وتستمر العملية العسكرية الشاملة 2018 لمواجهة ثالوث الشر فى شبه جزيرة سيناء، الإرهاب وتهريب البشر والبضائع وزراعة وترويج المخدرات، والبيان الأخير للقوات المسلحة حول العملية الشاملة الذى حمل رقم 22 يكشف بوضوح كيف تتحالف قوى الشر الثلاث لتشكل خطرا ينبغى الخلاص منه، فالإرهاب المدعوم دوليا فى شمال سيناء والمرتبط بالحلم الخبيث للمشروع الصهيونى ودولة غزة- العريش كبديل للدولة الفلسطينية على أراضى الرابع من يونيو يجد ظهيرا صالحا له من تجار المخدرات وزارعيها الخارجين على القانون، كما يجد دعما كبيرا من عصابات تهريب البشر والبضائع التى تعمل على خطوط الحدود من الجنوب إلى الشمال الشرقى عبر المدقات والطرق الجبلية غير المطروقة.
ولذلك لم يكن غريبا أن يتضمن البيان 22 للقوات المسلحة حول العملية الشاملة أنباء تدمير القوات الجوية لسيارة محملة بالأسلحة والذخائر على الحدود الغربية والقضاء على 19 تكفيريا بوسط وشمال سيناء، واكتشاف وتدمير عدد من المخابئ والأنفاق المجهزة، وتفكيك وتفجير 3 عبوات ناسفة، مع أنباء اكتشاف وتدمير 6 مزارع لنبات البانجو والخشخاش ونصف طن مواد مخدرة بوسط سيناء، والقبض على 20 من المطلوبين جنائيا والمشتبه بهم، وإحباط محاولة اختراق للحدود الغربية لسيارات الدفاع الرباعى محملة بـ300 ألف قرص ترامادول و40 كيلو حشيش وضبط 16 سيارة دفع رباعى و19 فردا على الحدود الجنوبية وبها 250 ألف قرص للمواد المخدرة، وإحباط محاولة 25 فردا من جنسيات مختلفة التسلل عبر الحدود الجنوبية.
لا يجب أن نتصور للحظة أن قواتنا المسلحة والشرطة تواجه فقط فى سيناء مجموعات من المتطرفين القتلة الذين يصنفون أنفسهم إسلاميين ويبايعون أبو بكر البغدادى وإمارته المزعومة، فهؤلاء لا يتحركون بمفردهم أبدا، بل يتحركون بالريموت من قبل أهل الشر، الدول الداعمة والراعية للإرهاب والدول الموكول إليها الشق التنفيذى من المشروع الصهيوأمريكى لتفتيت وتدمير الدول العربية شرق وجنوب المتوسط.
ولا يجب أن نتصور أننا نواجه فقط تحالفا بين مهربى البشر والمخدرات والبضائع وبين المجموعات الإرهابية والمتسللين عبر الحدود، لا، فهؤلاء وأولئك أمرهم هين مهما كان عددهم بالمئات أو بالآلاف، ومهما تغلغلوا وسط أهالى سيناء وأقنعوا الفقراء والعاطلين بالانضمام إليهم يمكن أن يستمروا لسنوات دون دعم لوجستى وتسليح وتمويل وإغراءات مالية ضخمة لتنفيذ أهداف أكبر من إدخال شحنة مخدرات أو تهريب مجموعة من الأفارقة.
وكلما قطعت الإدارة المصرية خطوات على صعيد تنمية وتعمير سيناء الغالية وربطها عضويا بالوادى والدلتا، جن جنون الأعداء التقليديين، وأسهموا فى تمويل وتدريب ودعم الدواعش وأشباههم من الإرهابيين وتجار البشر والمخدرات للتسلل إلى شمال سيناء وإثارة القلاقل هناك، لتصوير تلك المنطقة أمام العالم على أنها منطقة صراع وخارجة عن سيطرة الإدارة المصرية، أو لتسويق المشروع الصهيونى بطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى دولة غزة- العريش والقضاء على القضية الفلسطينية للأبد.
وليس غريبا إذن أن تتزايد التقارير والأخبار الموجهة حول انتشار الإرهاب فى مصر كلما قطعنا شوطا فى تنفيذ المشروعات التنموية فى سيناء، وكأن أوروبا خالية من الإرهاب والإرهابيين مثلا أو كأن العالم كله لا يعانى من هذا الخطر المعروفة أسبابه ومن وراءه وأجهزة الاستخبارات التى تموله وتستخدمه، لكن قوات الجيش ومعها الشرطة ومن ورائهما القيادة السياسية الرشيدة عازمة بدعم ومساندة جميع المصريين على تطهير سيناء بالكامل من فلول الإرهاب وتجار البشر والمخدرات والقضاء على أحلام الأعداء وأطماعهم.