقدسة أثناء الحيض، واعتبر الأمر انحراف فى التعاليم أيضا، بالإضافة إلى موقفه من أزمة الأنبا مايكل أسقف فيرجينيا الذى اختلف مع البابا تواضروس حين قرر الأخير رسامة الأنبا بيتر اسقفا على كنائس ساوث ونورث كارولينا بالولايات المتحدة فاعتبرها الأنبا مايكل تابعة له وهدد باللجوء للقضاء الأمريكى، وهو ما دفع الأنبا أغاثون ورابطة خريجى الكلية الإكليريكية للتضامن معه وإصدار بيانات تؤكد على عدم أحقية البابا فى رسامة أسقف على هذه الكنائس.
يترأس البابا تواضروس اجتماعات المجمع المقدس اليوم وسط هذه الأجواء المشتعلة فى الكنيسة الأمر الذى يبشر بوقوع أزمات مثلما حدث الدورة الماضية التى عجزت فيها الكنيسة عن التوصل لبيان ختامى بسبب اختلاف الأساقفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة