أحمد إبراهيم الشريف

الأفاضل.. شهرزاد.. أجمل بنت حكت لى حكاية

الأحد، 20 مايو 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ثمانينيات القرن العشرين، فى الصعيد، كان الليل أكثر سكونا، وكانت السماء أكثر اتساعا، وكانت النجوم أكثر لمعانا، وكان الله يرسل إلينا الكثير من الحكايات، التى تتلقفها الأمهات والبنات الجميلات ثم يحكينها لنا.
كنت دائما أسألهن كيف يعرفن هذه الحكايات؟ فيقلن بأنهن ورثنها، حتى جاء يوم تقريبا كنت فى الصف الثالث الابتدائى، عائدا من المدرسة، ثم طلبت من صديقى «إسماعيل» أن يبحث عن شىء فى كتب المرحوم والده كى أقرأها، فكر «إسماعيل» ثم قال «طيب ولكن».
كانت المساومة التى عقدها معى، هى أن أكتب له «الواجب» ويعطينى كتابا أقرأه، وهو كما ذكرت من قبل أكبر منى بعام، وبالفعل انتهيت من كتابة الواجب له، فأحضر لى حوالى «5 ورقات» صفراء قديمة، كان عنوانها «حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان»، وهكذا تعرفت على الكتاب الأشهر فى تاريخ العربية «ألف ليلة وليلة».
«بلغنى أيها الملك السعيد».. الآن عرفت من أين يأتى الخيال، ومن التى تهمس بالحكايات فى أرواح البنات، إنها شهرزاد، الجميلة مثلما تأتى فى التليفزيون، سيدة الحكايات التى لا تنفد.
بالطبع تخيلتها جميلة نحيفة شعرها طويل، لكنها ليست شقراء مثل نجلاء فتحى، بل سمراء، تتحرك بهدوء، تتأمل كثيرا، ولديها شباك يطل على النهر، وتأتى إليها الحكايات فى هيئة أحلام فى النوم.
بالطبع، لم أعتقد أبدا أن شهرزاد مجرد فكرة فى كتاب، ولم يكن أحد يقدر على إقناعى بذلك، فأمى تحكى لى الحكايات وجدتى تفعل ذلك، فما الذى يمنع أن تكون شهرزاد حقيقية لكنها تعرف حكايات أكثر.
عندما ذهبت إلى الجامعة، كان أول ما بحثت عنه كتاب «ألف ليلة وليلة» فى مكتبة الجامعة، وجدت مجلدين، وعندما بدأت القراءة شعرت بشىء من الاختلاف، هناك أمر ما ناقص عن قراءتى القديمة، لم أكن أعرف وقتها أن ما قرأته فى طفولتى كان الطبعة الأصلية لليالى، التى لم تمتد إليها يد الرقيب، أما النسخ التى ألحقت بالمكتبات العامة فقد نهشها المسؤولون عن «أخلاقنا».
كانت شهرزاد فى المجلدات الموجودة فى الجامعة حزينة، تحكى على استحياء، تضع يدها أسفل ذقنها تسند بها رأسها من التعب، وتتثاءب أثناء الحكى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة