أحمد إبراهيم الشريف

الأفاضل.. الشيخ عبدالمنعم «ولى الله الجميل»

الأربعاء، 23 مايو 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى جلستنا اليومية على الجسر نحرس نباتات الأرض، تحدث أشياء كثيرة، هى بالنسبة لأطفال صغار يقضون إجازتهم المدرسية فى الحقول مثيرة وباعثة للحياة فى هذا الهدوء الذى يقارب السكون، أهم هذه الأشياء هى الظهور المفاجئ للشيخ عبدالمنعم.
 
يهل علينا من الجنوب تسبقه رائحته الطيبة، رجل صوفى، نظيف الملبس بشكل لا نراه مع غيره، يده التى نسلم عليها ناعمة، لا أثر فيها  لشقاء أو تعب، وجهه ممتلئ ومشرب بحمرة، ويحمل على كتفه «عباءة» حمراء اللون لا يلبسها سوى «عمد» القرى وأغنيائها.
 
كان الشيخ عبدالمنعم ولى الله الأقرب إلى نفوسنا، لا يتحدث كثيرا، وإن سألناه عن شىء يرد، لكنه لا يتوقف للحديث يستمر فى مشيه، لا أتذكر حديثا معينا دار بينى وبينه، ربما لم أكن مشغولا بالحديث معه، كنت دائما أنتظر مجيئه، أسلم عليه، ثم أشم يدى التى صارت رائحتها «حلوة» بسبب العطور النفاذة الجميلة التى يستخدمها الرجل الطيب.
 
لا تقول لنا الحكايات شيئا عن بلد الشيخ عبدالمنعم، لكنها تقول لنا أشياء أكثر خصوصية تحكى أنه كان شابا منجذبا لمحبة الله، وكان يرفض الزواج، لكن أمه كانت تصر على زواجه، وفى ليلة فرحه وبعدما دخلت العروسة بيته، خرج هو ولم يعد للبيت مرة ثانية.
 
كان كل شىء يرتبط بالشيخ عبدالمنعم يقبل التفسير والتأويل، حتى عندما اختار بيتا فى القرية ينزل عليه ويقضى بعض الأيام فيه وهو بيت «شوقى»، استغرب الناس، فـ«شوقى» وأولاده ليسوا من أهل الطرق الصوفية، فلماذا اختار الشيخ بيتهم! لا أحد يعرف، لكن البعض قالوا بأن الشيخ رأى الخير فى قلب شوقى أكثر مما رآه الآخرون.
 
كانت هذه هى صورة الصوفى فى عقلى الطفل، الصورة التى أحببتها، هو رجل جميل ونظيف وواعٍ، غير مشغول بأحد، لا يتوقف للحديث مع الناس، وفى الوقت نفسه لا يمنع الآخرين من الحديث معه، كلما رأيته شعرت بأن بينه وبين الله «عمار».
 
وعندما مات الشيخ عبدالمنعم فى بيت «شوقى» وعرف الناس حزنوا جدا عليه وذهبوا أمام البيت يودعونه، ولما جاء أهله، ليحملوا جثمانه نسى الناس أن يسألوهم من أين أنتم؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة