يعد سور الإسكندرية القديم أحد أهم المعالم الأثرية الإسلامية بالمدينة، والتى يرجع تاريخها إلى تاريخ المدينة التى أنشأها الإسكندر الأكبر، حيث أحاط الإسكندرية بأسوار وحصون و أبراج للدفاع عنها، هذا السور الذى أتمه البطالمة فيما قام الرومان بزيادة تحصينه.
"سور الإسكندرية العظيم"والذى يعتبر أحد الشهود على التاريخ، لم يبقى منه إلا حطام وأجزاء قليلة وسط الإسكندرية، البعض منها يقع داخل استاد الإسكندرية الرئيسى والبعض الأخر فى حديقة الشلالات.
وكان السور القديم يضم نحو 100 برج لم يتبقى منه إلا القليل حاليا، حيث لم يتبقى إلا 4 أبراج بمنطقة خليج أبو قير، والبرج الشرقى الذى يقع فى الجنوب الشرقى من استاد الإسكندرية وتبلغ مساحتة 333 م 2 والبرج الغربى الذى يقع داخل حديقة الشلالات، و يتميز بنوع الأحجار والعناصر المعمارية المستخدمة فيه، حيث يرجع إلى عصر بن طولون و العصور الإسلامية اللاحقة.
ويقول محمد متولى، مدير منطقة الإسكندرية والساحل الشمالى للآثار الإسلامية بالإسكندرية، أن الإسكندرية مثل أى مدينة قديمة كان يحيط بها السور الرئيسى وسور أخر خارجى يحيط بالمدينة وبين السوريين 12 متر وكان ارتفاع السور الخارجى يبلغ نحو 10 أمتار بينما ارتفاع السور الداخلى يبلغ أكبر وأكثر سمكا، وكان الهدف من بناء السور قديما هو حماية المدينة من هجمات الأعداء، فكانت تلك الاسوار تشمل عدة أبراج يحيط بها خندق يطلق فيه ماء البحر عند الضرورة.
وأضاف متولى فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع "، أن السور الإسلامى كان يضم 4 أبواب رئيسية، أضيف لها أبواب أخرى فى عهد السلطان الظاهر بيبرس، مصنوعة من خشب الجمييز و يكسوها صفائح الحديد، وكانت تلقى على الأرض حينما يقوم السلاطين بزيارة المدينة.
وأشار متولى إلى أن البرج الشرقى يقع داخل سور الاستاد الرسمى الحالى لمدينة الإسكندرية، أما البرج الغربى فيقع فى حدائق الشلالات البحرية وهى المنطقة التى كانت البوابة الشرقية والمعروفة باسم بوابة رشيد، موضحا :"البرج الشرقى مبنى من الحجر الجيرى ومنحوت بحجم متوسط فى صفوف من المداميك الحجرية المنتظمة ويتدرج سمكة فى الارتفاع حتى يصل إلى 4 أمتار ، ويقع خلفة تل ترابى به كمية كبيرة من شقف الفخار .. وقد تم رفع جزء من التل عند تشييد نفق عبد المنعم رياض.. وتم فك السور وتركيبة على مسافة من موقعة الأصلى خلال تشييد النفق.
وأكد محمد متولى، أن عملية الفك والتركيب تمت تحت إِشراف وزارة الآثار، بناء على موافقة اللجنة الدائمة بجلستها فى 12/1/ 1989 وقرار رئيس الهيئة رقم 102 للإشراف على عملية فك وإعادة بناء السور، حيث كان الجزء لمنقول مستطيل الشكل بطول 11 متر وارتفاع 10 متر واستغرقت عملية الفك والتركيب حوالى عام ونصف، كما أكد على أن الآثار تقوم بصيانة دورية للحفاظ على الأثر.
وحول تاريخ سور الإسكندرية القديم قال محمد متولى:"السور كان يحيط بالمدينة فى عهد الإسكندر الأكبر و البطالمة وزاد فى تحصينها الرومان، وكان يتخذ شكل مستطيل تقريبا و كان السور القديم قد بنى من محاجر المكس، وعقب الفتح العربى قام عمر بن العاص بفتح مدينة الإسكندرية عام 21 ه قام بهدم جزء من السور الحصين بأبراجه وقلاعه حتى لا يتخذه المعارضين حصنا لهم، وفى عهد أحمد بن طولون قام ببناء سور يحيط بالأجزاء العامرة بالمدينة وكانت مساحة المدينة فى ذلك الوقت أقل من نصف مساحتها فى عهد الرومان، و هو السور الأول فى العصر الإسلامى، و كان يسمى بسور العرب."
وحول تطور السور القديم فى العصور الإسلامية اللاحقة، قال متولى:" فى العصر الفاطمى قام أحد الولاة عام 517 ه بإصلاح سور المدينة وتجديد أجزاء منه كانت قد تهدمت نتيجة الحركات الثورية والفتن، كما قام أحد أمراء الإسكندرية ويدعى (أبى الأشبال ضرغام) ببناء برج عرف عند باب البحر عام 557 ه، وأحرق هذا البرج فى غزوة القبارصة عام 767 هأما فى العصر المملوكى فقط قام السلطان بيبرس بترميم السور ، إلا أن أجزار كبيرة تهدمت منه على إثر زلزال عام 702 ه وهو ما ذكرة المقريزى أن الزلزال هدم 46 بدنة و 17 برج من السور الأمامى"
واختتم:"فى العصر العثمانى تم إهمال السور تماما، وظل سور باب رشيد قائما حتى بدأت جدرانه فى التصدع عام 1882 ثم اختفت معالم هذا الباب عام 1885."
البرج الغربى بحديقة الشلالات
الجزء المنقول بعد تشييد النفق
الأجزاء المتبقة داخل استاد الإسكندرية
البرج الشرقى
جانب من البرج الشرقى
جانب من الأجزاء المتبقية من السور
أبواب السور
جانب من السور القديم
أسوار الإسكندرية قديما
البرج الشرقى باستاد الإسكندرية