يمكن أن تجلس مع عمرو خالد، وحواريه، وتناقشهم فى مسألة انضمامه لجماعة الإخوان الإرهابية، أو تجارته بالدين واستثمار الدعوة فى تحقيق ثروة طائلة، أو سقطته فى جزم أن عملية ارتقاء الروح فى رمضان لا يمكن أن تتم إلا بعد تناول وجبة «فراخ» تنتجها شركة بعينها، أو أن العطر محبب فى الإسلام وآية من آيات الجمال، خاصة التى تنتجها شركة بعينها أيضا، وغير ذلك من مثل هذه الأمور!!
لكن لا يمكن الجلوس ومناقشة عمرو خالد ودراويشه، حول ما أكده فى حوار له مع الإعلامى محمود سعد بأنه رأى الله فى ميدان التحرير يوم تنحى مبارك عن الحكم، الذى وافق الجمعة 11 فبراير 2011.
الله تجلى على ميدان التحرير، فى يوم تنحى مبارك، ولم يره سوى عمرو خالد، وقص روايته هذه فى حوار تليفزيونى مسجل صوتا وصورة، حتى لا يزايد علينا أحد بأننا نتقوَّل على الداعية الاستايل، العاشق للشهرة.
عمرو خالد قال: «كنت مقيماً فى ميدان التحرير لمدة أربعة أيام متواصلة للمشاركة فى المظاهرات المطالبة برحيل مبارك، وأديت صلاة الجمعة فى ميدان التحرير، وعقب انتهاء الصلاة، رأيت الله، وهنا أدركت أن هناك حدثا جللا سيقع اليوم، وبالفعل لم تمر ساعات قليلة على رؤيتى لله سبحانه وتعالى، حتى أعلن مبارك تنحيه عن السلطة»!
عمرو خالد، أكد أنه رأى الله، وهو يقظ وليس حتى فى المنام، وهو قول متجاوز، يتقاطع مع قول الله سبحانه وتعالى فى سورة الأَنْعَام، الآية 103: «لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ».
كما قال سبحانه وتعالى فى سورة الأعراف الآية 143: «وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ». صدق الله العظيم.
سيدنا موسى، نبى الله، لم يستطع رؤية الله، بينما الداعية «الروش» عمرو خالد رآه فى ميدان التحرير، والميدان لم يهتز ولم يجعله دكا، ويا للهول، أن رؤية عمرو خالد لربه فى ميدان التحرير، ووسط ترديد هتافات الثوار الأنقياء الأطهار فى الخيام المطالبة برحيل مبارك، واكب ليلة التنحى، الجمعة 11 فبراير، هل رأيتم معجزة كبرى مثل ذلك؟!
وهل هناك معجزة من المعجزات تضاهى معجزة أن يرى عمرو خالد ربه فى ميدان الثورة بين المتظاهرين، فى يوم إزاحة مبارك، وكأنها رسالة «سماوية سياسية» تقول، إن السماء غاضبة من مبارك ونظامه، ولم تعد قادرة على تحمل استمراره فى الحكم، وأن سياساته ونهجه لا يروق لها!
رؤية عمرو خالد لربه تجزم دون جهد يذكر أن الرجل إخوانى الهوى والتنظيم، وهى الجماعة الآثمة المشوهة للإسلام، أكثر مما شوهه ألد أعدائه، والدليل أن الجماعة لم تكتف برواية الداعية الاستايل بأنه رأى الله فى ميدان التحرير الطاهر المبارك، وإنما استكملوا مسيرة الكذب والخداع، بالتأكيد على أنهم يرون دائما الملائكة ورسول الله، صلى الله عليه وسلم.
والغريب أن الجماعة لا ترى الله ولا ملائكته ورسله، سوى فى مظاهراتهم ومسيراتهم، فقد تجلى الله فى ميدان التحرير، ورآه داعية «الفرخة والقوانص» الإخوانى عمرو خالد، كما ظهر سيدنا جِبْرِيل عليه السلام، فى ميدان رابعة العدوية، يساند ويشد من أزر الجماعة فى مظاهراتهم لإعادة المعزول محمد مرسى لقصر الاتحادية، ثم ظهور أشرف الخلق، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فى صلاة فجر أحد الأيام، ورفض أن يؤم المصلين، وقدم محمد مرسى، ليؤم النبى، والمصلين!!
ونحن وكما عودناكم أعزائى القراء لا نتحدث إلا من وقائع ، فقد خرج الشيخ أحمد عبدالهادى، وهو من وعّاظ الإخوان على المعتصمين فى ميدان رابعة العدوية، معلنا عن رؤية عظيمة أبلغه بها أحد الصالحين فى المدينة المنورة ، مفادها أن سيدنا جِبْرِيل عليه السلام، دخل مسجد رابعة العدوية، ليثبت المصلين، ورأى أيضا مجلسا فيه الرسول، صلى الله عليه وسلم، والرئيس محمد مرسى، وحان وقت صلاة الفجر، فقدم الناس، الرسول إلا أن الرسول آثر أن يقدم «مرسى»!!
ولم يكتف الشيخ أحمد عبدالهادى بهذه الرؤى، وإنما سرد رؤية أخرى رآها أحد الصالحين، قائلا: «إنه شاهد صحراء بها 50 جملاً وشبابا وأطفالا صغار يلعبون فى الرمل، ولكن مع الوقت جاع الشباب والإبل واشتد بهم العطش، فكان الفزع لله، ومع اشتداد الاستغاثة بالله انفلقت الأرض فخرجت ساقية ارتفاعها 10 طوابق تقلب الأرض وشربت الإبل وشرب الناس والأطفال وسمع الناس صوتا قادما من السماء»، ويردد: «ارعوا إبل الرئيس محمد مرسى».
ناهيك عن رؤية الحمامات الخضراء الثمانية التى كانت «ترفرف» فوق أكتاف محمد مرسى، وتفسيرها أنها رسالة بأنه سيمكث فى حكم مصر 8 سنوات كاملة!!
هذه الادعاءات، والتجاوزات فى حق الدين، ومحاولة غسل عقول الناس بمادة الكذب الكاوية، جريمة نكراء، تدفع بصاحبها إلى محاكمته فورا، وتوقيع أقصى العقاب عليه.
فعمرو خالد وأقرانه من معز مسعود وباقى جماعة الإخوان الإرهابية الذين تتلمذوا على يد سيد قطب ومهدى عاكف ويوسف القرضاوى ووجدى غنيم، أخطر على المجتمع من الإرهابيين المنتمين لداعش، فإذا كان داعش وأعوانها يقتلون ويفجرون ويدمرون، فإن عمرو خالد ومعز مسعود، وباقى شلة الدعاة الروشين، يدمرون عقول هذه الأمة، ويحفرون الأفكار المتطرفة والمغلوطة والمشوهة للدين، فى عقول الصغار والشباب لخلق أجيال متطرفة، ومدمرة!!
لا تتركوا عمرو خالد ورفاقه يعبثون بعقول المصريين من جديد، ولا تعيدوا إنتاج مراحل سابقة ساهمت فى الدفع بمتطرفين وإرهابيين، يدمرون ويقتلون ويحرقون ويكفرون خصومهم، ويرتمون فى أحضان أعداء الدين والوطن، ولا يعترفون بالدولة الوطنية، ويؤمنون بكيانات وهمية خرافية!!
ولَكِ الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر.!!