رغم أن الأشقاء فى فلسطين خاصة فى قطاع غزة تعرضوا لضغوط من أطراف إقليمية كانت ترغب فى تشويه الدور المصرى تجاه القضية الفلسطينية، فإنهم رفضوا الإذعان لهذه الضغوط، وأعلنوا للجميع أن دور القاهرة لا غنى عنه، وإذا كان لأحد فضل على الفلسطينيين فإنها مصر، التى قامت ولا تزال تقوم بأدوار مختلفة على كل الأصعدة للتخفيف عن أشقائنا فى فلسطين، لكن الفارق بين ما تقوم به مصر ودول أخرى، أن الآخرين لا يفعلون شيئاً إلا مجرد خطب رنانة هدفها فقط الشو الإعلامى، لكنهم على الأرض هم أكبر من يمد يده لسلطة الاحتلال لمساعدتها فى خططها الاستيطانية.
مساء الخميس الماضى وبعد أن أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى تعليماته باستمرار فتح معبر رفح طوال رمضان لتخفيف الأعباء على الفلسطينيين بغزة، تلقيت مجموعة من الرسائل من سياسيين فلسطينيين كلها تعيد التأكيد على محورية الدور المصرى، منها رسالة من سياسى قال نصاً إن «مصر بخير، ولا يليق بأحد أن يكون زعيم هذه المنطقة غير مصر، مهما كثر المال العربى لا يمكن أن يجعلهم أسيادا على منطقتنا».
هذه الرسالة وغيرها الكثير لخصت الموقف الفلسطينى المقدر للجهود التى تبذلها مصر على الأرض لمساعدة الفلسطينيين للحصول على حقوقهم المسلوبة، فمصر هى أكبر مساند لفلسطين، ودائما تقف خلفهم وتساندهم فى كل تحركاتهم، بل تتصدى دوماً لأى محاولة من شأنها الانتقاص من الحقوق الفلسطينية، ولعبت مصر ولا تزال دوراً فى سبيل تحقيق المصالحة الفلسطينية، كونها المدخل الأساسى لمواجهة سلطة الاحتلال، لأنه من غير المعقول أن نواجه الاحتلال بأكثر من رأى وتوجه، بل على الفلسطينيين أن يتفقوا على رأى وإستراتيجية واحدة، ويتحدثوا بلسان واحد ليس فقط أمام إسرائيل، ولكن أيضاً أمام المجتمع الدولى، وهذا لن يتحقق إلا بالمصالحة الفلسطينية، نعم هناك السلطة الفلسطينية، المتحدث الرسمى باسم فلسطين، لكن هذه السلطة ستزداد قوة حينما تكون فى ظهرها كل الفصائل، فتح وحماس والجهاد وغيرهم، وهو ما تدركه جيداً القاهرة وتسعى مع الأشقاء إلى تطبيقه على أرض الواقع.
كما لا يخفى على أحد الدور الذى قامت ولا تزال تقوم به مصر للحفاظ على الحقوق الفلسطينية، فالقيادة السياسية المصرية تؤكد دوماً أمام الجميع، أنه على المجتمع الدولى مسؤولية واضحة لحماية الشعب الفلسطينى، وتمكينه من استعادة حقوقه المسلوبة، والعمل على إنهاء واقع الاحتلال، والمحافظة بشكل خاص على وضع القدس الشرقية القانونى، بوصفها أرضاً خاضعة للاحتلال، ولا شرعية لأى إجراءات يقوم بها هذا الاحتلال لفرض سلطة الأمر الواقع عليها، وأن حق الشعب الفلسطينى فى أرضه، ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، هو حق ثابت وأصيل، لا يسقط بالتقادم، ولا يؤثر عليه قرار أحادى أو ممارسة باطلة تستهدف خلق أمر واقع جديد، فمثل هذه الممارسات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة كانت وستظل باطلة، لا شرعية لها فى القانون الدولى، غير قادرة على أن تنشئ حقوقاً لقوة الاحتلال، أو أن تسقط الحقوق التاريخية والثابتة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطينى، ونجحت مصر فى تضمين هذا الأمر فى قرار صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذى شاركت مصر فى أعداده وأقر بأكثرية 128 دولة فى شهر ديسمبر 2017.
كما أن مصر وهى تتحدث دوماً مع كل الأطراف المعنية، على أهمية العودة الفورية لمائدة المفاوضات، لإنهاء الاحتلال وتجاوز سبعة عقود من الصراع المدمر، الذى صادر حياة وحقوق أجيال متلاحقة من أبناء المنطقة فى الحرية والحياة الكريمة والآمنة، فى ظل سلام عادل وشامل يتأسس على إنهاء الاحتلال وإعادة الحق المسلوب لأصحابه، وقد طرح الرئيس السيسى مبادرة لإنهاء النزاع، والتوصل إلى حل نهائى، ولا تزال مصر تقوم بدور فى هذا الشأن من خلال التواصل مع الجميع، حتى نصل إلى الهدف النهائى، وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
هذا جزء من كثير تقوم به مصر لصالح القضية الفلسطينية، وما يميز الدور المصرى أنه يبتعد عن البروباجندا الإعلامية ويركز على الفعل وليس القول مثل آخرين أدمنوا القول، لكنهم فى الظهر يطعنون الفلسطينيين والأمثلة هنا كثيرة لا تحصى، ويكفى أن أعيد الإشارة إلى مواقف الأشقاء فى قطاع غزة ممن أعلنوها صراحة وقالوها بصوت عالٍ «شكراً مصر.. شكراً الرئيس السيسى».