وائل السمرى

لماذا لا نستثمر فى السياحة «التعليمية»؟

الأربعاء، 02 مايو 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالأمس تناولت ما تقدمه الجامعات المصرية عامة وجامعة القاهرة خاصة من جهد مشكور فى تطوير محتواها التعليمى الذى انعكس بالإيجاب على تقدمها فى التصنيف العالمى للجامعات المعروف باسم (QS) وفى الحقيقة فإنى أرى أن الفرصة الآن مواتية ليس فقط فى قيادة جامعة القاهرة للنهضة العلمية فى مصر، ولكن أيضا فى استثمار هذا التقدم الملحوظ ودعمه حتى تتحول مصر إلى قبلة للتعليم فى العالم العربى كما كانت.
 
أقول هذا وأنا أعلم تماما أن هناك العديد من الجامعات العربية تسبق جامعات مصر فى هذا التصنيف، لكن هذا كله لم يمنع جامعة القاهرة من احتلال المركز الأول السمعة العلمية، ولم يمنع مصر أيضا من أن تشعر بالفخر بما تحقق، فمصر هى الدولة العربية الوحيدة التى تعتمد على مواطنيها فى التدريس فى جامعاتها الوطنية، فأن تحتل مصر هذا الموقع المتقدم فإن هذا يدل على أن احتمالية الاستمرار فى التقدم واردة وبقوة، ولأن لابد للنجاح من صانع ولابد للإنجاز من صاحب رؤية فإنى هنا أدعو الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصيا للاهتمام بهذه المسألة التى سيكون لها عظيم الأثر ليس فقط على المستوى البعيد بتخريج أجيال من العلماء والباحثين الذين سيضيفون للحياة مذاقا آخر، ولكن أيضا على المستوى القريب، فبمجرد أن تتقدم جامعات مصر فى الترتيب العالمى مع حسن تسويق هذا التقدم ستنتعش فى مصر فكرة «السياحة التعليمية» مرة أخرى والتى ستدر علينا ملايين الدولارات التى لو استثمرناها أيضا فى زيادة الإنفاق على البحث العلمى لتضاعف هذا الرقم وتضاعفت عائداته.
 
لكى ننشئ قرية سياحية أو منتجعا سياحيا ننفق ملايين الجنيهات، ومع هذا تتأثر السياحة يوميا بأى تغير سياسى أو أمنى أو مناخى، ولابد بعد هذا الإنفاق المهول أن نبذل مزيدا من الجهد من أجل تسويق هذا المنتجع وفى كل فترة نقدم المزيد من التسهيلات والمزيد من «العروض» لماذا؟ لأن السياح الذين يأتون إلى مصر يدرون علينا العملات الأجنبية، فلماذا لا ننتهج نفس المنهج فى التعليم الجامعى الذى سينعكس تطويره على الجميع وينعم بخيره الجميع.
 
هنا أقترح على الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يدعو المجلس الأعلى للجامعات إلى اجتماع عاجل من أجل بذل كل ما فى وسعنا من أجل رفع ترتيب مصر فى التصنيفات العالمية للجامعات، وإنى على يقين من أهمية هذه الأمر وفائدته، سواء على المدى البعيد أو المدى القريب، وطنيا واقتصاديا وأمنيا، تدعيما لقوة مصر الناعمة، وقوة مصر الحاكمة أيضا.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة