تتصاعد حدة المواجهة بين الجمهورية الاسلامية فى إيران والولايات المتحدة على خلفية برنامجها النووى وتطوير صواريخ باليستية وسلوكها فى المنطقة الذى ترغب واشنطن فى تقويضه، فبعد يومين من تقديم وزير الخارجية دونالد ترامب 12 مطلب لطهران من أجل رفع العقوبات عنها، رفضت طهران بل رد المرشد الأعلى على خامنئى بـ 7 مطالب أخرى للأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاقية النووية المبرمة فى يوليو 2015 وهدد حال عدم تنفيذها ستنسحب بلاده من الصفقة النووية التى لا يزال الأوروبيين متمسكين بها رغم انسحاب واشنطن منها فى الـ 8 من مايو الجارى.
مرشد ايران يضع شروطه للأوروبيين
ماهى المطالب الإيرانية الـ 7؟
وخلال استقبال المرشد الأعلى فى إيران رؤساء السلطات الثلاث وعددا من كبار المسؤولين، أكد أن بلاده ليست لديها مشكلة مع أوروبا، إلا أن الدول الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، "أثبتت أنها تؤيد أمريكا في القضايا الأكثر حساسية، وطرح خامنئي عدة شروط "لمواصلة الاتفاق النووي مع أوروبا وهى:
أولا: يجب أن تثبت كلا من (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) عدم نقض عهودهم معتبرا أن هذه البلدان نكثت عهودها فى المفاوضات النووية التى جرت بين عامى 2004 و2005 وقال عليهم أن يعوضونا عن صمتهم.
ويتضح من هذا المطلب أن المرشد الأعلى الإيرانى يرغب فى تصعيد مطالبه من الأوروبيين فبعد أن طالبها فى التاسع من مايو الجارى بضمانات قوية لبلاده تجعله يبقى على الاتفاق النووى، أضاف إليها مطلب أخر وهو الوقوف إلى جانب طهران فى ظل تشديد الولايات المتحدة من عقوباتها وإثبات أنهم لن سيظلوا ملتزمين بهذا النهج مع طهران والوقوف بوجه الولايات المتحدة فى المسألة النووية، وهنا أعاد المرشد الكرة فى ملعب الأوروبيين مجددا، ورغم ذلك لا يمكن التأكيد بأن الأوروبيين قد يفعلون ذلك ورغم أن هذه البلدان تعتبر الاتفاق النووى أفضل فرصة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي إلا أن المخاوف حيال برنامج طهران الصاروخى الباليستى لا تزال تثاورهم شك تجاهه ويشتركون مع واشنطن حيال رؤيتها فى تقويض سلوك طهران فى المنطقة ودورها فى زعزعة الاستقرار.
ثانيا: يجب على اوروبا ان تصدر قرارا يدين انتهاك الولايات المتحدة لقرار مجلس الأمن رقم 2231
وينص القرار 2231 لعام 2015 والذى أيد فيه المجلس الاتفاق النووى، على (إنهاء العمل بأحكام قرارات مجلس الأمن السابقة "عقوبات مجلس الأمن السابقة ضد إيران"، بشأن المسألة النووية الإيرانية، ويضع القيود المحددة التي تسري على جميع الدول دون استثناء). لذا اعتبر المرشد الإيرانى أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق يعنى انتهاكا لقرار مجلس الأمن يستوجب إدانته من بقية الأطراف.
ثالثا: يجب على أوروبا أن تتعهد بعدم طرح قضية البرنامج الصاروخى والنفوذ الاقليمى لطهران
ورغم تمسك البلدان الأوروبية بالصفقة النووية مع إيران لحماية مصالحها الاقتصادية وحصتها فى السوق الإيرانية إلا أنها تشترك مع الولايات المتحدة وحلفائها فى المخاوف حيال تطوير طهران برنامج الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس، إضافة إلى سلوك طهران المتمثل فى نفوذها الاقليمى فى العديد من البلدان فى العراق وسوريا وليبيا، لذا ترغب طهران فى أن تنتزع تعهد من البلدان الأوروبية بالصمت حيال هذا السلوك وعدم طرح دورها فى المنطقة مع الولايات المتحدة والإغماض عن برنامجها الصاروخى الذى ترى أنه يهدد حلفاء واشنطن فى المنطقة وعلى رأسهم إسرائيل.
مرشد ايران
رابعا: يجب على اوروبا مواجهة اي حظر ضدنا وان تتصدى بكل صراحة للعقوبات الامريكية.
وهنا ترغب طهران أن تجذب إلى صفها البلدان الأوروبية فى صراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية، فهى تستغل رغبتهم فى الاحتفاظ بالاتفاق النووى والاحتفاظ بمصالحهم الاقتصادية معها وتمارس قدرا من الضغوط عليهم كى تقف إلى جانبها فى التصدى للولايات المتحدة، وذلك بعد أن طالبهم وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو فى خطابه يوم الاثنين الماضى والذى عرض خلاله استراتيجية الولايات المتحدة فى التعامل مع طهران وخاطب فيه الأوروبيين للوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في ما يخص مطالبها الـ 12، الأمر الذى قد يعمق شرخ العلاقات الأمريكية الأوروبية، ويصبح على الأوروبيين الاختيار بين إيران أو الولايات المتحدة.
خامسا: على القوى الأوروبية حماية مبيعات النفط الإيرانية من العقوبات الأمريكية ومواصلة شراء الخام الإيرانى.
يرغب المرشد فى تأمين حصة إيران من سوق النفط ومبيعاته لأوروبا، لأن العقوبات الأمريكية التى ستعيد واشنطن العمل بها خلال الأشهر الثلاث المقبلة تستهدف بشكل رئيسى فرض قيودا صارمة على صادرات إيران من النفط، وذلك بعد أن تمكنت طهران خلال العامين الماضيين من العودة لسوق النفط بعد رفع العقوبات التدريجى عنها، ما سيؤدى إلى تدهور أكبر للاقتصاد الإيرانى الذى يعتمد بشكل أساسى على النفط فى عائداته.
سادسا: يجب على البنوك الأوروبية حماية التجارة مع إيران.
تردك إيران جيدا أن لدى البنوك الأوروبية التى تمنح تمويلات لأعمال متصلة بإيران توجس بعد إعادة الولايات المتحدة العمل بالعقوبات ضد طهران والبنوك والشركات التى تتورط فى تمويل أنشطة تجارية تمت بصلة لإيران، لذا تخشى البنوك من أن تطالها العقوبات الأمريكية.
سابعا: اذا تقاعس الأوروبيين في الاستجابة لمطالبنا فاننا نحتفظ بحق استئناف الانشطة النووية، وعندما نرى ان الاتفاق النووي عديم الفائدة، فاحدى الطرق هو العودة لاستئناف الانشطة المعطلة.
وفى النهاية ختم المرشد الأعلى شروطه بتهديد طهران المتكرر بأنه سوف تستأنف أنشطتها النووية المثيرة للجدل وستنسحب من الاتفاق النووى ما لم ينفذ الأوروبيين مطالبها.
وجاءت الشروط الإيرانية بعد يومين من تحديد وزير الخارجية الأمريكي شروط الولايات المتحدة لإبرام اتفاق جديد مع إيرا، .وذلك ضمن الإستراتيجية الجديدة لواشنطن لمواجهة المارد الإيرانى والتى كشفت عنها الولايات المتحدة بعد أسابيع قليلة من انسحابها من الاتفاق النووى المبرم عام 2015، وهى:
1. الكشف للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تفاصيل برنامجها النووى بشكل كامل
2. وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وإغلاق مفاعل المياه الثقيلة (أراك)
3. السماح لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول غير المشروط إلى جميع المواقع النووية فى البلاد
4. وقف تطوير الصواريخ الباليستية والصواريخ القادرة على حمل رءوس نووية
5. إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين فى إيران ومواطنى الدول الحليفة
6. إنهاء دعم الجماعات الارهابية فى الشرق الأوسط بما فيها حزب الله وحماس
7. احترام سيادة الحكومة العراقية ونزع سلاح الميليشيات الشيعية
8. وقف دعم الميليشيات الحوثية والعمل على تسوية سياسية فى اليمن
9. سحب جميع القوات الإيرانية من سوريا
10. إنهاء دعم طالبان والإرهابيين فى أفغانستان والمنطقة وإيواء قادة القاعدة
11. إنهاء دعم فيلق قدس التابع للحرس الثورى للإرهابيين عبر العالم
12. وقف تهديد جيرانها بما يشمل التهديد بتدمير إسرائيل والتوقف عن تهديد الممرات البحرية والهجمات الإلكترونية
حال طبقت إيران المطالب سيتم رفع العقوبات عنها في نهاية المطاف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة