تطورات جديدة شهدتها الإسكندرية، فى ملف إنقاذ منطقة "أبو مينا الأثرية" التى تقع فى نطاق دير مارمينا غرب الإسكندرية، وهى المنطقة القبطية الوحيدة فى مصر، المدرجة على قائمة التراث العالمى منذ عام 1979، وقائمة التراث المهدد بالخطر عام 2001، حيث بدأت تحركات موسعة من وزارة الآثار للعمل سريعا على تنفيذ خطة إنقاذ المنطقة الأثرية وشفط المياه الجوفية شديدة الملوحة التى تهدد المنطقة بالانهيار والاندثار.
من جانبه قال محمد متولى مدير عام أثار الإسكندرية والساحل الشمالى للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن الوزارة بصدد استيراد 170 "طرمبة" شفط مياه خلال شهرين، طبقا للمواصفات العالمية، وذلك بعد العديد من الأبحاث والدراسات لوضع معايير أنواع الطرمبات التى تصلح للعمل فى المنطقة، والتى تصلح للتعامل مع المياه الجوفية التى مع مرور الزمن اكتسبت خاصية ارتفاع شديد فى نسبة الملوحة بها، حيث تم اختيار طرمبات من نوع خاص، تصلح لمقاومة ملوحة المياه الجوفية.
وأشار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن أثار الإسكندرية انتهت من مراجعة كافة إجراءات تنفيذ المشروع، حيث تم مراجعة شبكات الكهرباء و المياه ووضع خط السير الخاص بشفط المياه وإلقائها فى الترعة ثم إلى المصرف العمومى، كما نسقت أثار الإسكندرية مع قوات الأمن لإزالة كافة التعديات على منطقة أبو مينا الأثرية من بعض المواطنين وتم إزالة 11 حالة تعدى بنسبة 98% من الأرض.
وأكد "متولى"، أن منظمة اليونيسكو قد أبدت ارتياحا كبيرا حول الإجراءات التى تتخدها وزارة الآثار المصرية لإنقاذ المنطقة الأثرية من الغرق، ووعدت برفعها من القائمة الحمراء بعد شفط المياه، حيث قام مؤخرا وفد من خبراء عالميين فى مجال المياه والرى والآثار والثقافة والفنون التابعين لمنظمتى اليونسكو والفاو بزيارة منطقة أثار أبو مينا بالإسكندرية، وذلك للوقوف على الحالة الراهنة للموقع، وقد عبرت تاتيانا فيليجاس مسئول البرنامج الثقافى بمنظمة اليونسكو عن ارتياحها الشديد للجهود المبذولة من الوزارة لحماية موقع أبو مينا الأثرى ودرء الخطورة عنه.
وحول إعادة افتتاح المنطقة الأثرية للزيارة قال "متولى" ، أن إعادة افتتاح الأثر تحتاج إلى وضع خطة متكاملة وبالتنسيق مع العديد من الجهات وليس وزارة الآثار فقط، موضحا أنه جارى دراسة الأمر حاليا، إلا أنه لم يتم تحديد موعد بعد لإعادة الافتتاح، حيث الأمر يتطلب المزيد من العمل حيث يجب شفط المياه الجوفية أولا ثم ترميم المنطقة الأثرية المتأثرة بالمياه، من حيث ترميم القبر المقدس للقديس" مينا" والكنائس الأثرية التى تم اكتشافها بالموقع، وكذلك بناء أسوار حول المنطقة الأثرية ووضع بوابات وتأمين المنطقة وكلها أمور تحت الدراسة.
من جانبه قال الأب تداوس، مسئول ملف المنطقة الأثرية بدير مارمينا، أنه يتم حاليا دراسة رفع كفاءة المشروع مرة أخرى، بعد إزالة التعديات عن المنطقة، وسيتم تركيب طرمبات لشفط المياه الجوفية، من قبر القديس مارمينا، وبالتالى سيتم البدء فى إعادة ترميم المنطقة الأثرية.
وأكد فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع " أن وزارة الآثار تولى الموضوع اهتماما كبيرا و يتم حاليا التنسيق مع وزارتى الزراعة والرى لانتقاء أنواع المزروعات التى تصلح للمنطقة وطرق الرى لتقليل مياه الصرف الزراعى والمياه الجوفية لحمايتها المنطقة الأثرية من الانهيار.
وتقع منطقه آثار أبومينا فى صحراء مريوط غرب مدينة الإسكندرية، وتضم مجموعة من الآثار القبطية وكنائس وأديرة، وكانت فيما مضى قرية صغيرة ومدفن القديس مينا، وفى العصور الوسطى المبكرة كانت أهم مركز مسيحى فى مصر.
وتم اكتشاف الموقع عام 1905 على يد عالم الآثار الألمانى "كوفمان" وفى عام 1907 تمكن من الكشف عن أجزاء كبيرة أخرى منه، وفى عام 1979 قررت لجنة اليونسكو إدراج هذا المكان ضمن "قائمة التراث العالمى"، وبذلك أصبح واحدا من أهم الأماكن التاريخية بمصر.
وشهدت المنطقة تدهورا شديدا مما جعل منظمة اليونسكو تضع المنطقة على القائمة الحمراء لأكثر المناطق التراث العالمى المهددة، وذلك بسبب ارتفاع شديد لمنسوب المياه الجوفية والتى بها ارتفاع شديد فى نسبة الأملاح، بالإضافة إلى الإهمال الذى تعرضت له المنطقة خلال الظروف التى مرت بها البلاد أعقاب ثورة يناير 2011.
ووضعت وزارة الآثار خطة لإنقاذ المنطقة الأثرية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، وإعداد مشروعا ضخما لتخفيض منسوب المياه الجوفية وإسناد المشروع لإحدى الشركات المحلية المتخصصة، بالإضافة إلى التعاون مع جميع الجهات المعنية من وزارتى الرى والزراعة وإدارة دير مارمينا والمحافظة لوضع حلول علمية وعملية لحماية المنطقة الأثرية من المياه المسربة إليها من الزراعات المحيطة بها نتيجة الرى بالغمر، حيث أن المنطقة تقع فى منسوب منخفض عن المساحات المحيطة بها.
المياة الجوفية أسفل المنطقة الأثرية
دير مارمينا غرب الإسكندرية
الكنيسة الأثرية
المنطقة الأثرية وقت الاكتشاف
تأثر المنطقة الاثرية بالمياه
الدير الجديد
تآكل الصخور بالمنطقة الأثرية
إزالة 89% من التعديات
الكنائس القديمة
إزالة التعديات عن الأرض الأثرية
القطع الأثرية التى تم استخراجها من الموقع
إزالة التعديات عن المنطقة
المياه الجوفية شديدة الملوحة
منطقة أبو مينا الأثرية
المياه الجوفية
تراكم المياه الجوفية
جانب من المنطقة الأثرية
خريطة المنطقة الأثرية
زيارة منظمة اليونيسكو
اليونيسكو تبدى ارتياح لإجراءات وزارة الآثار