يوم 30 مايو 2004، نشرت صحيفة «الصنداى تايمز» البريطانية تقريرًا بعنوان «خطط بريطانيا السرية للفوز بعقول وقلوب المسلمين»، وتضمن التقرير معلومات خطيرة، عن خطة ممنهجة لإعداد ما يسمى دعاة جدد فى الشكل والمضمون، للعمل على استمالة أكبر عدد من الشباب المسلم الواعد والمبشر لهم بمستقبل باهر فى الإدارة والسياسة، لتغيير نمط أفكارهم وطريقة حياتهم.
وورد فى التقرير الذى اعتمد على وثائق مسربة من دهاليز الاستخبارات البريطانية، اسم «عمرو خالد» من بين المرشحين لإعداد جيل جديد من الدعاة مختلف فى الشكل والمضمون، على أن تتبنى وزارة الداخلية البريطانية إقامة دورات تدريبية لمن سيقع عليهم الاختيار، فى كيفية مخاطبة الشباب عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتأثير فى مجتمع الصفوة أو ما يطلق عليه «أولاد الذوات» وهى الطبقة التى تلقت تعليمًا جيدًًا، وتعيش نمطًا منفتحًا اجتماعيًا، ويخرج من تحت عباءتها المشاهير فى مختلف المجالات.
وكان الداعية عمرو خالد، مع بدايات الألفية الثانية، يقرر الإقامة فى بريطانيا تحت زعم أن نظام مبارك استبعده من البلاد، زاعمًا أنه رفض عرض الانضمام للحزب الوطنى للاستفادة من شعبيته الكبيرة بين الشباب، فعاقبه النظام حينها بالاستبعاد خارج البلاد فقرر الإقامة فى لندن..!!
ومن المعلوم بالضرورة أن لندن «الملعب» الذى يمارس فيه منتخب العالم فى الإرهاب، لعبته فى التخريب والتدمير، حيث يقيم على أراضيها معظم قيادات الإخوان، ولهم صوت مؤثر، وعلاقات وطيدة ونافذة فى المجتمع البريطانى، كون أن عاصمة الضباب لعبت دورا بارزا فى تأسيس التنظيم الإخوانى الإرهابى عام 1928 ليكون منفذا للمخططات البريطانية ليس فى مصر فحسب ولكن فى المنطقة!!
وفى 11 يناير 2006 نشرت صحيفة الإندبندنت أن السلطات البريطانية منحت عمرو خالد رخصة تأسيس منظمة تدعى الخطوة الأولى، تعمل فى مجال تعديل قيم الأسرة العربية ونمط تفكيرها، وتغيير مسار أولويات حياتها.
وفى سبتمبر 2008 وزير الخارجية البريطانى حينذاك «ديفيد ميليباند» زار مؤسسة «رايت ستارت العالمية» التى يرأس مجلس أمنائها الداعية الروش عمرو خالد، وتفقد مشروعات الشباب المتطوع حيث يضم كل مشروع 10 من الشباب غير المسلم، وأشاد وزير الخارجية البريطانى حينها بدور المؤسسة التى تتبنى مشروعين، الأول مشروع «حماية» والمهتم بعلاج المدمنين، والمشروع الثانى «سكينة» المهتم بإقامة مشروعات اقتصادية ودعم نفسى لأكثر من 400 سيدة مسلمة مطلقة فى أوروبا..!!
وفى عام 2010 حصل الداعية الروش عمرو خالد، على درجة الدكتوراه فى الشريعة الإسلامية، تحت عنوان «الإسلام والتعايش مع الغرب» من جامعة «ويلز» ببريطانيا.
وعندما هبت الرياح السامة فى مصر يوم 25 يناير 2011 ظهر عمرو خالد، وعاد مسرعًا لمصر، مثل الكثيرين من أعضاء التنظيم الإرهابى الذين عادوا للبلاد ليستثمروا الرياح السامة التى عصفت بمصر، للسطو على السلطة، وأقام عمرو خالد فى ميدان التحرير، وادعى أن الله تجلى له فى الميدان يوم تنحى مبارك..!!
ونشرت النيويورك تايمز تقريرًا حينها، عن عمرو خالد، ووصفته بأنه بطل ملحمة العصيان المدنى فى مصر الذى أطاح بمبارك، وأن بمقدور الداعية الروش ترشيح نفسه والمنافسة بقوة على مقعد رئاسة مصر!!
وفى عام 2012 فوجئنا بالداعية الروش عمرو خالد يتخذ خطوات تأسيس حزب سياسى باسم «مصر المستقبل» وهنا كان السؤال الجوهرى، ما سر تأسيس الداعية الروش لهذا الحزب؟ وماذا يريد بالضبط، هل هو داعية دينى أم كادر سياسى أم إعلامى؟! ولم تمر فترة على تدشين فكرة تأسيس الحزب، قرر الاستقالة تحت زعم أنه سيبتعد عن السياسة ويتفرغ للدعوة!!
بعدها فوجئنا بالداعية الروش يعلن فى حوار له مع الإعلامى الكبير عمرو أديب، أنه يفكر فى الترشح لرئاسة الجمهورية، مؤكدا أنه اعتذر عن قبول منصب وزير الشباب فى حكومة ما بعد ثورة يناير.
هذه الأحداث، وتسلسلها، تفك شفرتها شهادة الخبير الأمنى المحترم، اللواء عبدالحميد خيرت، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق
اللواء خيرت بدأ شهادته قائلا: «عندما كنت مديرا لإدارة مباحث أمن الدولة بمحافظة أكتوبر، وصلتنى معلومات بتجمع عدد من الشباب فى أحد الأماكن بمدخل الطريق الصحراوى مصر/ إسكندرية، يتحدثون عن تنظيم معسكر فى لندن، فكلفت عددا من الضباط للتوجه مكان التجمع للفحص والتحقق من المعلومة، وكانت نتيجة الفحص والتحقق، أن الداعية الروش عمرو خالد، ينظم معسكرا للشباب فى لندن لمدة أسبوع، وفقا لبرنامج تربوى، ومن بين المحاضرين فى البرنامج اللاعب محمد أبوتريكة، وبفحص الشباب المشارك فى المعسكر تبين أنهم من الشباب الجامعى، المواظبين بشكل دائم على المشاركة فى المعسكرات التى تنظمها جماعة الإخوان».
ويستكمل اللواء خيرت شهادته قائلا: «لم أفاجأ مؤخرا بما أعلنته رسميا الحكومة البريطانية بأنها مولت «عمرو خالد» بمبلغ 47 مليون جنيه إسترلينى».
وبالتدقيق فى السيرة الذاتية للداعية الروش، تكتشف حقائق مذهلة، أبرزها، أنه ومنذ ما يقرب من 20 عاما، كان شابا مصريا بسيط تخرج فى كلية التجارة، والتحق بأحد مكاتب المحاسبة، وعمل به لمدة 7 سنوات، ثم قرر افتتاح مكتب خاص به، وفجأة تحول إلى أشهر داعية فى مصر، هنا ندرك، أن الداعية الروش «شاطر» جدا فى التجارة والاستثمار، والقدرة على فهم لغة «الأرقام» وإدارة الأموال!!
كما تفك تسلسل هذه الأحداث أيضا، طلاسم كيف لخريج تجارة أن يعمل بالدعوة؟ والحقيقة أن عمرو خالد تم الزج به بفعل فاعل ليكون داعية دينى بنمط شاب روش وستايل يمكن أن يلعب دورا سياسيا مهما بعد اكتسابه لشعبية على الأرض!!
إذن قل عمرو خالد «السياسى وبيزنس مان» وليس عمرو خالد «الداعية!!
ولَك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر..!!