أنا شخصيا أحب السينما الأمريكية..
ولكن يا أخى..
كل عام تفوز فى مهرجان كان أفلام عظيمة، وتجارب سينمائية هائلة، وتشارك عشرات الأفلام فى أقسام المهرجان المختلفة، لكننا ورغم الإعجاب بالمهرجان، ورغم الإشادة بتجارب سينمائية عالمية، ورغم الجوائز التى تذهب لأفلام عظيمة، نبقى هنا أسرى الفيلم الأمريكى والسينما الأمريكية دون غيرها، ولا تتيح لنا صالات العرض المصرية ولا شركات التوزيع ولا القنوات التليفزيونية المصرية فرصة مشاهدة هذه الأفلام العظيمة يومًا ما..
أنا شخصيًّا أحب السينما الأمريكية..
أحب السينما الأمريكية من قلبى، الصناعة، والفن، والأفلام، والنجوم والنجمات، والمخرجين ، والموسيقيين، والمنتجين العظماء، أنا أعترف لك يا أخى بأننى أحيا بالأساس وأتعلم وأفرح بالأفلام الأمريكية، وعندى قائمة خاصة لنجومى المفضلين، لكننى فى الوقت نفسه أندهش لماذا لم ننفتح حتى الآن على الأفلام العظيمة الأخرى، وعلى الإنجازات السينمائية الهائلة حول العالم؟.. الأفلام اليابانية تحافظ على تقدمها الفنى فى كل المهرجانات، والفيلم اليابانى «سارق الحوانيت» هو الذى اقتنص السعفة الذهبية فى كان هذا العام، والسينما اللبنانية تقدم أجمل ما عندها فى وجه وفن نادين لبكى، والسينما الإيرانية التى يحاربها الملالى فى الداخل تعبر عشرات الحواجز السياسية والفنية، وتتألق فى عواصم الدنيا، بينما لا تزال بعيدة عن المشاهد المصرى، والسينما البولندية يتألق فيها العنصر الإخراجى على نحو لافت للانتباه، وينجح المخرجون البولنديون فى التأثير على المشاهدين فى صالات العرض، شأنهم شأن نظرائهم من المخرجين من شرق أوروبا، الذين ينجحون فى رسم مشاعر إنسانية متفردة بكاميرا السينما، ويجيدون فنونًا للحكى غير تلك التى اعتادت عليها السينما فى أوروبا الغربية أو فى أمريكا.
نحن نحتاج لهذه السينما فى الحقيقة.. نحتاج لأن نعرف صورًا أخرى للقصص السينمائية، وجوانب أخرى للإبداع، لا لتنافس هذه التجارب السينما الأمريكية فى قلوبنا، ولكن لتفتح هذه السينما فى قلوبنا آفاقًا لمشاعر مختلفة، وتذوقًا من نوع آخر يكمل ما صنعته بنا هوليوود، وما تمتعنا به صناعة السينما الأمريكية .
نحتاج هذه التجارب هنا لكل عشاق السينما من أجل متعة جديدة لأعظم الفنون على الأرض.