"اوعوا تاكلوا الرجالة اللى بتشتغل معاكم لو كانوا كويسين"، جملة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال مداخلته بالمؤتمر الوطنى الخامس للشباب، كانت بمثابة رسالة كاشفة وواضحة من الرئيس، بأن الدولة تقدر كل مسئول يعمل بجد واجتهاد وتفانٍ، ويبذل قصارى جهده للقيام بأعباء منصبه.
ما فعله الرئيس يدل على حنكة وعبقرية القائد، فهو يعلم تماما أن الأيدى الخائفة المرتعشة لا تستطيع أن تعمل أو تبدع أو تبتكر، فى وقت مصر تحتاج إلى كل عمل وإبداع وابتكار، فكانت رسالة الرئيس لطمأنة كل مسئول، بأن الدولة تقف بجانبه مادام يعمل بجهد وإخلاص وتفان وأن الظروف القدرية والقهرية، لا تقلل من جهد من عمل ولا من بذل ولا من أعطى، وهو ما يعطى دفعة معنوية كبيرة وقوة أكبر لأى مسئول حتى لا يعمل ويداه مرتعشة خوفا من أى هفوة أو خطأ قدرى، ولذلك كانت جملة الرئيس بمثابة رسالة طمأنينة لكل مسئول.
كلام الرئيس، وتقديره الحكيم للظروف القهرية التى لا يستطيع أى إنسان مجابهتها أو التصدى لها، والتى قد تضع مسئول ما فى خانة التقصير رغم قيامه بعمله على الوجه الأكمل، جعلنى أتذكر بالخير المهندس منصور بدوى، هذا الرجل الذى قاد منظومة الصرف الصحى فى القاهرة الكبرى بكفاءة واقتدار، وكان دائما على رأس فرق العمل فى كل كبيرة وصغيرة، حتى جاءت الظروف القدرية، وضربت الأمطار والسيول القاهرة الجديدة ، فكان المهندس منصور بدوى أول الملامين من قبل بعض الأقلام، وبعض الفضائيات التى انهالت على الرجل بالنقد، رغم عدم مسئوليته عما حدث، وهو الأمر الذى أحزن "بدوى" كثيرا، خاصة فى ظل التطور الكبير الذى شهدته منظومة الصرف الصحى على يده فى الآونة الأخيرة .
كشهادة حق، ومن طبيعة عملى الصحفى، فعلى مدار عامين، احتلت شركة الصرف الصحى بالقاهرة الكبرى تحت قيادة منصور بدوى المركز الأول فى سرعة الاستجابة لشكاوى المواطنين، وهى الشكاوى التى نقوم بنشرها فى "اليوم السابع" تحت مظلة باب "صحافة المواطن" الذى يحظى بمصداقية كبيرة لدى القارئ، وكان المهندس منصور بدوى بنفسه يتابع حل المشكلة، ويحرص على إرسال الرد، عن طريق مكتبه، بنتيجة التحرك لعلاج أى طفح مجار أو بالوعة فقدت غطائها أو أى أزمة تقع فى نطاق اختصاص شركة الصرف الصحى.
وكنا سعداء للغاية بسرعة الاستجابة من الشركة، والتى تعتبر من المؤسسات الحكومية الخدمية التى على درجة كبيرة من الأهمية فى حياة المواطنين، وكنت دائما أشيد بأدائهم وسرعة استجابتهم ، فيأتى الرد دائما " دا شغلنا يا أفندم "، وهو الأمر الذى كان يثلج صدرى دائما عندما أجد إحدى مؤسساتنا الحكومية الخدمية تعمل بهذه الكفاءة والتفوق وتؤدى الخدمة بتميز وبأعلى مستوى تقنى، وكنت دائما أضرب بأدائهم المثل فى كيفية وصول إحدى مؤسساتنا الخدمية إلى هذا المستوى من الإتقان والجودة ، ولذلك أرانى مدفوعا بقول كلمة إشادة لعمل رجل قاد مؤسسة بجد واجتهاد وتفان، ووصل بها إلى أعلى درجات الجودة والتميز ، ولأن ما أقوله شهادة حق، كان يجب ألا أكتمها ليعلم الجميع أن من يعمل بتفان فى سبيل الوطن سيجد كل امتنان وإشادة.